عاجل .. مرض غريب وراء رائحة الفم الكريهة.. تعرف على أعراضه ومضاعفاته

القاهرة - سمر حسين - صحة

تتكوّن حصوات اللوز نتيجة تراكم بقايا الطعام والخلايا الميتة والبكتيريا داخل تجاويف اللوزتين، ما يؤدي إلى ظهور تكتلات صلبة تتفاوت في الحجم، وعلى الرغم من أن البعض لا يلاحظ وجودها في البداية، فإنها قد تسبّب روائح كريهة بالفم، وألمًا في الحلق، وصعوبة في البلع، وفي بعض الحالات، التهابات مزمنة تستدعي تدخلًا طبيًا.

أعراض مزعجة تظهر فجأة

وفي هذا الصدد، علقت الدكتورة إيمان مجدي، أخصائية الأنف والأذن والحنجرة، في تصريحات لـ«الوطن»، قائلة إن حصوات اللوز غالبًا ما تُكتشف بالصدفة، إذ يعاني المرضى من رائحة فم كريهة أو شعور بانزعاج في الحلق دون أن يدركوا السبب.

وقالت إنه عادة ما يلاحظ المرضى وجود كتل بيضاء صغيرة تخرج من الحلق عند السعال أو العطاس، وغالبًا ما يصاحبها ألم في الجهة المصابة، أو شعور بوجود جسم غريب في مؤخرة الفم.

الأسباب متعددة والمشكلة متكررة

أوضحت الدكتورة إيمان أن تكون حصوات اللوز يعود إلى تراكم مزيج من البكتيريا وبقايا الطعام، والخلايا الميتة داخل الفتحات الطبيعية في سطح اللوزتين، خاصة عند الأشخاص الذين لديهم تضخم في اللوزتين أو تجويفاتهما، مضيفة أن قلة النظافة الفموية، وجفاف الفم، والتنفس من الفم ليلًا، كلها عوامل تُسهم في تكوّن هذه الحصوات وتكرار ظهورها.

ليست خطيرة ولكنها مزعجة

وحول درجة خطورة حصوات اللوز، قالت الطبيبة إن الحصوات غالبًا لا تشكل خطرًا مباشرًا، ولكنها قد تؤدي إلى التهابات متكررة ومزمنة في الحلق، فضلًا عن التأثير النفسي الناتج عن رائحة الفم الكريهة وصعوبة الحديث أو تناول الطعام أمام الآخرين.

وأشارت إلى أن بعض الحالات المتقدمة قد تتطلب تدخلًا جراحيًا لاستئصال اللوزتين بشكل نهائي.

الفئات الأكثر عُرضة للإصابة

أكدت «مجدي»، أن بعض الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة بهذه الحالة من غيرهم، لا سيما مَن يعانون من التهابات مزمنة في الحلق أو تضخم اللوزتين.

وأضافت أن الأطفال والمراهقين ومرضى الحساسية أو الجيوب الأنفية المزمنة، هم الأكثر عُرضة لتكوين هذه الحصوات، خاصةً في حال ضعف العناية بصحة الفم والأسنان.

التشخيص لا يحتاج إلى أجهزة معقدة

أشارت الدكتورة إيمان مجدي إلى أن عملية التشخيص لا تحتاج دائمًا إلى أدوات طبية معقدة، إذ يمكن للطبيب اكتشاف الحصوات من خلال الفحص البصري المباشر باستخدام إضاءة خاصة.

وأضافت أن هناك في بعض الحالات التي تكون فيها الحصوات مخفية داخل عمق اللوزتين، قد نلجأ إلى التصوير بالأشعة المقطعية أو استخدام المنظار الحنجري.

محاذير من إزالة الحصوات ذاتيًا

حذرت الطبيبة من لجوء بعض المرضى إلى محاولات إزالة الحصوات بأنفسهم في المنزل باستخدام أعواد قطنية أو أدوات معدنية، مشيرة إلى أن هذه الطرق قد تؤدي إلى إصابات سطحية والتهابات أكثر خطورة، إذ تقول إن الإزالة يجب أن تتم على يد طبيب مختص وتحت تعقيم كامل، منعًا لأي مضاعفات أو نزيف.

العلاج يتنوع حسب الحالة

تنوّعت أساليب العلاج وفقًا لأخصائية الأنف والأذن، من العلاجات البسيطة إلى التدخل الجراحي، وأوضحت أنه في الحالات الخفيفة، قد يكتفي الطبيب بوصف غرغرة بالماء والملح أو مطهّرات فموية، بينما في الحالات المتقدمة نستخدم الشفط الطبي أو الليزر لإزالة الحصوات، وقد نلجأ إلى استئصال اللوزتين إذا كانت الحصوات متكررة.

وأوصت «مجدي»، بأن النظافة الفموية اليومية والاهتمام بتفريش الأسنان واللسان، وتناول كميات كافية من الماء، تُعد أولى خطوات الوقاية من تكوّن حصوات اللوز.