الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من الرياض: استعرض ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، العلاقات الثنائية والتطورات الدولية، خلال لقاء عقد في قصر نيوم أمس (الخميس)، حيث بحثا مستجدات الأحداث الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في فلسطين حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس).
وجرى اللقاء بحضور الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني السعودي، وخالد الحميدان رئيس الاستخبارات العامة السعودي، في حين حضره من الجانب المصري الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، واللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة.
وقال السفير محمد الشناوي المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في بيان، إن اللقاء شهد مناقشات معمّقة حول عدد من ملفات التعاون الثنائي، إلى جانب مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك؛ إذ جرى استعراض الجهود المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالتنسيق مع مختلف الأطراف.
ونقل الشناوي تأكيد السيسي دعم مصر للمبادرات السعودية بشأن القضية الفلسطينية، وآخرها مخرجات مؤتمر «حل الدولتين» الذي استضافه مقر الأمم المتحدة في نيويورك برئاسة مشتركة بين الرياض وباريس.
وتأتي زيارة السيسي للسعودية، وفق الرئاسة المصرية، في إطار العلاقات التاريخية الراسخة التي تجمع القاهرة والرياض، إلى جانب التنسيق والتشاور المستمر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأعلنت في بيان أن "الأمير محمد بن سلمان والرئيس السيسي أجريا مباحثات موسعة في مدينة نيوم، تلاها اجتماع ثنائي ضم الزعيمين". وأضاف المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن اللقاء "تناول مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم استعراض الجهود المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالتنسيق مع مختلف الأطراف". مشيراً إلى أن "الرئيس السيسي أكد دعم مصر للمبادرات السعودية بشأن القضية الفلسطينية، وآخرها مخرجات مؤتمر 'حل الدولتين' (في نيويورك)".
فيديو: السيسي مصر يصل إلى نيوم
— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv)وحسب بيان الرئاسة المصرية، شدد الزعيمان على "ضرورة الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق، والإفراج عن الرهائن والأسرى، ورفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم أو إعادة فرض الاحتلال العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، وضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية".
كما تم التأكيد على عزم البلدين مواصلة التنسيق والتشاور المشترك، خاصة في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مع التشديد على أهمية "دعم استقرار دول المنطقة، والحفاظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية".
وذكر البيان أن تم التأكيد على أهمية "تعزيز الاستثمارات المشتركة، والإسراع في تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، باعتباره إطاراً شاملاً لتطوير العلاقات على كافة المستويات. وكذلك الاتفاق على إطلاق المزيد من الشراكات في مجالات التكامل الصناعي، وتوطين الصناعات التكنولوجية، والنقل، والطاقة الجديدة والمتجددة، والتطوير العمراني".
وعبَّر الرئيس المصري لولي العهد السعودي عن تطلعه إلى "مواصلة البناء على ما تحقق من نقلة نوعية في العلاقات الثنائية، بما يُسهم في تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية، ويواكب تطلعات الشعبين الشقيقين".
وترأست السعودية وفرنسا مؤتمرًا وزاريًا لحلّ الدولتين في الأمم المتحدة بنيويورك، في 28 يوليو (تموز) الماضي، وأكد ضرورة دعم مشروع حلّ الدولتين.
ولاقت زيارة الرئيس المصري للسعودية تفاعلًا بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصدر هاشتاغ "مصر والسعودية إيد واحدة" الترند على منصة "إكس".
وأكد مغردون أن العلاقات بين البلدين دائمًا علاقات أخوة ومحبة، وستظل كذلك دائمًا. ورحب مدونون سعوديون بزيارة السيسي، باعتبارها تؤكد على التكامل بين البلدين.
وتعكس حفاوة الاستقبال للرئيس المصري في نيوم حالة من الارتياح في العلاقات بين البلدين، وفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حسن سلامة، الذي يرى في تعليق لـ "الشرق الأوسط" أن الزيارة تؤكد متانة العلاقات بين القاهرة والرياض، ومستوى التنسيق بينهما. ويعتقد سلامة أن الزيارة تأتي في توقيت مهم، وتؤكد التناغم بين الدولتين.
وهذا الأسبوع أعلنت القاهرة عن مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لمدة 60 يومًا، يمهد للحلّ الشامل في القطاع، ووافقت عليه حركة حماس.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، إن الرياض من أكثر الدول العربية استثمارًا في مصر، والزيارة أكدت أهمية توسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بما يعزز من مستوى التعاون.وإلى جانب التطور في مستوى العلاقات الثنائية، يرى بيومي، في تصريحات للشرق الأوسط، أن التطورات الإقليمية تستدعي باستمرار التنسيق والتشاور بين القاهرة والرياض، وقال إن الوضع في غزة، إلى جانب التطورات في البحر الأحمر، والوضع في السودان، والملفات الإقليمية الأخرى، يستدعي استمرار التنسيق المشترك.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقدمة مودعي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى مغادرته نيوم الخميس (واس)
أخبار متعلقة :