الأزهرى: نعمل على غرس حب الوطن فى نفوس الأطفال وافتتاح 270 كتابا خلال أسابيع

القاهرة - سامية سيد - قال الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، إن مشروع عودة الكتاتيب يمر بمرحلة من البطئ وذلك عن عمد حتى يخرج هذا المشروع على الوجه الأكمل، فكما نعمل على تحفيظ القرآن نحن فى حاجة إلى الوثوق فى القائمين على الكتاتيب وتدريبهم، نحتاج أن نغرس فى نفوس الأطفال حب الوطن وعلى سبيل المثال أن يفتتح الكتاب بقراءة الفاتحة وإهدائها لمصر، وزراعة الامل فى نفوس الاطفال، موضحا أنه سيتم افتتاح 270 كتابا خلال الأسابيع القادمة بعد الانتهاء من تدريب القائمين على الكتاب فى أكاديمية الأوقاف للتدريب.

وأضاف خلال لقائه بصحفيين الوزارة، أن الوزارة بصدد اطلاق دورات تدريبية للكادر الإدارى والأئمة والعمال، من أجل النهوض بالدخمات التى تقدمها الوزارة، وأكد الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، أن الوزارة تمضى بخطى واثقة نحو بناء خطاب دينى عصرى ومؤثر، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويعتمد على أدوات العصر الحديث للوصول إلى الجماهير بمختلف شرائحهم وفئاتهم، مشيرًا إلى أن المنصة الرقمية الجديدة تمثل حجر الزاوية فى هذا التحول.

وأوضح وزير الأوقاف، أنه فور توليه المسؤولية، بدأت الوزارة العمل على المنصة الرقمية بالتعاون مع وزارة الاتصالات، وكان من المقرر إنجازها خلال 6 أشهر، إلا أن تصميم بنيتها الرقمية تطلّب وقتًا أطول، نظرًا لطموح المشروع وعمق مضمونه، إلى أن خرجت المنصة إلى النور محققة أولى خطوات الحلم الذى كان يطمح إليه.

وأشار الوزير، إلى أن المنصة تضم أكثر من 60 ألف صفحة، تمت مراجعتها بدقة وبناء على أسس علمية، لتكون كل كلمة فيها صحيحة، وتشكّل مصدرًا آمنًا للمعرفة الإسلامية فى زمن تعانى فيه الساحة الرقمية من وفرة مغلوطة فى المحتوى الديني.

ولفت الأزهرى، إلى أن النسخة المتوفرة حاليًا هى النسخة المقروءة، وهى تمثل فقط المرحلة الأولى من الطموح، بينما يجرى العمل على تحويل المحتوى إلى مرئى ومسموع، بما يسهل تداوله وفهمه، خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعى، وهو ما يُعد أولوية خلال المرحلة المقبلة.

وكشف وزير الأوقاف، أن العمل جارٍ على إنتاج محتوى مرئى ومسموع خلال الأشهر الستة المقبلة، إلى جانب إطلاق برنامج تدريبى مكثّف عبر المنصة من خلال "أيقونة التدريب"، على أن يبدأ استقبال المتدربين فعليًا من يناير حتى يونيو المقبل.

وأوضح أن الوزارة تعتزم إطلاق أدوات ذكاء اصطناعى ضمن المنصة بداية من يونيو 2026، لخدمة التفكير والإبداع الدينى المسموع والمرئى، وتوليد المحتوى الآلى المدعوم بالمراجعة العلمية، بالإضافة إلى إنشاء مكتبة ضخمة متعددة اللغات.

وأكد الوزير طموحه فى أن تتحول المنصة إلى أكبر منصة إسلامية عالمية، متاحة بعدة لغات، من بينها الإنجليزية، الفرنسية، اليابانية، الصينية، ولغات دول جنوب شرق آسيا، حتى لا تبقى الرسالة الإسلامية المعاصرة محصورة فى السياق العربي.

وفى هذا السياق، أشار الوزير إلى زيارته الأخيرة للفلبين، حيث التقى ممثلين عن المسلمين هناك، ولفت نظره أن آخر حضور مصرى رسمى كان فى عام 2008، مؤكدًا أن الفلبين تضم أكثر من 15 مليون مسلم، ولديهم رغبة قوية فى إعادة بناء جسور التعاون. وأوضح أن وجود منصة رقمية فعالة هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى عموم المسلمين حول العالم، لا سيما فى المناطق النائية، حيث لا تصل البعثات الدعوية التقليدية.

وحول مبادرة "صحح مفاهيمك"، قال الوزير إنها تمثل نقلة نوعية فى معالجة الظواهر السلبية داخل المجتمع المصرى، حيث قامت الوزارة بالتنسيق مع عدد من الوزارات والجهات المعنية، وطلبت من المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية رصد أبرز المشكلات الاجتماعية المنتشرة فى المجتمع.

وأوضح أن المبادرة رصدت أكثر من 45 ظاهرة، منها التنمر، إدمان المواقع الإباحية، السير عكس الاتجاه، رشق القطارات بالحجارة، وغيرها من الممارسات التى تعكس حالة من الانفصال بين الخطاب الدينى الكلاسيكى والواقع الاجتماعي.

وشدد على أن المبادرة تستهدف إحداث "اشتباك حقيقي" بين الخطاب الدينى وقضايا المجتمع، من خلال مقاربات علمية ومنهجية يشارك فيها خبراء علم النفس والاجتماع، ومؤثرون من الشباب، لتقديم حلول واقعية ومقترحات قابلة للتطبيق، سواء داخل مراكز الشباب، أو عبر قصور الثقافة، أو من خلال فعاليات ميدانية مباشرة.

وأكد أن "صحح مفاهيمك" هى أول مشروع وطنى دينى قيمى اجتماعى شامل، وتهدف إلى تحويل الخطاب الدينى من مجرد مواعظ تقليدية إلى خطاب مرتبط بقضايا الناس وتحدياتهم اليومية.

وأشار الوزير إلى أن المنصة الرقمية للوزارة تحتوى على 6 أقسام رئيسية، تشمل ملفات المناسبات الوطنية والدينية، وتُحدّث باستمرار حسب السياقات والأحداث، مع إرفاق كل موضوع بخطب، ومقالات، وكتب، وأبحاث داعمة.

كما تضم المنصة مكتبة شاملة فى أبواب الشريعة المختلفة، وركنًا خاصًا بمبادرة "صحح مفاهيمك"، تُحمّل عليه جميع فعاليات المبادرة، إلى جانب قسم مخصص للتعامل مع "الموضوعات الشائعة والترندات"، وتقديم معالجة دينية وفكرية لها فى حينها.

ولم تغفل المنصة توثيق تاريخ الوزارة، حيث خُصصت أبواب لتكريم رموز الأوقاف من كل محافظة، ومساجدها ذات التاريخ العريق، إضافة إلى ركن يضم تعريفًا بالجهات التابعة للوزارة والوزراء السابقين، تكريمًا لعطائهم فى خدمة الدعوة.

واختتم وزير الأوقاف حديثه بالإشارة إلى أن مبادرة "صحح مفاهيمك" ستُطلق رسميا قريبًا لمدة عام كامل، مع إجراء متابعة وتقييم دورى للأداء والاستجابة المجتمعية، تمهيدًا لإطلاق موسم ثانٍ منها مستقبلًا، إذا ثبتت فاعليتها وأثرها على سلوك الأفراد ووعيهم العام.