كيف يكشف الذكاء الاصطناعي اضطرابات الكتابة عند الأطفال وأسرار خط اليد؟

شكرا لقرائتكم خبر عن كيف يكشف الذكاء الاصطناعي اضطرابات الكتابة عند الأطفال وأسرار خط اليد؟ والان نبدء بالتفاصيل

أبو ظبي - بواسطة نهى اسماعيل - طوّر باحثون أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تهدف إلى تحسين الكشف المبكر عن اضطرابات عسر الكتابة (Dysgraphia) وعسر القراءة (Dyslexia) لدى الأطفال في المرحلة الابتدائية، ما قد يغير بشكل جذري طريقة اكتشاف هذه المشكلات ودعم الأطفال الذين يعانون منها.

أجريت دراسة لاختبار هذه الأداة الجديدة على عينات من خط يد طلاب من رياض الأطفال وحتى الصف الخامس. وبيّنت النتائج قدرة الأداة على التعرف بدقة على مؤشرات سلوكية متنوعة، مثل الأخطاء الإملائية، والصعوبات الحركية، والمشكلات المعرفية المصاحبة لهذه الاضطرابات.

على عكس طرق الكشف التقليدية التي غالبًا ما تستغرق وقتًا طويلًا وتتركز على اضطراب واحد، تتميز الأداة الجديدة بالسرعة، وقابلية التوسع، وتخفيف العبء على أخصائيي علاج النطق والعلاج الوظيفي الذين يعانون من نقص في عددهم. ما يجعل هذه التقنية مساهمة حقيقية في التدخل المبكر قبل أن تؤثر هذه المشكلات على تحصيل الأطفال الدراسي والاجتماعي.

تفاصيل الدراسة

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة SN Computer Science، وأجراها فريق من جامعة بوفالو الأمريكية، حيث يركز الباحثون على تطوير أدوات أكثر فعالية وأقل تكلفة للكشف عن اضطرابات القراءة والكتابة. ويرى الفريق أن هذه الأدوات ستساعد في مواجهة النقص الحاد في أخصائيي العلاج المختصين بهذه الحالات في الولايات المتحدة.

البروفيسور Venu Govindaraju، مؤلف الدراسة وأستاذ علوم الحاسوب والهندسة، أكد على أهمية الكشف المبكر قائلاً:
«الكشف المبكر عن هذه الاضطرابات العصبية أمر بالغ الأهمية لضمان توفير الدعم المناسب للأطفال قبل أن يؤثر ذلك سلبًا على تعلمهم وتطورهم الاجتماعي والعاطفي.»

وأضاف أن الهدف النهائي هو تسهيل عملية الكشف وتحسينها وتوفير هذه الأدوات على نطاق واسع في المدارس والبيئات التعليمية.

الذكاء الاصطناعى - صورة أرشيفية

كيفية عمل الأداة

يعتمد البحث على تحليل خط اليد باستخدام تقنيات التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية، التي سبق أن استخدمها الفريق في تطبيقات أخرى لتحليل النصوص وفرز الرسائل تلقائيًا. والآن تم تكييف هذه التقنية لرصد علامات مثل:

  • الأخطاء الإملائية المتكررة

  • سوء تشكيل الحروف

  • ضعف تنظيم الكتابة وترتيب الأفكار على الورق

جمع البيانات والتجربة الميدانية

قام فريق البحث بجمع عينات كتابية إلكترونية وورقية من طلاب ابتدائيين في مدرسة بمدينة رينو الأمريكية، بالتعاون مع معلمين وأخصائيي علاج نطق وعلاج وظيفي، مع مراعاة خصوصية الطلاب. وركز الباحثون على 17 مؤشرًا سلوكيًا تظهر قبل وأثناء وبعد الكتابة.

كما شاركت الدكتورة Abbie Olszewski، المتخصصة في دراسات محو الأمية، في تطوير قائمة المؤشرات السلوكية التي تساعد في تشخيص الاضطرابين المتداخلين عسر القراءة وعسر الكتابة.

ما يميز الذكاء الاصطناعي في هذا المجال

تكشف الدراسة كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يراقب بدقة:

  • سرعة الكتابة، وضغط القلم، وحركة اليد

  • الجوانب البصرية مثل حجم الحروف وتباعدها

  • نوعية الأخطاء الإملائية، وانعكاس الحروف، وصعوبات الترتيب

وتقول الباحثة المشاركة الدكتورة Sumi Suresh:«هذا العمل، الذي ما يزال في مراحله الأولى، يظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة فعالة لخدمة المصلحة العامة من خلال توفير دعم مبكر للأطفال الذين هم بأمس الحاجة إليه.«