5 حلول تساعد الأم التي يتعرض طفلها للرفض من أصدقاء المدرسة

كتبت: ياسمين عمرو في الأحد 14 سبتمبر 2025 11:08 صباحاً - عندما يخرج الطفل لأول مرة من حضن الأم، ويصبح تلميذاً في المدرسة، فهو يكون قد انتقل إلى مجتمع جديد، وعالم أوسع من عالمه الصغير الذي عاش فيه مع الأم، وعلى الرغم من أنه قد يلتحق بالحضانة، فإنها لا تتيح له فرصة تكوين أصدقاء مثلما يحدث في المدرسة، حيث يصبح الطفل أكثر نضجاً، ولديه قدرة على الاختيار.
تقع الأم في مشكلة كبيرة؛ حين يعود طفلها باكياً من المدرسة، ليخبرها بأن الزملاء الصغار يرفضون أن يلعبوا معه في وقت الفسحة بين الدروس، ولذلك فقد التقت "الخليج 365 وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشدة التربوية الدكتورة ذكرى عبد الفتاح، حيث أشارت إلى 5 حلول تساعد الأم التي يتعرض طفلها للرفض من أصدقاء المدرسة، من دون أن تقدمي الهدايا والمغريات للأطفال لكي يصاحبوا طفلك، في الآتي:

1- ابتعدي عن الحلول المؤقتة والتقليدية لحل مشكلة رفض طفلك من أصدقاء المدرسة

زملاء المدرسة
  • ابتعدي عن اللجوء إلى الأساليب التقليدية لحل مشكلة تعرض طفلك للرفض من الزملاء الصغار، ورغم أن تجربة الرفض تكون مؤلمة بالنسبة لأي شخص، إلا أن استخدام الأم للأساليب التقليدية التي اتبعناها، لكي نقرب بين أطفالنا والأطفال الآخرين، تعد أساليب خاطئة وذات نتائج سلبية، بل عكسية؛ سوف تظهر على الطفل حين يكبر.
  • توقفي عن استخدام أسلوب الهدايا للأطفال الآخرين لكي يصادقوا طفلك؛ لأنهم سوف يفعلون ذلك لفترة قصيرة، ولا تطلبي من أمهاتهم أن يصادق أطفالهن طفلك، وكذلك لا تتعمدي تكرار سؤال طفلك كل يوم حين يعود من المدرسة؛ إذا ما كان باقي الزملاء قد لعبوا معه، فهذا الأسلوب يُشعر الطفل بأن لديه مشكلة كبيرة، ولذلك تهتم بها الأم، كما أن الطفل سوف يكون حريصاً على كسب الآخرين مهما قدم من تنازلات سوف تؤثر على ثقته بنفسه، وتهز شخصية الطفل حين يكبر.

2- أشعري طفلك بقيمة نفسه ومكانته حتى لو رفضه أصدقاء المدرسة

  • عوّدي طفلك أن يكون لديه إحساس بقيمته ومكانته، وابحثي عن طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه وقدراته، فليس معنى رفض الأطفال الآخرين له؛ أن لديه مشكلة أو عيباً في شخصيته، فقد يتعرض الكبار لهذا الموقف؛ لأن الناس يختلفون في طباعهم، والإنسان يجب أن يعتز بنفسه، فحين يتعرض للرفض؛ يجب ألا يتذلل للطرف الآخر لكي يصاحبه أو يسوق المبررات لكي يتقبل أعذاره، ما دام يشعر في قرارة نفسه أنه لم يخطئ بحق أحد.
  • عززي من شعور طفلك بالثقة بالنفس، كما يجب أن تشعريه دوماً بأن لديه صفات جميلة، حتى لو لم يمتلك أصدقاء، وأنه طفل مهذب ومؤدب، كما أنه إنسان يفتخر به الآخرون، وفي نفس الوقت يجب أن يعرف طفلك معنى الكرامة، وألا يلح في طلب أي شيء من أي إنسان مهما كان هذا الشيء، حتى لو كان معنوياً وليس مادياً.

3- علّمي طفلك الفرق بين الزميل والصديق عند تعرضه للرفض من الأطفال الآخرين

  • علّمي طفلك أن الإنسان يقابل أشخاصاً كثيرين في حياته، لكن ليس كل من يقابله يجب أن يكون صديقه له، مع التأكيد على ضرورة وجود صديق في حياة طفلك.. الأسباب والطرق، فالفصل يكون به عدد كبير من الأطفال ممن هم في سنه، وهؤلاء نطلق عليهم مسمى الزملاء وليس الأصدقاء، والزميل هو الشخص الذي يكون بينك وبينه علاقة مشتركة؛ مثل علاقة التعليم، وليس بالضرورة أن يكون الزميل صديقاً، ولكن الصديق يكون زميلاً وصديقاً.
  • اشرحي لطفلك أن الصديق هو الإنسان الذي يرتاح معه الآخر، وهو الذي يتشابه معه في العادات والسلوكيات، وكذلك الاهتمامات، فالصديق هو الشخص الذي يحرص على إرضائك، ولا يسبب لك الحزن، ويعرف ما تحب وتكره، ويدافع عنك، ويحترم مشاعرك في الدرجة الأولى، ويفتقدك حين تغيب عنه، ويسأل عنك، ويهمه وجودك في حياته.

4- ابحثي عن سلوكيات سيئة عند طفلك تبعد عنه أصدقاء المدرسة

طفل عدواني
  • لاحظي أن رفض الأصدقاء والزملاء الآخرين لطفلك، وعدم رغبتهم أن يكون صديقاً مقرباً لهم، أو أن ينضم إلى "الشلة"؛ قد لا يكون بسبب عيوب لديهم، بل ربما يرتبط بسلوك أو تصرف عند طفلك لا يحبه الآخرون فيه، ولذلك لا يفضلون أن يكون طفلك ضمن مجموعتهم الصغيرة، ما يجعلهم يعتزلونه، ولذلك اسألي طفلك عن طريقة تعامله مع الأطفال الآخرين؛ فقد يكون عنيفاً أو عدوانياً، أو يستخدم ألفاظاً غير لائقة معهم، أو أنه يتنمر على الأطفال في المدرسة، حيث إن التنمر المدرسي لا يجعل الطفل محبوباً، بل قد يدفع الآخرين إلى تجنبه والابتعاد عنه.
  • ابحثي أيضاً عن مشاكل لدى طفلك، مثل أن تكون رائحة جسمه غير طيبة، أو أن لديه رائحة تنبعث من فمه، أو أن هناك حشرات في شعره، أو أنه لا يبدل جواربه، وتنبعث منها رائحة كريهة، أو لديه أصوات مزعجة من فمه حين يأكل بين الزملاء، مما يجعل الآخرين يتحاشون الجلوس معه، ولذلك فهذه الأسباب تجعلك تبحثين في سلوك الطفل، وكذلك يجب أن تهتمي بفحص صحة الطفل؛ لكي لا يكون لديه أسباب تؤدي لنفور الآخرين منه؛ مثل انبعاث روائح كريهة للغازات من بطنه، وغيرها.

5- ساعدي طفلك على إسعاد نفسه حتى لو كان وحيداً

طفل يلعب بمفرده
  • اعلمي أن أسباب سعادة طفلك يجب أن تكون منطلقة من داخله، وأن تكون لديه قناعة بأنه يمكن أن يكون سعيداً، حتى لو كان وحيداً، فالطفل لا يمكن أن يبقى طيلة الوقت مع الأصدقاء والزملاء؛ لأنهم في النهاية يجب أن يعودوا إلى بيوتهم، ولذلك فيجب أن يكون لديه برامج لكي يسلي نفسه، وكذلك أن يتعلم أنشطة ويطور مهاراته؛ لكي يكون طفلاً مبدعاً، ويعرف طريقة استغلال الوقت؛ لأن ذكاء الطفل ينمو مع التدريب والممارسة، ويجب أن يستغل الطفل ذلك بمساعدة الأم وليس الأصدقاء.
  • عوّدي طفلك أن حفظ كرامته هو أساس الحياة، وليس الاحتفاظ بعدد كبير من الأصدقاء والزملاء الذين سيفتخر بعددهم، ولكنه سوف يكتشف أنه يهين كرامته ويتنازل عن مبادئه ويقلل من قيمته؛ لكي يظل مقبولاً منهم، كما يجب أن يعرف الطفل أنه حين يخسر صديقاً؛ فلن يكون ذلك نهاية العالم، بل سوف يكسب صديقاً آخر تضعه المواقف والحياة في طريقة لاحقاً.

قد يهمك أيضاً معرفة: أساليب تربوية إيجابية تساعد الطفل على بناء شخصية واثقة.. تابعيها

أخبار متعلقة :