السعودية تُفشل "خطة ترامب الكبرى" لتهجير سكان غزة.. ماذا حدث في الرياض؟

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من الرياض: في تحرك عربي جماعي رافض لمحاولات فرض حلول قسرية على سكان قطاع غزة، كشفت مصادر دبلوماسية عن إفشال المملكة العربية لما وصف بـ"خطة ترامب الكبرى" لتهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار، خلال قمة عربية خماسية عقدت في الرياض مؤخراً، بحضور وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن وقطر والإمارات.

القمة، التي جاءت برعاية الأمير ، مثّلت موقفاً حاسماً ضد أي مشروع يهدف لتفريغ غزة من سكانها تحت غطاء إعادة الإعمار أو الترتيبات الأمنية.

وبحسب ما أوردته قناة RT، فإن اللقاء العربي ناقش ضمن جدول أعماله مبادرة طرحتها دوائر أميركية لإعادة توطين سكان غزة في دول عربية، مقابل تعهدات بالدعم المالي والسياسي، وهي مبادرة رُبطت بتصريحات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي أعاد طرح رؤيته لمنطقة خالية من حركة حماس، ومفتوحة أمام الاستثمارات الغربية، عبر ما وصفه بـ"تحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط".

الوفود العربية، وعلى رأسها السعودية ومصر، عبّرت عن رفض قاطع لهذا التصور، مؤكدين أن تهجير سكان غزة يشكل تجاوزاً خطيراً للثوابت القومية العربية، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. وبدلاً من ذلك، تم طرح خطة عربية بديلة لإعادة إعمار القطاع مع الحفاظ على أهله ومقاومتهم على أرضهم، من خلال مقاربة تشمل ثلاث مراحل: الإغاثة العاجلة، الإعمار، والانطلاق نحو تسوية سياسية شاملة تقوم على حل الدولتين.

وتضمنت الخطة، التي لاقت قبولاً عربياً واسعاً، إنشاء صندوق تمويل مشترك تدعمه دول الخليج، إلى جانب الدعوة لعقد مؤتمر دولي موسّع يضمن مشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الكبرى، لتأمين ممر سياسي واقتصادي يضمن استقرار غزة دون المساس بحقوق الفلسطينيين أو فرض وقائع ديموغرافية جديدة.

وتزامن الموقف العربي الحازم مع موجة تنديد شعبي وإعلامي في العواصم العربية، رفضاً لأي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية عبر بوابة التهجير القسري. ويرى مراقبون أن إفشال "خطة ترامب" في الرياض لم يكن مجرد موقف تكتيكي، بل خطوة استراتيجية تعكس تحوّلاً نوعياً في آليات التعامل العربي مع ملفات الحل النهائي، ورفضاً لتحويل غزة إلى ورقة تفاوضية بين قوى دولية على حساب الحقوق الوطنية المشروعة.

أخبار متعلقة :