القاهرة - سمر حسين - صحة
كشفت دراسة طبية حديثة نُشرت في «مجلة نيو إنجلاند الطبية» عن نتائج مبشرة لعلاج جديد لمرضى الانسداد الرئوي المزمن «COPD»، حيث أظهرت التجارب السريرية أن الحقنة الشهرية التي تحتوي على ميبوليزوماب «Mepolizumab» تُقلل بشكل كبير من الأعراض الشديدة للنوبات الحادة للمرض، حيث أُجريت الدراسة على 1200 مريض، وأثبتت أن الحقنة قد تقلل من خطر دخول المستشفيات بنسبة تصل إلى 20%.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور أحمد عبدالله، استشاري الأمراض الصدرية والجهاز التنفسي، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الحقنة الجديدة تمثل خطوة كبيرة في علاج الانسداد الرئوي المزمن، مشيرًا إلى أن النتائج السريرية توضح أنها قد تُحسن بشكل كبير نوعية حياة المرضى، وتُقلل من عدد الحالات التي تستدعي العلاج في المستشفيات.
ما هو مرض الانسداد الرئوي المزمن؟
قال الدكتور أحمد عبد الله إن مرض الانسداد الرئوي المزمن هو حالة صحية مزمنة تؤثر على الشعب الهوائية وتُسبب ضيقًا في التنفس لا يمكن علاجه نهائيًا، ويزداد تدريجيًا مع الوقت، مضيفا أن المرض بيجمع بين حالتين أساسيتين، هما التهاب الشعب الهوائية المزمن والنفاخ الرئوي، وبيؤدي لتدهور مستمر في وظائف الرئة.
الأعراض الشائعة للمرض
أوضح الدكتور أحمد عبدالله، أن الأعراض تختلف حسب مرحلة المرض، لكنها غالبًا بتبدأ تدريجيًا، ومن بين هذه الأعراض:
- الكحة المزمنة المصحوبة ببلغم خاصة في الصباح.
- ضيق التنفس عند بذل مجهود، ويسوء مع مرور الوقت.
- صفير أثناء التنفس.
- الإحساس بالإرهاق العام.
- في الحالات الشديدة ممكن أن يحدث فقدان في الوزن أو زرقة في الشفايف والأطراف.
أسباب الإصابة بانسداد الشعب الهوائية
أكد الدكتور «عبدالله»، أن السبب الرئيسي للإصابة هو التدخين بأنواعه، مضيفا أن 80% من الحالات ترتبط بالتدخين، سواء المباشر أو السلبي، وفي حالات أخرى يكون السبب التعرض المزمن للغبار أو الأبخرة الكيميائية، وفي بعض الأشخاص يكون السبب وراثي مثل نقص إنزيم «ألفا-1 أنتيتريبسين».
كيف يتم تشخيص الانسداد الرئوي؟
وأوضح «عبدالله» أن عملية التشخيص تبدأ بالفحص الإكلينيكي والاستماع إلى أصوات الرئتين، إلا أنها تعتمد بشكل أساسي على اختبار وظائف التنفس المعروف بـ«السبيرومتري»، وهو الفحص الذي يُستخدم لقياس كمية الهواء التي يستطيع المريض إخراجها من رئتيه.
العلاج التقليدي للانسداد الرئوي
أشار استشاري الأمراض الصدرية والجهاز التنفسي، إلى أن خطة العلاج تركز على السيطرة على الأعراض وتحسين جودة حياة المريض، إذ لا يوجد علاج شافٍ نهائي للمرض حتى الآن، وتشمل بروتوكولات العلاج:
- استخدام موسعات الشعب الهوائية سواء قصيرة أو طويلة المفعول.
- استنشاق الكورتيزون لتقليل الالتهابات في مجرى التنفس.
- العلاج بالأوكسجين المنزلي للحالات المتقدمة.
- الاعتماد على العلاج الطبيعي التأهيلي لتقوية عضلات التنفس.
- التوقف التام عن التدخين كشرط أساسي لتحسن الحالة.
- وصف مضادات حيوية أو مضادات فيروسية عند حدوث نوبات حادة.
الحقنة البيولوجية
أوضح الدكتور أحمد أن هناك تطورا ملحوظا في أساليب العلاج من خلال الاعتماد على حقنة بيولوجية حديثة تحتوي على مادة تُعرف باسم «ميبوليزوماب»، وهي مادة تعمل على تقليل التهابات الرئة بفعالية عالية، موضحا أن الميزة الكبيرة في هذا العلاج البيولوجي أنه يخفض من نسبة خلايا الإيوزينوفيل، وهي من المسببات الرئيسية في تفاقم المرض لدى فئة كبيرة من المرضى، وقد أثبتت الدراسات أن استخدام هذه الحقنة مرة واحدة شهريا أدى إلى تقليل نوبات التفاقم بنسبة تصل إلى 20%.
الآثار الجانبية المحتملة للعلاج البيولوجي
طمأن الدكتور أحمد عبدالله، المرضى قائلاً إن الحقنة تُعد آمنة إلى حد كبير، ولا تُسبب مضاعفات خطيرة، لكن كغيرها من العلاجات قد تظهر بعض الأعراض الجانبية البسيطة مثل:
- الشعور بألم أو احمرار خفيف في موضع الحقن.
- صداع بسيط.
- أعراض شبيهة بنزلات البرد.
- في حالات نادرة جدًا، قد يُصاب المريض برد فعل تحسسي.
نصائح ضرورية
قدم الدكتور أحمد عبدالله، استشاري الأمراض الصدرية، مجموعة من النصائح المهمة للمرضى المصابين بالانسداد الرئوي المزمن، داعيا إلى الالتزام بها لتحسين الوضع الصحي، من بينها:
- الإقلاع التام عن التدخين بوصفه أول خطوة حقيقية نحو تحسن الحالة.
- المواظبة على استخدام الأدوية الموصوفة والمتابعة المنتظمة مع الطبيب المختص.
- أخذ التطعيمات الدورية مثل لقاح الإنفلونزا والالتهاب الرئوي لتقليل فرص العدوى.
- ممارسة تمارين التنفس والعلاج التأهيلي للرئتين بانتظام.
- تجنب التعرض للمُلوثات الهوائية قدر الإمكان، وخاصة عوادم السيارات والغازات الصناعية.