كتبت: ياسمين عمرو في الجمعة 19 سبتمبر 2025 12:58 مساءً - شهدت الدورة السابعة من مهرجان ميدفست مصر مساء الخميس 18 سبتمبر جلسة نقاشية بعنوان "هدوء نسبي في عالم مليء بالتغيرات السريعة"، أقيمت في حرم الجامعة الأمريكية بميدان التحرير، بحضور عدد من الأسماء الفنية والإعلامية والنفسية، من بينهم الفنانة يسرا اللوزي، الإعلامية ناردين فرج، الممثل عمرو جمال، والدكتورة منى الرخاوي أستاذ الطب النفسي، وأدار الحوار محمد البسيوني.
ركزت النقاشات على قضايا الصحة النفسية والتوازن في عالم سريع الإيقاع، وعلى استراتيجيات إدارة الضغوط وصناعة مساحات شخصية وسط متطلبات الحياة اليومية، غير أن مداخلات الفنانة يسرا اللوزي استوقفت الحضور، لما حملته من صدق وجرأة في الحديث عن محطاتها الشخصية والمهنية، وخاصة تجربة الأمومة وما رافقها من تحديات.
الأمومة أهم محطة غيرت حياة يسرا اللوزي
تحدثت يسرا اللوزي بإسهاب عن اللحظة الفارقة التي غيّرت مسار حياتها، قائلة: "أهم محطة عندما أصبحت أم، بدأت أشعر أن الإنسان قبل أن يكون مسؤولا عن كائن بكل تفاصيله له صفات مختلفة ويتحول لشخص آخر تماما بعد ذلك الأمر، يسرا القديمة ذهبت، وشخص جديد ظهر بدأت التعرف عليه، والأولويات اختلفت ونظرتك للحياة اختلفت. أن أكون أم لطفلة عندها مشكلة في السمع شيء شقلب حياتي، وأول صدمة كبيرة أخذتها في حياتي، بعد مرور بعض الوقت اكتشفت أنها أحسن شيء مررت به، أصبحت نسخة جديدة مني لم أكن أطمح أن أكون عليها".
وأضافت بنبرة صريحة تكشف عمق الصراع الذي عاشته: "بعد الإنجاب ننسى أنفسنا، حتى لو أم لا تعمل وتجلس في البيت سوف تجدها تشعر أنها مقصرة، ولو عملت أي حاجة لنفسها تشعر بالذنب. ساعات (بنستحرم) نشتري شراب عشان نجيب أشياء للعيال. التضحية مهمة لكن وجدت نفسي بتضر، لم أعد أعرف من أنا وما الذي أريده، خاصة وأن كان لدي نظرة وطموحات قبل أن أصبح أم. بعد فترة نجحت في عمل توازن وألا أشعر بالذنب واستكمل مسيرتي. الموضوع أخذ وقت مني والكثير من العلاج النفسي، وصعود وهبوط، أوقات أشعر أنني أم فاشلة وأوقات أخرى ممثلة فاشلة".
يسرا اللوزي لا أخجل من العلاج النفسي
أكدت يسرا اللوزي أنها لجأت منذ سنوات للعلاج النفسي، ولم تخجل من الاعتراف بأهمية الأمر، موضحة: "مش لازم أكون متدمرة بس عشان أقدر أمشي في طريقي بشكل طبيعي. أحيانا أنشغل عنه لكن سرعان ما أعود بعدما بات جزء لا يتجزأ من حياتي".
كما ربطت حديثها بالجانب المهني وما يواجهه الممثلون من ضغوط إضافية، خاصة في ظل التعرض المستمر للتعليقات السلبية على منصات التواصل الاجتماعي. وقالت: "أحيانا نقول هناك مرضى على مواقع التواصل يعانون من الكبت والحقد على الناس، الموضوع قاسي جدا، وأقرر أحيانا عدم الرد ولكن نجد أنفسنا تأثرنا بسبب تراكم ما سمعناه ونشعر بالرغبة في البكاء والصراخ".
التخلص من أثر الشخصيات الدرامية على حياتها الحقيقية
في معرض حديثها عن الأدوار التمثيلية الصعبة وتأثيرها النفسي، أوضحت يسرا أنها طورت لنفسها أسلوباً للتخفيف من وطأة هذه التجارب، بقولها: "أحيانا أتخلص من تأثير الأدوار الصعبة عليّ بالحصول على حمام مغربي، لما بحب أتخلص من الدور بعمل حمام مغربي، بحس أنه بيفيد".
دروس الأب ومعاناة الابنة
لم يغب البُعد العائلي عن حديث يسرا، إذ توقفت عند الدروس التي تعلمتها من والدها الفنان والأكاديمي الراحل محمود اللوزي، مؤكدة: "تعلمت من والدي محمود اللوزي، الالتزام بالمواعيد وأن كل البشر زي بعض، أن الواحد لا يتأثر برأي الناس ورأي المجتمع. واستفدت منه أنا وأخويا إننا بنعمل علاقات سوية مع الناس. اتعلمت منه كمان يعني إيه مسرح".
ثم عادت لتربط بين تجربتها كأم لطفلة تواجه مشكلة في السمع وبين نضجها الشخصي والإنساني: "تعلمت من مشكلة داليدا أن مهم جدا ألا أفكر في نفسي. دلوقتي في حالتها عامل الوقت مهم قوي، كل ما يعدي وقت مش بتسمع بيطول المدة. بعد ما عدينا المرحلة دي اتعلمت التكاتف الأسري أكتر ودعم من كل أصحابنا القريبين. اتعلمت مبقاش مكسوفة منها، أكون فخورة بيها وأعلم الناس وأوعيهم. حسيت أن عندي دور مجتمعي معين، وأساعد الناس اللي ملهاش صوت، ربنا حطني في مكان إني أوصل اللي عايزة أقوله".
يمكنكم مشاهدة ... يسرا اللوزي تؤكد بأن الشخصية التي جسدتها في لام شمسية مُرهقة نفسيًا
محطات عمرو جمال وناردين فرج
من جانب آخر، حملت مداخلات الممثل عمرو جمال والمذيعة والممثلة ناردين فرج بعداً مكملاً للنقاش، حيث عبّر كل منهما عن محطاته الشخصية التي شكلت منعطفاً في مسيرته. تحدث عمرو جمال بصدق لافت عن أكثر محطة فارقة في حياته قائلاً: "أعتقد أكبر محطة هي مرحلة تصالحي مع ضعفي، تصالحت معها واعترفت بوجود الضعف وهي مرحلة انتقالية في حياتي. الحياة تتغير وكذلك أنا، الضعف موجود لن أخلقه وكذلك القوة، وما نتقبله سوف نستطيع أن نعيش معه، لكن ما ننكره سوف يقاومنا ويعطلنا". وأضاف أنه في السنوات الأخيرة وجد نفسه يراجع علاقته بوسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: "بدأت أستوعب إني بحب التمثيل قوي لكن لا أجيد حاجات أخرى حوله، وأغلقت لفترة حساباتي، وقلت عايز أكون زي ما أنا وعايز أرجع لنفسي. بدأت أتصالح مع نفسي. فاهم إني فيه صناعة وموجود بشكل معين لكن بحاول أجد التوازن. ساعات أقول مش فارق معايا وبعدين أشوف تعليق أتضايق، لأني بني آدم في النهاية".
أما الإعلامية ناردين فرج، فقد توقفت عند محطات حياتها المختلفة، مشيرة إلى أن لكل مرحلة من العمر ملامحها الخاصة، وقالت: "مررت بمراحل في بداياتي تختلف عن التي أمر بها حاليا، مع الوقت والواحد يتقدم في العمر المحطات التي تستوقفنا تصبح مختلفة. الإنسان يجب أن يجلس مع نفسه ويفكر في الأمور الفارقة التي ستغير شيء في حياته". كما تحدثت عن تجربتها مع ابنتيها وما تعلمته من كل منهما، موضحة: "تعلمت من بنتي الكبيرة إصرارها على تحقيق ما تريده، هي سافرت من سن صغير كي تحقق حلمها في لعب كرة القدم في أمريكا، وساعات أقولها ارجعي وكفاية تقولي ازاي تقولي كده. بنتي الصغيرة مش عايزة تسافر قاعدة معايا وعلمتني الحنية، هما أصحابي قوي وده اللي بحبه. لما خلفت وأنا صغيرة كان بالنسبالي قرار مش صح بس دلوقتي فهمت أن كل حاجة فيها الحلو والوحش".
ميدفست مصر.. لقاء بين الفن والطب
من الجدير بالذكر أن مهرجان ميدفست مصر انطلق عام 2017 كمنصة فريدة تجمع بين صناع السينما والأطباء والمتخصصين النفسيين والجمهور، بهدف إبراز دور الفن السابع في التعبير عن التحديات الإنسانية وتعزيز الحوار المجتمعي. ويواصل المهرجان في دورته السابعة هذا العام طرح قضايا تمس جوهر التجربة الإنسانية، لتبقى السينما جسراً بين العاطفة والمعرفة، بين الخيال والواقع، وبين الفرد ومجتمعه.
تابعي المزيد.. نجمة "لام شمسية" يسرا اللوزي: حين يكون الصمت أقوى من الكلام
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام الخليج 365»
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك الخليج 365»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «الخليج 365 فن»
أخبار متعلقة :