كتبت: ياسمين عمرو في الأحد 24 أغسطس 2025 08:03 صباحاً - أصبح امتلاك هاتف ذكي أو جهاز لوحي ممارسة شائعة حتى بين الأطفال الصغار في سن المدرسة. إلا أن هذا الوقت قد يكون مُقلقًا للآباء الذين يُفكرون في طرق لإبقاء أطفالهم من دون هواتف محمولة، حتى سن معينة، حيث يقضي الأطفال من جميع الأعمار ساعات أمام التلفزيون أو الهاتف أو الجهاز اللوحي، وهو ليس أمرًا سيئًا دائمًا. ما يُحدد تأثير وقت الشاشة على الأطفال هو نوع البرنامج الذي يشاهدونه وكمية الوقت التي يقضونها في مشاهدته، في هذا الموضوع نناقش الجدل المستمر، حول متى يمكن للطفل استخدام الموبايل، وكم ساعة يومياً، حسب رأي الاختصاصيين والتربويين.
يولد أطفال اليوم في عالم رقمي، ويطورون مهارات رقمية متقدمة جدًا مقارنةً بآبائهم ومعلميهم. يمكن أن تكون هذه المهارات الرقمية مفيدة للغاية في الفصول الدراسية، ويمكن استخدام الأجهزة لدعم التعليم بشكل إيجابي. ومع ذلك، فإن استخدام الأجهزة - مثل الهواتف المحمولة في المدارس قد يكون له أيضًا العديد من العيوب، وهو موضوعٌ محل نقاش دائم، كما يجد الخبراء والمتخصصون.
تختلف توصيات وقت الشاشة للأطفال حسب العمر، لكن تجنبي الشاشات بالنسبة للرضع، والحد منها إلى ساعة واحدة لمرحلة ما قبل المدرسة (2-5 سنوات)، على ألا يزيد عن ساعتين للأطفال والمراهقين (5-17 سنة) للاستخدام الترفيهي مع ذلك، تشير بيانات المسح إلى أن واحداً من كل خمسة أطفال يقضي سبع ساعات على الأقل يومياً أمام الشاشات، ويقضي بعضهم وقتاً أطول في عطلات نهاية الأسبوع.
إرشادات حول وقت الشاشة
- الأطفال (أقل من 18 شهرًا): تجنبي قضاء وقت طويل أمام الشاشة، باستثناء مكالمات الفيديو.
- الأطفال الصغار (18-24 شهرًا): يجب على الآباء مشاهدة محتوى عالي الجودة مع أطفالهم لفهم ما يشاهدونه.
- الأطفال في سن ما قبل المدرسة (من 2 إلى 5 سنوات): حددي وقت الشاشة بساعة واحدة من البرامج عالية الجودة يوميًا.
- الأطفال والمراهقون (6 سنوات فأكثر): تأكدي من أن وقت الشاشة لا يتعارض مع النوم والنشاط البدني والسلوكيات
الهواتف المحمولة في المدارس
حماية الأطفال والشباب في المدارس مسؤولية أساسية تقع على عاتق جميع البالغين، وليس فقط المعلمين وأولياء الأمور. يُعد استخدام الهواتف المحمولة في المدارس موضوعًا شائكًا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحماية الأطفال، ولذلك أصدرت بعض الحكومات حول العالم، إرشادات للمدارس الثانوية حول كيفية وأسباب حظر استخدام الهواتف المحمولة في المدارس.
لا تدعو الإرشادات إلى حظرٍ قاطعٍ للهواتف المحمولة في المدارس، لكنها توصي بعدم تشجيع استخدامها. لدى العديد من المدارس قواعد تمنع الطلاب من استخدام الهواتف المحمولة خلال ساعات الدراسة، إذ يُمكن أن تُجنّبهم تشتيت الانتباه عن الدراسة، لذا لن يكون هذا التوجيه مفاجئًا.
هل يجب السماح بالهواتف في المدرسة؟
على الرغم من المخاوف، هناك مزايا حقيقية لوجود هواتف محمولة للأطفال في الفصول الدراسية. هذا الجانب من النقاش ليس الأكثر شيوعًا، ولكن إليكم خمسة أسباب إيجابية للسماح بالهواتف في المدارس:
للتعلم الرقمي
يُمكن استخدام الهواتف المحمولة لتعزيز تعليم الطفل إذا استُخدمت بالطريقة الصحيحة. على سبيل المثال، يُمكن استخدام بعض التطبيقات والألعاب لتدريس المواضيع وتشجيع التفكير الإبداعي. تُعدّ هذه الأساليب مفيدة بشكل خاص لذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة.
للبحث في الدروس
تُتيح الهواتف المحمولة للطلاب الوصول إلى الإنترنت، وبالتالي الحصول على معلومات وفيرة. يمكن استخدام الهواتف في الفصول الدراسية لدعم التعلم من خلال استخدامها كأداة بحث أثناء إنجاز المشاريع أو الواجبات الدراسية.
لأسباب طبية
يحتاج بعض الأطفال إلى الوصول إلى هواتفهم المحمولة لدعم صحتهم، مثل متابعة جدول أدويتهم أو مراقبة مرض السكري عند الطفل.
للتواصل الداخلي
تُمكّن الهواتف المحمولة المدرسة من إيصال المعلومات للطلاب بسرعة وسهولة، سواءً كانت تتعلق بتغييرات الجداول الدراسية، أو معلومات الصحة والسلامة، أو الإشعارات الأسبوعية. حيث يمكن إرسال هذه المعلومات عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية لكل طالب، مما يُقلل من الحاجة إلى الرسائل الورقية.
هل يجب منع الهواتف المحمولة في المدارس؟
إن مساوئ امتلاك الأطفال للهواتف المحمولة في المدارس عديدة، ولذلك أصدرت بعض الحكومات توجيهاتٍ تقترح على المدارس حظر استخدام الهواتف المحمولة في الفصول الدراسية. إليكم خمسة أسبابٍ لحظر الهواتف المحمولة في المدارس:
الهواتف تشتت انتباه الأطفال
إشعارات مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات والألعاب جميعها تشتت انتباه الأطفال عن دراستهم، وقد تُسبب اضطرابات لا حصر لها في الدروس. وهذا بدوره قد يعني صعوبة تركيز الطلاب، وتشتت انتباه المعلمين، وانخفاض أدائهم الأكاديمي.
قد تؤدي الهواتف إلى التنمر
يُعرف التنمر الذي يُمارس عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الإنترنت بالتنمر الإلكتروني ، وقد تكون له آثار مدمرة على الصحة النفسية للطفل. قد يزيد استخدام الهاتف المحمول في المدرسة من انتشار التنمر الإلكتروني، لأن الطلاب متصلون بالإنترنت دائمًا، وبالتالي يكونون عرضة دائمًا للمضايقات الإلكترونية من قبل طلاب آخرين.
الهواتف تُعرّض الأطفال للإساءة
يُعدّ استغلال الأطفال وإساءة معاملتهم عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مشكلةً خطيرة، إذ يُتيح للمعتدين الوصول المباشر إليهم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع بعيدًا عن متناول البالغين. ينبغي تثقيف جميع الأطفال حول سلامة الإنترنت والمخاطر المرتبطة بها للمساعدة في حمايتهم من الأذى.
الهواتف المحمولة تُسبب مشاكل صحية
الإفراط في استخدامها قد يُسبب مشاكل صحية مُختلفة، بدءًا من إجهاد العين ومشاكل الرقبة وصولًا إلى اضطرابات النوم والقلق عند الأطفال. كما أن استخدام الطلاب لهواتفهم المحمولة خلال فترات الاستراحة يُؤدي على الأرجح إلى انخفاض النشاط البدني.
تؤثر الهواتف على الصحة النفسية
فقضاء وقت أطول على الهاتف المحمول يعني قضاء وقت أقل في التواصل الاجتماعي وجهًا لوجه مع زملاء الدراسة، ما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية العامة للطفل. ينبغي تشجيع الطلاب على اللعب وممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي خلال فترات الاستراحة بدلًا من تصفح هواتفهم. فرغم أن الهواتف المحمولة مفيدة جدًا للأطفال، إلا أنها قد تُسهم أيضًا في تدهور صحتهم النفسية وسلامتهم. أفضل.
نصائح لإدارة الهواتف المحمولة في الفصل الدراسي
إذا اختارت مدرستك منع أو تقليل استخدام الهواتف المحمولة في الفصل الدراسي، فإن النصائح التالية ستساعد المدرسين والمدرسات، في إدارة وتنفيذ منطقة لا يُسمح فيها باستخدام الهواتف:
- سلّطوا الضوء على فوائد تقليل وقت استخدام الشاشات من خلال الملصقات والأنشطة التعليمية وأيام التوعية. إذا استطاع الأطفال إدراك أهمية وقت الفراغ من الشاشات وكيف سيعود عليهم بالنفع، فمن المرجح أن يوافقوا على وضع هواتفهم جانبًا.
- قوموا بتثقيف الطلاب حول السلامة على الإنترنت، بما في ذلك كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بأمان، ووضع كلمات مرور قوية، واستخدام إعدادات الخصوصية، والحذر عند اللعب على الإنترنت، وكيفية الإبلاغ عن المحتوى غير اللائق أو المسيء. إن توعية الأطفال بالمخاطر لن تساعدهم فقط على حمايتهم من الأذى، بل ستُثنيهم أيضًا عن استخدام الهاتف.
- شجّعوا استخدام الهواتف المحمولة كأدوات تعليمية، بدلًا من استخدامها للتواصل الاجتماعي أو الألعاب، والتي يُرجّح أن تُشكّل مصدر تشتيت مُزعج. يُمكن أن تُصبح الهواتف المحمولة جزءًا إيجابيًا من تجربة التعلّم إذا استُخدمت ضمن المنهج الدراسي.
- قوموا بإنشاء مناطق مخصصة يُمنع فيها استخدام الهواتف المحمولة، مثل الفصول الدراسية وقاعة الغداء والملعب. اجعلوا هذه المناطق جزءًا أساسيًا من اليوم الدراسي.
- تأكدوا من أن مدرستك لديها سياسة خاصة بالهواتف المحمولة، توضح متى وأين يُسمح للطلاب باستخدامها. تأكدوا من تعميم هذه السياسة على جميع الطلاب وتطبيقها بفاعلية، وإلا فسيتم تجاهل متطلباتها.
- اعلموا أن التعاون مع أولياء الأمور لوضع حدود لاستخدام الهاتف المحمول في المنزل والمدرسة. كما يجب تثقيف أولياء الأمور حول السلامة على الإنترنت والمخاطر المرتبطة به ووسائل التواصل الاجتماعي للحد من استخدامه. تثقيف أولياء الأمور حول فوائد قضاء وقت فراغ دون استخدام الهاتف، وأهمية إدارة استخدامه لحماية أطفالهم من الأذى.
*ملاحظة من «الخليج 365»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص
أخبار متعلقة :