كتبت: ياسمين عمرو في الأربعاء 27 أغسطس 2025 02:05 مساءً - يعتبر الأسد الذهبي golden lion award أرفع جائزة يقدمها مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي لأفضل فيلم في المسابقة الرسمية، وواحدة من أكثر الجوائز هيبة في صناعة السينما العالمية. ليس مجرد تمثال يُمنح للفائزين، بل رمز ثقافي وتاريخي يعكس هوية مدينة فينيسيا ومكانتها كمركز فني عالمي. يُنظر إليه كمؤشر مبكر للنجاح في موسم الجوائز العالمي، حيث غالبًا ما تُتوج الأفلام الفائزة بترشيحات الأوسكار.
جذور الجائزة.. من ساحة سان ماركو إلى منصات التتويج
تعود أصول جائزة الأسد الذهبي إلى عام 1949، حين قُدمت لأول مرة باسمها الحالي، بعد أن كانت تُعرف جوائز مهرجان فينيسيا عامي 1947 و1948 بـ"الجائزة الدولية الكبرى لمدينة البندقية".
الجائزة مستوحاة من الأسد المجنح، الرمز الرسمي لمدينة فينيسيا منذ العصور الوسطى. هذا الأسد، الذي يظهر في شعار المدينة، يمثل القوة، الشجاعة، السلطة، والروحانية، مستلهمًا من تراث فينيسيا كقوة بحرية وثقافية. اختيار الأسد كرمز للجائزة كان إشارة إلى العمق الثقافي والتاريخي للمدينة.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة مجلة الخليج 365 (@sayidaty)
من مهرجان بلا جوائز إلى ولادة الأسد الذهبي
في عام 1932، انطلقت الدورة الأولى لمهرجان فينيسيا كجزء من "بينالي فينيسيا"، بهدف الاحتفاء بالفن السابع ومنافسة هيمنة هوليوود. أُقيم العرض الأول على شرفة فندق إكسلسيور، حيث عُرض فيلم دكتور جيكل ومستر هايد دون جوائز رسمية.
بحلول عام 1934، بدأ المهرجان بتقديم جوائز تنافسية، مما مهد الطريق لظهور جائزة رئيسية تعكس هيبته.
استلهم تصميم الأسد الذهبي من تماثيل أسد القديس مرقس في ساحة سان ماركو وأعمدة فينيسيا القديمة.
التمثال، على شكل أسد مجنح ذهبي واقف على قاعدة، يجسد التراث الإيطالي وروح الإبداع.
حافظ التمثال على تصميمه الأيقوني عبر العقود، معززًا مكانة المهرجان كمنصة للتميز الفني.
للمزيد من الأخبار: بعد فوزه بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا.. المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار يهدي الجائزة لعائلته
سنوات الاضطراب والتوقف
خلال الثلاثينيات والأربعينيات، ارتبطت بعض الجوائز بـ"كأس موسوليني" في ظل النظام الإيطالي، مما أثار جدلًا.
بعد الحرب العالمية الثانية، تم إلغاء هذه الارتباطات السياسية، وتثبيت الأسد الذهبي كرمز فني خالص.
لكن بين عامي 1969 و1979، توقف منح الجائزة نتيجة الاحتجاجات الطلابية والاضطرابات في إيطاليا بعد أحداث 1968، حيث تحول المهرجان إلى حدث غير تنافسي. هذه الفترة تُعد واحدة من أكثر الصفحات جدلًا في تاريخه.
الاعتراف الرسمي بالأسد الذهبي
في عام 1954، اعتُمد الأسد الذهبي رسميًا كجائزة رئيسية للمهرجان، وكان فيلم On the Waterfront للمخرج إيليا كازان من أوائل الفائزين، محققًا صدى عالميًا وعزز مكانة الجائزة.
منذ ذلك الحين، أصبحت الجائزة معيارًا للتميز الفني، ومؤشرًا للإبداع السينمائي على مستوى العالم.
لحظات مفصلية في تاريخ الجائزة
منذ انطلاقتها، شهدت الجائزة لحظات حاسمة أعادت تعريف السينما العالمية:
2005: Brokeback Mountain (أنغ لي – الولايات المتحدة)، دراما رومانسية عن علاقة عاطفية أثارت نقاشات عالمية ورُشحت للأوسكار.
2006: Still Life (جيا زانغكه – الصين)، دراما هادئة عن التغيرات الاجتماعية في الصين.
2010: Somewhere (صوفيا كوبولا – الولايات المتحدة)، دراما عاطفية عن علاقة أب بابنته.
2011: Faust (ألكسندر سوكوروف – روسيا)، معالجة بصرية لأسطورة غوته.
2012: Pietà (كيم كي-دوك – كوريا الجنوبية)، دراما قاسية تُسجل فوزًا تاريخيًا للسينما الكورية.
2013: Sacro GRA (جيانفرانكو روسي – إيطاليا)، أول فيلم وثائقي يحصد الجائزة.
2015: From Afar (لورنزو فيغاس – فنزويلا)، أول فيلم من أمريكا اللاتينية يفوز.
2018: Roma (ألفونسو كوارون – المكسيك)، أول إنتاج لنتفليكس يفوز، مثيرًا جدلًا حول مستقبل السينما.
2021: L'Événement (أودري ديوان – فرنسا)، فيلم عن الإجهاض غير القانوني في الستينيات.
2022: All the Beauty and the Bloodshed (لورا بويتراس – الولايات المتحدة)، ثاني فيلم وثائقي يفوز.
2024: The Room Next Door (بيدرو ألمودوفار – إسبانيا)، دراما عاطفية عززت مكانة المخرج الإسباني.
هذه الأفلام لم تكتفِ بالفوز، بل ساهمت في إعادة تعريف السينما من خلال تنوعها الثقافي والفني.
تنوع جغرافي وفني يعكس روح المهرجان
منذ 1949، مُنح الأسد الذهبي لنحو 60 فيلمًا، مع تنوع جغرافي ملحوظ:
إيطاليا: أكثر الدول فوزًا، مع أفلام مثل The Great War (1959) وSacro GRA (2013).
الولايات المتحدة وفرنسا: حضور قوي، مع أفلام مثل Brokeback Mountain وL'Événement.
آسيا: شهدت صعودًا في الألفية الجديدة، مع فوز كوريا الجنوبية (2012)، والصين (2006).
أمريكا اللاتينية: برزت مع فوز فنزويلا (2015) والمكسيك (2018).
من حيث الأنواع:
الدراما تهيمن بنسبة تقارب 70% من الأفلام الفائزة.
الأفلام الوثائقية، مثل Sacro GRA (2013) وAll the Beauty and the Bloodshed (2022)، سجلت حضورًا نادرًا.
الأفلام التجريبية مثل Faust (2011) أثبتت قدرة المهرجان على احتضان الأعمال غير التقليدية.
المواضيع الاجتماعية (الهوية، العنف الأسري) تحظى باهتمام لجان التحكيم.
من فينيسيا إلى هوليوود.. الطريق إلى الأوسكار
حوالي 30% من الأفلام الفائزة بالأسد الذهبي في القرن الـ21 رُشحت أو فازت بجوائز الأوسكار، مما يجعل الجائزة مؤشرًا مبكرًا لموسم الجوائز.
من الأمثلة:
Brokeback Mountain (2005)
The Shape of Water (غوليرمو ديل تورو – 2017)
Nomadland (كلوي جاو – 2020)
Roma (2018)
جدل لا ينتهي.. الأسد الذهبي والخيارات الجريئة
الأسد الذهبي لم يخلُ من الجدل. ففوز فيلم Roma في 2018 أثار نقاشات حول دور منصات البث الرقمية في السينما التقليدية.
كذلك، اختيارات لجنة التحكيم في بعض السنوات اقارت الكثير من الجدل، مثل تفضيل أفلام تجريبية على أعمال تجارية، وكلها قرارات أثارت انقسامات بين النقاد والجمهور.
النساء وصناعة التاريخ
رغم هيمنة المخرجين الرجال على الجائزة، شهدت العقود الأخيرة صعودًا للنساء. تشكل المخرجات الفائزات أقل من 10% من إجمالي الفائزين، لكن إنجازاتهن لافتة:
صوفيا كوبولا (Somewhere – 2010)
أودري ديوان (L'Événement – 2021)
لورا بويتراس (All the Beauty and the Bloodshed – 2022)
تكريم الكبار.. الأسد الذهبي الفخري
منذ عام 1970، يمنح المهرجان الأسد الذهبي للمسيرة الفنية لتكريم رموز السينما. من أبرز المكرّمين:
2003: منحت الجائزة الفخرية للنجم العالمي عمر الشريف تكريماً لمسيرته السينمائية الخالدةإنغمار بيرغمان (1971)
شارلي شابلن (1972)
جولي آندروز (2019)
كيم نوفاك وفيرنر هرتزوج (2025)
هذه الجائزة تكمل مكانة الأسد الذهبي وتؤكد دور المهرجان في الاحتفاء بالإبداع طويل الأمد.
https://www.instagram.com/p/DNxcAF1Wuyj/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loadinghttps://www.instagram.com/p/DNxcAF1Wuyj/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loadinghttps://www.instagram.com/p/DNxcAF1Wuyj/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading
نحو المستقبل
مع افتتاح الدورة الـ82 (27 أغسطس - 6 سبتمبر 2025)، يترقب العالم اختيارات جديدة تعكس تنوع السينما العالمية، مع أفلام مثل Father Mother Sister Brother لجيم جارموش في المنافسة. ويبقى الأسد الذهبي رمزًا للإبداع والابتكار، يجمع بين تراث فينيسيا وطموح السينما العالمية.
يُمكنكم قراءة: أبرز المعلومات عن الأفلام المُنافسة في المسابقة الرسمية بـ مهرجان فينيسيا 2025
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا "إنستغرام الخليج 365".
وللاطلاع على فيديو جراف المشاهير زوروا "تيك توك الخليج 365".
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر "تويتر" "الخليج 365 فن".
أخبار متعلقة :