القاهرة - سمر حسين - صحة
تعرض الطفل جان رامز، الفنان الصاعد، إلى موجة شرسة من التنمر الإلكتروني، عقب مشاركة منشور عبر فيه عن فرحته بتعطيل الدراسة بسبب سوء الأحوال الجوية، ولم تكد تمر ساعات حتى تحولت منصات التواصل الاجتماعي، إلى ساحة تحريض ضده وصلت إلى مستويات صادمة، من قِبل بعض الرواد، الذين عادة ما يمتلكون حسابات مزيفة، فالتنمر الإلكتروني لم يعد مجرد كلمات جارحة، بل سلاح نفسي يهدد استقرار الأطفال والبالغين على حد سواء.
جان رامز ضحية للتنمر الإلكتروني
لم يكن جان رامز يتوقع أن يتعرض لهذه الموجة من الإساءة، بعد منشور بسيط عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك»، أعرب خلاله عن سعادته بتعطيل الدراسة، بسبب سوء الأحوال الجوية، لكن سرعان ما تحولت منصات التواصل الاجتماعي، إلى ساحة للتنمر عليه، إذ تعرض إلى تعليقات مسيئة حملت إساءات شخصية شديدة، بعضها وصل إلى حد التهديدات المباشرة.
ولم تقتصر الإهانة على كلمات مسيئة فحسب، بل تم استخدام صورته في نشر رسائل تحريضية على وسائل التواصل الاجتماعي، ما جعله يعيش لحظات من الصدمة النفسية.
تأثير التنمر على الصحة النفسية
يقول الدكتور وحيد مصطفى، استشاري الطب النفسي، لـ«الوطن»، إن التنمر الإلكتروني لا يقتصر فقط على الإساءة الجسدية أو اللفظية، بل يمتد ليؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية للأطفال والشباب، ويضيف أن الطفل الذي يتعرض للتنمر الإلكتروني يشعر بالعزلة، ويرتفع مستوى قلقه وفقدان ثقته بنفسه، وقد يعتقد الضحية أن المشكلة في شخصيته أو مظهره، ما يؤدي إلى الاكتئاب أو القلق الشديد، وفي بعض الحالات، قد يصل الأمر إلى التفكير في التخلص من الحياة.
ويشير «وحيد»، إلى أن التنمر الإلكتروني يمكن أن يترك أثرًا طويل المدى، حيث يعاني بعض الضحايا من اضطرابات ما بعد الصدمة «PTSD»، بسبب الهجوم النفسي المستمر عبر الإنترنت.
خطوات حماية الصحة النفسية من التنمر الإلكتروني
لحماية النفس من آثار التنمر الإلكتروني، قدم وحيد، عددًا من النصائح العملية التي يمكن أن تساعد الأطفال والمراهقين على مواجهة التنمر، من بينها:
- تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الإساءة الرقمية:
يجب على الأهل تعليم أطفالهم أن التنمر الإلكتروني ليس خطأهم، وأنه يجب ألا يثقوا في آراء المتنمرين.
- التواصل المفتوح مع الأهل:
ينبغي أن يشعر الأطفال بالراحة في التحدث مع والديهم، عن أي إساءة يتعرضون لها، حيث إن الدعم العائلي يعد من أقوى وسائل الحماية النفسية.
- الحفاظ على المسافة مع المتنمرين:
ينصح الأطباء النفسيون بتجنب الرد على التنمر أو الاستجابة له، بل ينبغي حظر المتنمرين أو الإبلاغ عنهم في المنصات الرقمية.
- الأنشطة الإيجابية والدعم النفسي:
من المفيد الاشتراك في الأنشطة التي تعزز الثقة بالنفس، وتساعد على تقليل التوتر، مثل ممارسة الرياضة أو الفنون.
تكثيف الوعي بمخاطر التنمر الإلكتروني
أوصى الدكتور وحيد مصطفى، في ختام حديثه، بضرورة تكثيف الوعي حول خطر التنمر الإلكتروني، وأثره على الصحة النفسية للأطفال والشباب، مؤكدًا أهمية دعم هؤلاء الضحايا نفسيًا وتقديم الدعم اللازم لهم، مضيفا أنه يجب على الأهل والمعلمين أن يكونوا أكثر انتباهًا لما يتعرض له الأطفال على منصات التواصل الاجتماعي، وأن يتم تعليمهم كيفية التعامل مع هذه الإساءة بحكمة.
ونصح بضرورة استشارة المختصين النفسيين، في حال حدوث أي تأثيرات سلبية على الصحة النفسية، حتى يتم تقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب.
أخبار متعلقة :