كتبت: ياسمين عمرو في الخميس 18 سبتمبر 2025 08:16 صباحاً - هل تعلمين "الخليج 365" أن كل حركة تحسينها، أو ركلة صغيرة ربما تؤلمك، ما هي إلا شفرات ينقلها الجنين إليكِ كي تتعاملي معه من خلالها، وأحياناً يبعثها لكِ يومياً ليقول: "أنا بخير يا أمي"، وعلمياً تتبع حركة الجنين يومياً من أهم علامات الاطمئنان على صحته، خصوصاً في الثلث الأخير من الحمل، لهذا اجعلي من مراقبتها عادة يومية ممتعة؛ فهي وسيلتكِ الأولى للشعور بقرب جنينك منك والاطمئنان على صحته، بجانب أن تغير نمط الحركة بشكل مفاجئ قد يكون علامة على وجود مشكلة تستدعي تدخّلاً طبياً سريعاً، بالنهاية يجب أن تتفاعل الأم مع الجنين، باعتباره إنساناً له حواس وعقل، له ألغازه وشفراته التي يجب أن نعمل على حلها.
اللقاء والدكتور حسين الحديدي أستاذ النساء والولادة لشرح أهمية تتبع حركة الجنين يومياً وطرق تتبعها، ومتى تبدأ؟ والفرق بين الحركات الطبيعية والأخرى التي تستدعي استشارة الطبيب.
متى وكيف تتبعين حركات الجنين؟
- اختاري وقتاً ثابتاً كل يوم، ويفضل بعد الأكل أو قبل النوم.
- اجلسي في مكان هادئ، وركّزي على كل حركة تصدر من جنينك.
- في العادة ستشعرين بـ10 حركات خلال ساعتين كحد أقصى.
- إذا لاحظتِ قلة واضحة أو توقف الحركات، راجعي الطبيب فوراً.
- ضرورة تتبع حركة الجنين يومياً في الشهور الأخيرة من الحمل؛ لأنه مؤشر أساسي على صحة الجنين وتطوره الطبيعي.
- قلة الحركة أو توقفها أو وجود تغيرات في هذه الحركة، قد ينذر بمشكلة صحية تستدعي استشارة طبية عاجلة.
لماذا يُعد تتبع حركة الجنين مهماً؟
دليل على الصحة والنمو
حركة الجنين النشطة والمستمرة تدل على أنه قوي وينمو بشكل سليم.
اكتشاف المشاكل الصحية
انخفاض أو توقف حركة الجنين قد يشير إلى نقص الأكسجين أو الغذاء، أو مشاكل أخرى تتطلب تدخلاً طبياً فورياً.
طمأنينة الأم وراحتها النفسية
معرفة أن الجنين حي ويتحرك بشكل طبيعي، يخفف من القلق ويزيد من راحة الأم النفسية.
تعزيز الارتباط بالأم
المراقبة تسمح للأم بالتعرف إلى نمط حركة طفلها وتنمية ارتباطها به، لهذا ينصح بالبدء في مراقبة حركة الجنين يومياً بدءاً من الشهر السابع من الحمل (حوالي الأسبوع 28).
معلومات تهمك عن حركة ونشاط الجنين
- نشاط الطفل يتركز بين التاسعة صباحاً والثانية ظهراً والسابعة مساءً والرابعة فجراً.
- للجنين دورة نوم ونشاط خاصة منفصلة عن دورة الأم، حيث يرتفع نشاط الطفل خلال استيقاظه، وينخفض خلال نومه.
- يرتفع نشاط الطفل في الفترة بين الساعة التاسعة صباحاً والثانية ظهراً، وبين الساعة السابعة مساءً والرابعة فجراً.
- تخف ركلات الجنين في الشهر الأخير من الحمل تقريباً، خلال فترات النوم الخفيف.
- تستمرّ دورة نوم الجنين والتي ينخفض فيها نشاطه، بين 20-40 دقيقة تقريباً، وقد تصل في بعض الحالات إلى 90 دقيقة.
- الحرص على استشارة الطبيب على الفور، في حال الشكّ بحدوث تغيّر غير طبيعيّ في حركات وركلات الطفل خلال الحمل.
- ضرورة تدوين بعض الملاحظات حول حركة الجنين أثناء الشعور بحركته.
- إجراء بعض الاختبارات، كالتصوير بالموجات فوق الصوتيّة؛ للتأكد من سلامة الجنين.
لكل جنين خصائصه في الحركة
نعم لكل جنين خصائص فريدة فيما يتعلّق بحركته ونشاطه، ونقول:
لا يوجد معدل محدّد لحركة ونشاط الجنين خلال الحمل، لذلك لا داعي للقلق حول فرط نشاط الجنين أو بطء حركته، وعلى الحامل محاولة التعود على نمط حركة الجنين؛ للتنبّه لأيّ اضطراب في معدّل الحركة فيما بعد، مع ضرورة استشارة الطبيب في حال ملاحظة بعض الحركات غير الطبيعيّة من قِبَل الجنين.
من حيث زيادة أو انخفاض مفاجئ في معدّل حركته، لهذا فإن المراقبة المنتظمة تساعد على اكتشاف المشاكل مبكراً لضمان سلامة الجنين والتدخل الطبي اللازم عند الحاجة، مع الانتباه إلى التفريق بين الأسباب الطبيعية وغيرها لزيادة الحركة، وتأثير التغذية والنوم والنشاط الذي تبذله الحامل على الجنين، والأهم متى تلجأ للطبيب؟
متى يبدأ الشعور بحركة الجنين؟
تبدأ المرأة الحامل بالشعور بحركة الجنين في العادة خلال الثلث الثاني من الحمل بين الأسبوع 16-22، ويُشار إلى أنّ فرصة الشعور بالحركة في بداية هذه المرحلة، تكون أعلى في حال وجود حمل سابق.
تأخّر الشعور بالحركة إلى الأسبوع 20-22 تكون أعلى في حال كان الحمل الأول للمرأة، ومع الوصول إلى الأسبوع 32 من الحمل ينتظم معدّل حركة الجنين في العادة، وتتصف الحركات خلال معظم أوقات الحمل بحركات بسيطة في الغالب.
تبدأ الحركة من الأسبوع 20 من الحمل تقريباً، وتستمر حتى الأسبوع 37 بمعدلات ملحوظة، لتنخفض بشكلٍ تدريجيّ مع تقدّم الحمل، وعادة ما يُلاحظ هذا الانخفاض للحركة، وزيادة قوته بدءاً من الأسبوع 37 من الحمل.
توقيت الحركات أثناء مراحل الحمل
الأسبوع 12: يبدأ الجنين بالحركة خلال هذا الأسبوع في العادة، ولكن قد يصعب الإحساس بهذه الحركة من قِبَل المرأة الحامل نظراً لصغر حجم الجنين.
الأسبوع 16: قد تبدأ المرأة الحامل بالشعور بحركة بسيطة تشبه حركة الفراشة، وقد تشعر بحركة الجنين بشكلٍ واضح، وتُعرَف هذه الحركة بالارتكاض أو حركة الجنين الأولى.
الأسبوع 24: تزداد حركة الجنين؛ لتأخذ نمطاً واضحاً، وقد تشعر ببعض التشنجات نتيجة حازوقة الجنين داخل الرحم.
الأسبوع 28: يزداد نشاط الجنين لتصبح الركلات واللكمات أكثر قوة، وقد تتطلب بعض حركات الجنين في هذه الفترة من الحمل أخذ نفس عميق من الأمّ.
الأسبوع 36: نتيجة ضيق المساحة داخل الرحم لزيادة حجم الجنين؛ قد ينخفض معدّل حركات الجنين، ويُشار إلى أنها لن تتوقف بشكلٍ نهائيّ، ويمكن الشعور بها طول اليوم تقريباً.
أسباب قلة حركة الجنين
- أن يصل وزن الجنين إلى 660 جراماً، ومتوسط طوله إلى ما يقارب 34,6 سم.
- تناول الأم لأدوية بعينها قد تؤدي لأثر خمولي ما لدى الجنين.
- أن يكون هنالك خلل ما في عمل الغدة الدرقية.
- عدم وجود مساحة كافية للحركة في حال كان الحمل بتوائم.
- مشاكل صحية يعاني منها الجنين؛ منها سوء التغذية، أو نقص الأكسجين الذي يتدفق له من الحبل السري.
- نقص الماء الذي يحيط بالجنين.
- قد يكون السبب ناجماً عن التدخين.
- النشاط الزائد للأم يؤثر على الإحساس بالحركة.
- الجنين ينام لمدة لا تتجاوز الـ40 دقيقة خلال النهار، فلا يتحرك أبداً وتكون فترة هدوء.
أسباب زيادة حركة الجنين
قد تلاحظ المرأة الحامل ارتفاع نشاط الجنين خلال أوقات محدّدة من اليوم، ومنها ما يأتي:
الاستلقاء للنوم ليلاً:
تشعر العديد من النساء بحركة الجنين عند الاسترخاء والاستلقاء للنوم في السرير ليلاً، بينما يؤدي تركيز المرأة على بعض المهام إلى عدم الشعور بحركة الجنين بشكلٍ جيد، وقد تكون حركة المرأة خلال النهار سبباً لنوم الجنين.
تناول الوجبات الغذائيّة:
ارتفاع معدّل السكّر لدى الأم الحامل بعد تناولها الوجبات الغذائيّة يتسبب في رفع مستوى الطاقة لدى الجنين، وبالتالي رفع معدّل الحركة، خاصة حالة تناول بعض الأنواع من الأطعمة.
هيئة الجسم:
قد يزداد شعور المرأة الحامل بحركة الجنين عند الاستلقاء مع محاولة التركيز على حركة الجنين، وقد لا تُلاحظ حركة الجنين بشكل جيد عند الجلوس أو الوقوف، مع التأكيد على أن نشاط الجنين قد يزداد بشكل جيد في أوقات محددة من اليوم؛ فقد ينام خلال استيقاظ أمه، وقد يستلقي معها خلال نومها.
العصبيّة والانفعال:
عند انفعال المرأة الحامل يرتفع معدّل هرمون الأدرينالين، والذي بدوره يؤثر في نشاط الجنين أيضاً، والأدرينالين أحد الهرمونات التي يتمّ إفرازها كردة فعل عند التعرض للتوتر أو الإجهاد، أو التعرّض لبعض المواقف المفاجئة التي تتطلّب ردود فعل فوريّة.
*ملاحظة من "الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
أخبار متعلقة :