الذهب يرتفع والبيتكوين يتعثر: تباين لافت في الأسواق المالية

في الوقت الذي تسجل فيه الملاذات الآمنة التقليدية، كالذهب، وأسواق الأسهم مستويات قياسية، يبقى سعر البيتكوين متراجع ضمن نطاق محدود، رغم أنه يصنف كذهب رقمي.

تضارب في المزاج تجاه الأصول عالية المخاطر:

الذهب ارتفع بأكثر من 37% منذ بداية العام، ليسجل مستوى تاريخي عند 3697 دولار، كما صعدت الفضة بأكثر من 41%.

وفي المقابل، تواصل مؤشرات الأسهم الأمريكية مثل S&P 500 وناسداك تسجيل أداء قوي.

هذا التوازي بين صعود الأصول الآمنة والأصول ذات المخاطر دفع المحلل “J.A. Martin” لوصف المشهد بالمربك، معتبرا أنه يعكس قلق متزايد بشأن الدولار، وتصاعد في التوترات الجيوسياسية والديون السيادية.

ومع أن هذه العوامل عادة ما تدعم صعود البيتكوين كمخزن للقيمة، إلا أن العملة الرقمية بقيت في حالة تماسك دون زخم واضح.

يرى “مارتن” أن الخلل يكمن في العوامل الداخلية المرتبطة بسلوك المستثمرين، لا في الاتجاهات الاقتصادية الكبرى.

حيث أظهرت بياناته أن المستثمرين طويلو الأجل قاموا ببيع نحو 230,000 بيتكوين خلال 30 يوم، ما أحدث ضغط بيع لم يُقابل بطلب كاف لرفع السعر.

السعر الحالي والمؤشرات الفنية:

تتداول البيتكوين حاليا عند 115,352 دولار، بانخفاض طفيف قدره 0.5% خلال 24 ساعة، وبارتفاع أسبوعي بنسبة 3.4%.

ومع أنها حققت مكاسب سنوية تُقارب 97%، إلا أنها ما تزال دون أعلى قمة تاريخية لها بنسبة 6.6%.

بعض المؤشرات الفنية تلمّح إلى تحرّك محتمل، أبرزها تقاطع MACD الإيجابي، وقاع MVRV قرب 107,000 دولار، وهي إشارات عادة ما تسبق ارتفاعات بنسبة 30%–40%، ما قد يدفع السعر نحو 140,000 دولار إذا تكررت الأنماط السابقة.

في المقابل، يربط “آرثر هايز” من BitMEX صعود بيتكوين بالسيولة العالمية لا بالدورات السوقية، مكررا توقعه بسعر 250,000 دولار بحلول 2026، رغم التذبذب القصير الأمد.

خلاصة القول:

حتى يتمكّن السوق من امتصاص المعروض الناتج عن مبيعات المعدنين والمستثمرين الكبار، سيظل أداء البيتكوين محدود.

على الرغم من التوقعات الإيجابية طويلة المدى، يبقى الاختراق مرهون بتغيّر واضح في ديناميكيات العرض والطلب.

اقرأ أيضا:

الخبير الاقتصادي “بيتر شيف” يسخر من حاملي البيتكوين مصرحا: الجميع يبيع الآن!

شركة OKX تستهدف صناديق التقاعد ذاتية الإدارة في أستراليا