كيف تحمين طفلك من السمنة في سن مبكرة؟ 

كتبت: ياسمين عمرو في الاثنين 1 سبتمبر 2025 06:59 صباحاً - يتسبب الوزن الزائد غالباً للأطفال بحالات مرَضية صحية أخرى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. كما يمكن أن تؤدي السُّمنة في مرحلة الطفولة إلى انخفاض تقدير الذات والاكتئاب.
قد لا تكون أعراضها واضحة أو تعتمد ببساطة على مظهر الأطفال، حيث يؤدي العديد من العوامل دوراً في حدوث هذه الحالة المرَضية. صحيح أنه لا يكنك تغيير العوامل المتعلقة بالجينات والهرمونات، لكن هناك خطوات مثل عادات الأكل وممارسة الأنشطة البدنية، يمكنك العمل عليها داخل بيتك لمساعدة طفلك، هذا ما يضيء عليه الأطباء والاختصاصيون في هذا الموضوع المهم.
أن تجعلي عائلتك بأكملها تتناول وجبات وأطعمة خفيفة بين الوجبات متوازنة بانتظام؛ هو أمر يحمي صحة الطفل الآن وفي المستقبل.

هل تكون السمنة ظاهرة عند الأطفال؟

هل تكون السمنة ظاهرة عند الأطفال؟


لا يُعَدُّ جميع الأطفال ذوي الوزن الزائد مصابين بالسُّمنة بالضرورة؛ فبعضهم يتسمون ببنية جسدية أكبر من المتوسط. ومن الشائع أن يكتسب الأطفال كميات مختلفة من دهون الجسم في مراحل النمو المختلفة. لذلك، قد لا تعرفين من مظهر الطفل فحسب إذا كان الوزن مصدراً للقلق أو لا.
يساعد قياس مؤشر كتلة الجسم الأطباء على تقييم حالات زيادة الوزن وحالات السُّمنة. ويعتمد على وزن الطفل وطوله مقارنةً مع الأطفال الآخرين في ذات سنه وإن كان ذكراً أو أنثى باستخدام مخططات النمو. ناقشي مع طبيب طفلك كيف يتناسب مؤشر كتلة جسمه مع الدلائل الصحية الأخرى؛ فأنماط النمو، والعادات الغذائية، وعادات النشاط البدني، والتوتر، والنوم، والسيرة المرَضية العائلية جميعاً تؤدي دوراً أساسياً في الصحة أيضاً. ويمكن لاختبارات أخرى مساعدة الطبيب على تقييم إن كان وزن الطفل قد يُسبب له مشكلات صحية.
كيف تحمين طفلك من السمنة في سن مبكرة؟

متى أزور الطبيب للاطمئنان على وزن طفلي؟

إذا كنت قلقة بشأن عدم زيادة وزن طفلك بقدر كبير؛ فاستشيري اختصاصي الرعاية الصحية المتابع لحالته. واطلبي إجراء فحص طبي لطفلك من الفور إذا كان مصاباً بأي من الأعراض التالية:

  • صداع مستمر لفترة طويلة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • العطش الشديد عند الطفل والتبول المتكرر.
  • بدء التنفس وتوقفه عدة مرات في أثناء النوم.
  • ضَعف النمو مقارنة بالأطفال الآخرين من الجنس والعمر نفسه.

أسباب السمنة عند الأطفال

سُمنة الأطفال حالة معقدة. ويمكن لعوامل مختلفة أن تكون سبباً فيها. وتشمل هذه العوامل:

  • العوامل الوراثية والهرمونية.
  • إمكانية الوصول إلى الغذاء.
  • التوتر.
  • النوم.
  • العوامل الاجتماعية والاقتصادية.
  • عادات الأكل والأنشطة البدنية عند الأطفال.

تصرفات لا تسمحي بها في منزلك

تصرفات لا ترتكبيها في منزلك


هناك العديد من عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال إصابة الأطفال بالسُّمنة، ولكن توجد بعض العوامل التي يمكن للأسرة تغييرها، ومنها ما يلي:

العادات الغذائية

قد يؤدي الإكثار من تناوُل الأطعمة الغنية بالسكر المضاف أو الدهون المشبَّعة أو الصوديوم باستمرار إلى زيادة وزن الطفل، وذلك مثل الوجبات السريعة والمخبوزات والوجبات الخفيفة الجاهزة. كما أن تناوُل أطباق الحلوى والحلويات والمشروبات المحلاة بالسكر، مثل المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة والمشروبات ، يمكن أن يُسبب أيضاً زيادة الوزن؛ فهذه الأطعمة والمشروبات متوافرة في كل مكان، كما أنها مُعدَّة خصيصاً لتُناسب مختلف الأذواق. لا بأس من الاستمتاع بتناولها مرةً على فترات متباعدة، ولكن يُفضل تناولها بتأنٍّ واعتدال، مع الانتباه إلى مقدار ما يتناوَله منها. واحرصي أيضاً على قراءة حجم الحصة الغذائية المدون على ملصق العبوة، مع مراعاة عدم تجاوز الكمية الموصى بها في الوجبة الواحدة.

قلة النشاط البدني

الأطفال الذين لا يمارسون نشاطاً بدنياً كافياً يومياً أكثر عُرضة لزيادة الوزن. لذا، من المهم تشجيع الطفل أو المراهق على ممارسة الأنشطة البدنية المعتدلة لمدة 60 دقيقة على الأقل يومياً. كما أن قضاء فترات طويلة دون حركة أو ممارسة أي نشاط بدني قد يكون سبباً في زيادة الوزن، مثل الجلوس لمشاهدة التلفزيون أو لعب ألعاب الفيديو أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي. وخاصةً أن المسلسلات التلفزيونية والبرامج عبر الإنترنت تتضمن كثيراً عرض إعلانات تُروِّج لوجبات غير صحية في أثناء مشاهدتها أيضاً. لذا، فإذا كان الطفل بعمر سنتين أو أكثر، يُنصَح بتقليل الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة في وقت الفراغ، وليس لأغراض تعليمية، إلى ساعتين بحد أقصى يومياً. أما إذا كان عمره دون سنتين؛ فيجب عدم مشاهدته لأي شاشات مطلقاً.

العوامل النفسية

قد تزيد الضغوط النفسية الشخصية والعائلية من احتمال إصابة الطفل بالسُّمنة؛ إذ قد يؤدي التعرُّض للضغط النفسي المستمر على الطفل إلى ارتفاع مستويات الهرمونات التي يفرزها الجسم مثل الكورتيزول، ما يزيد من الإحساس بالجوع، وكذلك من الرغبة الملحة في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات المضافة. إذا رأيتِ أن طفلكِ يتعرض لضغط نفسي شديد؛ فعليكِ استشارة طبيب الأطفال. ويمكن إحالتكِ إلى استشاري نفسي أو اختصاصي نفسي آخر لتقييم حالة طفلك ووصف العلاج المناسب له إذا لزم الأمر.

عوامل لا يمكنك السيطرة عليها تسبب سمنة الأطفال

مُضاعَفات السمنة عند الأطفال


العوامل العائلية: إذا كان طفلك من عائلة يتسم معظم أفرادها غالباً بزيادة الوزن بسهولة؛ فقد يكون أكثر عُرضة لزيادة الوزن أيضاً.
الجينات والهرمونات: في بعض الحالات، يمكن أن يُسبب حدوث تغيرات في جينات معينة إصابة الطفل بالسُّمنة. كما أن الحالات المرَضية المرتبطة بالاضطرابات الهرمونية عند الأطفال والعمليات الحيوية الأخرى داخل الجسم قد تكون أيضاً سبباً في ذلك.
العوامل الاجتماعية والاقتصادية: في بعض المجتمعات، تكون موارد الحصول على الطعام محدودة، ويجد الأشخاص صعوبة في الذهاب إلى المحال التجارية الكبيرة. ولذلك، قد يعتمدون بشكل أساسي على الأطعمة الجاهزة التي لا تفسد بسرعة، مثل الوجبات المجمدة والبسكويت والكعك.

مُضاعَفات السمنة عند الأطفال

تؤدي الإصابة بالسُّمنة لدى الأطفال غالباً إلى حدوث مشكلات صحية ومضاعفات مرَضية قد تؤثر في صحتهم البدنية والنفسية والاجتماعية.
داء السكري من النوع الثاني: تؤثر هذه الحالة المرَضية طويلة الأمد في طريقة تعامل الجسم مع سكر الدم عند الطفل، ويُسمى أيضاً الغلوكوز. وتزيد السُّمنة ونمط الحياة الذي يتسم بقلة الحركة من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
مشكلات الكوليسترول المرتفع وارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يؤدي سوء التغذية إلى الإصابة بإحدى هاتين الحالتين المرضيتين أو كلتيهما. يمكن أن يُسهم ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم في تراكم اللويحات في الشرايين. وقد تُسبب تلك اللويحات المتراكمة تضيُّق الشرايين ومنع تدفق الدم عند الأطفال؛ ما قد يؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية في وقت لاحق.
آلام المفاصل: يسبب الوزن الزائد ضغطاً إضافياً على الوركين والركبتين. وقد تُسبب السُّمنة لدى الأطفال حدوث ألم، وأحياناً إصابات في الوركين والركبتين والظهر.
أمراض تنفسية: يكون الربو أكثر شيوعاً عند الأطفال المصابين بزيادة الوزن. وهم أيضاً أكثر عُرضة للإصابة بانقطاع النفَس الانسدادي النومي. وانقطاع النفَس الانسدادي النومي حالة مرَضية يتوقف فيها التنفس ويعود بشكل متكرر في أثناء النوم، وقد تكون خطيرة.
مرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي: تُسبب هذه الحالة المرَضية تراكم الدهون داخل الكبد. وهي لا تُسبب أي أعراض عادةً، ولكن قد تؤدي في النهاية إلى تندب الكبد وتلفه. كانت هذه الحالة تُعرف سابقاً بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.
قد يتعرض الأطفال المصابون بالسُّمنة للمضايقة أو التنمر من أقرانهم؛ ما يؤدي إلى فقدانهم ثقتهم بأنفسهم. وقد يكونون عُرضة بشكل أكبر لخطر الاكتئاب والقلق واضطرابات الشهية.

كيف أحمي طفلي من السمنة؟

للمساعدة في الوقاية من السُّمنة لدى الأطفال، يُوصى باتباع الخطوات التالية:

قدمي وجبات رئيسية ووجبات خفيفة متوازنة يومياً:

قدمي وجبات رئيسية ووجبات خفيفة متوازنة يومياً


قسمي الطبق إلى مساحات صغيرة بحيث تشغل الفواكه والخضروات نصف الطبق، في حين تشغل الحبوب الكاملة، مثل البرغل والأرز البني والمعكرونة المصنوعة من القمح الكامل ربع الطبق. أما الربع الأخير من الطبق فيُخصص للبروتينات، مثل اللحوم خفيفة الدهن والدواجن والمأكولات البحرية والعدس. ويمكن تقديم أطعمة خفيفة بين الوجبات تكون غنية بالعناصر المغذية وقليلة السكريات المضافة والدهون المشبعة والصوديوم. وتشمل الأمثلة على الأطعمة الخفيفة المتوازنة بين الوجبات الزبادي مع التوت، والتفاح مع زبدة المكسرات، والمقرمشات المصنوعة من الحبوب الكاملة مع الديك الرومي والأفوكادو. أبدعي في دمج أطعمة مختلفة لتحفيز شهية طفلك.

تصرفي كقدوة حسنة:

حفزي الطفل على اتباع نمط غذائي صحي وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام واحرصي على جعل ذلك عادة عائلية. وبذلك، سيستفيد الجميع من دون أن يشعر أحد بأنه مُستبعد. ويُفضَّل أن يمارس الطفل أنشطة بدنية لمدة ساعة يومياً، على الأقل خمسة أيام في الأسبوع.

قومي بتضمين وجبات غير صحية في النظام الغذائي الصحي لطفلك:

بعض الأطعمة مثل الوجبات السريعة والبسكويت ورقائق البطاطا لذيذة لكنها تفتقر إلى العناصر المغذية. كما تحتوي الكثير من الوجبات غير الصحية على كميات عالية من الدهون المشبعة أو الصوديوم أو السكريات المضافة. كذلك، تحتوي المشروبات المحلاة وعصائر الفاكهة على كميات كبيرة من السكر من دون أي قيمة غذائية أو القليل منها. ويتعين عليك أن توضحي لأطفالك أنه يمكنهم الاستمتاع بهذه الأطعمة اللذيذة من حين لآخر، مثل تناول الآيس كريم خلال نزهة عائلية في الخارج. ولكن ساعديهم في فهم أن هذه الوجبات غير الصحية لا تقدم لهم الطاقة اللازمة للطفل على مدار اليوم مثل الأطعمة المغذية. احرصي على خلو قائمة البقالة من هذه الوجبات غير الصحية وضمان استبعادها من المنزل؛ فقيامك بذلك يمكن أن يساعد الأسرة في التركيز على الأطعمة المغذية في الوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة.

قللي وقت الجلوس أمام الشاشات:

لا تسمحي لأطفالك بمشاهدة التلفزيون في أثناء تناولهم الطعام، واطلبي من جميع أفراد عائلتك وضع الهواتف والأجهزة اللوحية جانباً في أثناء تناول الوجبات. وبما إن الطفل سيستخدم الشاشات في أوقات أخرى؛ فمن المفيد تخصيص مدة معينة يلتزم بها كل فرد في العائلة. ويجب أن تشجعي أطفالك على الاستمتاع بأنشطة لا تعتمد على الشاشات.

حفزي طفلك بمكافآت غير المأكولات:

تجنبي استخدام الأطعمة الخفيفة بين الوجبات كمكافأة لطفلك على سلوكه الحَسَن. ويمكن أن تكافئي طفلك بممارسة أنشطة ممتعة مع الأطفال، مثل اللعب معاً، أو الذهاب في نزهة إلى الحديقة مع الطفل أو رحلة لحديقة الحيوان.

تأكدي من حصول طفلك على قسط كافٍ من النوم:

قد تزيد قلة النوم من خطر الإصابة بالسُّمنة. ويختلف عدد ساعات نوم الأطفال حسب أعمارهم. على سبيل المثال، فالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشرة يحتاجون إلى حوالي 9 ساعات إلى 12 ساعة للنوم يومياً، في حين يحتاج المراهقون بين سِنَّي 13 و18 عاماً إلى نحو 8 إلى 10 ساعات في اليوم. لذا؛ ساعدي طفلك في الالتزام بأوقات النوم والاستيقاظ في الأوقات نفسها يومياً.
* ملاحظة من «الخليج 365»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.