النسير و الجحود الحقير

شكرا لبحثكم عن خبر النسير و الجحود الحقير والان مع التفاصيل

يزيد بن سلمان - شبوة -  

 

أ.د مهدي دبان 

 

أشعلت كلماته نار الثوار والتهمت هشيم الاستعمار، فلم يكن عمر عبدالله نسير شاعراً عادياً، بل أيقونة مرحلة وصوت وطن. كتب للأرض فانتمى إليها، وأنشد للوطن فصار جزءاً من نسيجه، وتغزل بالحب حتى بدا كأكثر من روح في جسد واحد. بسيط في حضوره، صاف كجدول يتدفق، لكنه عميق في أثره على الوجدان اليمني. كان رائداً من رواد اللهجة الغنائية العامة، ورفد الأغنية اليمنية والأبينية خصوصاً بنصوص خالدة، لكنها للأسف ظلت محجوبة عن التكريم، فكان نسير منسياً في حياته، ومغيباً بعد مماته.

 

لقد شكل نسير ثنائياً فريداً مع الفنان الكبير محمد محسن عطروش، وقدما معاً أجمل ما في المكتبة الغنائية اليمنية من أعمال وطنية وعاطفية، كان أبرزها "برع يا استعمار" التي ظلت نشيداً للحرية في وجدان الأجيال. امتلك نسير القدرة على تطويع المفردة البسيطة لتلامس قلوب العشاق والفلاحين والصيادين والثوار، فكتب "يا هلي" و"جاني جوابك" و"المحبة بالرضا"، ونصوصاً أخرى تصلح للغناء والقراءة على السواء. ولأنه شاعر صادق في إحساسه، كان صوته صوت الناس، ومرآة لمعاناتهم وآمالهم، وذاكرة للوطن في لحظاته الأصعب والأجمل.

 

وما يميز نسير أنه لم يكن يكتب شعراً للنخبة أو للترف الفني، بل كان يكتب للناس البسطاء بلغتهم، فيجدون أنفسهم في كلماته كأنها خرجت من أفواههم. نصوصه حملت وجع الصياد في البحر، وغصة البدوي في الصحراء، وأمل العاشق المنتظر، وحنين المهاجر البعيد. ولأنه عاش حياة الفلاحين والصيادين، تماهت تجربته الشعرية مع نبض الشارع ومعايشة الناس، فجاء شعره مرآة صادقة للواقع ومتنفساً للوجدان الشعبي.

 

تحل الذكرى العاشرة لرحيل نسير، ولا نرى فعالية، ولا أمسية، ولا شارعاً أو مركزاً يحمل اسمه و من محافظته على وجه الخصوص، وكأن الجحود الحقير أصر أن يسرق منا ذاكرة بحجم هذا الشاعر الكبير. إن الوفاء لنسير ليس مجرد كلمة، بل فعل وواجب تجاه رمز صاغ وجدان اليمنيين بمفرداته البسيطة ومعانيه العميقة. وختاماً، سيبقى عمر عبدالله نسير حاضراً في قلوب من أحبوا قصائده وتغنوا بكلماته، حتى وإن جحده الزمان، فالأرض التي كتب لها تحفظه، والوطن الذي أنشد له يظل شاهداً على عبقريته الشعرية.

كانت هذه تفاصيل خبر النسير و الجحود الحقير لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على انباء عدن وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :