اليابان | استطلاع يكشف: أي نوع شاي يختار سكان اليابان بين عشرات الأنواع؟

في الرابع من أبريل/نيسان، أجرت شركة ”كروس ماركتينغ“ لأبحاث السوق في طوكيو استطلاعًا شمل 1100 مشارك ياباني تتراوح أعمارهم بين 20 و69 عامًا، بهدف استكشاف عاداتهم في شرب الشاي. كشفت النتائج أن شاي ”سينشا“ (الشاي الأخضر المطهو على البخار) هو الأكثر شعبية للاستهلاك اليومي، حيث فضّله 70.4% من المشاركين، بما في ذلك أكثر من 60% من الشباب في العشرينيات، وما يزيد على 80% من كبار السن في الستينيات، مما يعكس استمرار حضور هذا النوع من الشاي في الحياة اليومية اليابانية بمختلف الأجيال. ويُعد سينشا أكثر أنواع الشاي استهلاكًا في اليابان، إذ يتمتع بتوازن بين المذاق المر والنكهة العطرية، ويُحضّر غالبًا بالماء الساخن عند درجات حرارة منخفضة نسبيًا للحفاظ على مركباته الطازجة.

وجاء شاي ”موغيتشا“ (شاي الشعير المحمص) في المرتبة الثانية بنسبة 47.0%، وهو شاي خالٍ من الكافيين يُستهلك عادةً باردًا خلال فصل الصيف، خاصة بين الأطفال وكبار السن. وتلاه شاي ”هوجيتشا“ (الشاي الأخضر المحمص) بنسبة 36.9%، ويتميّز هذا النوع بلونه البني ورائحته الدخانية، ويُعتبر لطيفًا على المعدة، ما يجعله شائعًا بين من يفضلون الشاي الأقل مرارة. أما شاي ”غينمايتشا“ (الشاي الأخضر الممزوج بالأرز البني المحمص) فقد حاز على تأييد 21.5% من المشاركين، ويُعرف بمذاقه الترابي واللطيف الذي يجمع بين مرارة الشاي ونكهة الحبوب.

ورغم شهرة شاي ”ماتشا“ (الشاي الأخضر المطحون) عالميًا، خاصة في المقاهي والمتاجر المتخصصة خارج اليابان، إلا أن 9.4% فقط من المشاركين في الاستطلاع أشاروا إلى أنهم يستهلكونه بانتظام، ربما بسبب تحضيره التقليدي المعقد واستخدامه المحدود غالبًا في المناسبات الرسمية أو في مراسم الشاي اليابانية (سادو).

وحدّد الاستطلاع كذلك ثلاثة أنواع رئيسية تُعد من الأساسيات في فئة الشاي الأخضر القياسي، وهي ”سينتشا“، و”سينتشا فوكاموشي“ الذي يُطهى على البخار لمدة أطول من السينشا العادي، ما يُنتج أوراقًا أنعم ومذاقًا أكثر كثافة، و”غيوكورو“، وهو من أفخر أنواع الشاي الياباني ويتميّز بنكهته الغنية بفضل زراعة براعمه تحت الظل لعدة أسابيع قبل الحصاد، ما يزيد من تركيز الأحماض الأمينية ويمنحه طعمًا حلوًا وفريدًا.

كشف الاستطلاع أن الطريقة الأكثر شيوعًا لتناول الشاي هي استخدام الزجاجات البلاستيكية، بنسبة 42.7%، تليها أكياس الشاي بنسبة 33.8%. وأشار 26.8% فقط من المشاركين إلى أنهم يُحضّرون الشاي بأنفسهم من أوراق الشاي. حتى بين الأشخاص في الستينيات وما فوق، الذين اعتادوا في السابق على تحضير الشاي يدويًا، أفاد 43.2% فقط بأنهم لا يزالون يتبعون هذه الطريقة. ويبدو أن الشاي المعبأ في زجاجات قد أصبح الخيار الأكثر شعبية بين عشاق الشاي في اليابان.

أما الانطباعات الأولى التي عبّر عنها المستطلعون تجاه الشاي الياباني، فقد تمثلت في كونه مشروبًا صحيًا بسبب احتوائه على مضادات أكسدة بنسبة 37.8%، تلاه كونه مشروبًا ضروريًا مع الوجبات بنسبة 33.3%، ثم كونه مشروبًا مناسبًا للعديد من المناسبات لأنه ليس حلوًا بنسبة 28.3%. وتُبرز هذه النتائج تقدير اليابانيين العميق للفوائد الصحية للشاي، ولا سيما دوره في الوقاية من الأمراض، إلى جانب اعتباره جزءًا متأصلًا من العادات الغذائية اليومية، ومشروبًا متنوع الاستخدامات يليق بمختلف الأوقات والمناسبات دون أن يُخل بتوازن النكهات. ويؤكد هذا أن الشاي في اليابان ليس مجرد مشروب تقليدي، بل عنصر ثقافي وصحي حاضر في تفاصيل الحياة اليومية.

(© بيكستا)

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان الرئيسي من © بيكستا)