القاهرة - سمر حسين - صحة
يُعتبر الجلد الرخامي الخلقي، أو ما يُعرف طبيًا بـCutis Marmorata Telangiectatica Congenita (CMTC)، من الحالات الجلدية النادرة التي تظهر منذ الولادة، وتتميز هذه الحالة بظهور نمط شبكي مزرق أو أورجواني على الجلد، نتيجة لتوسع الأوعية الدموية السطحية، وعلى الرغم من أن هذه الحالة غالبًا ما تكون حميدة، إلا أن الأبحاث تشير إلى ارتباطها بتشوهات خلقية أخرى، ما يستدعي اهتمامًا طبيًا خاصًا.
وأظهرت مراجعة أدبية شاملة نُشرت عام 2019، شملت 485 حالة من CMTC، أن 42.5% من المرضى يعانون من تشوهات مصاحبة، أبرزها عدم تناسق الجسم، والعيوب العصبية مثل النوبات أو تأخر النمو، بالإضافة إلى مشكلات بصرية كالجلوكوما الخلقية.
وفي دراسة أخرى شملت 27 طفلًا مصابًا بـCMTC، وُجد أن 56% منهم لديهم تشوهات مصاحبة، بما في ذلك عدم تناسق الجسم وتشوهات خلقية أخرى مثل الجلوكوما الخلقية والتحام الأصابع.
تشخيص الجلد الرخامي الخلقي ومضاعفاته المحتملة
وبحسب موقع «مايو كلينك» الطبي، يُشخَّص الجلد الرخامي الخلقي عادةً من خلال الفحص السريري، حيث يظهر النمط الشبكي المميز منذ الولادة، وفي بعض الحالات، قد يُطلب إجراء فحوصات إضافية مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لاستبعاد حالات أخرى.
من بين المضاعفات المحتملة المرتبطة بـCMTC
- عدم تناسق الأطراف.
- ضمور الجلد أو تقرحاته.
- مشكلات بصرية مثل الجلوكوما.
- تأخر في النمو أو تطور الجهاز العصبي.
- روشتة التعامل مع الجلد الرخامي.
وفي هذا الصدد، أوضحت الدكتورة سارة بلقاس، أخصائية الأمراض الجلدية، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الجلد الرخامي الخلقي يُعد من الحالات النادرة التي تتطلب متابعة طبية دقيقة، خاصةً في السنوات الأولى من عمر الطفل.
وأضافت أنه على الرغم من أن النمط الجلدي قد يتلاشى مع مرور الوقت، إلا أن التشوهات المصاحبة قد تستمر، ما يستدعي تدخلات طبية متعددة التخصصات.
أهمية الكشف المبكر
وأكدت «بلقاس» أهمية الفحص الدوري للأطفال المصابين بـCMTC، مشيرةً إلى أن المتابعة المنتظمة تساعد في الكشف المبكر عن أي مضاعفات محتملة، ما يسهم في تحسين جودة حياة المرضى.
وأشارت إلى أن التشخيص المبكر يُساعد في إدارة الحالة، حيث يمكن أن يساعد في تحديد أي تشوهات خلقية مصاحبة والتعامل معها بشكل مناسب، وتابعت أنه من المهم أن يكون هناك تعاون بين الأطباء المتخصصين في الأمراض الجلدية وطب الأطفال وطب العيون، لضمان تقديم رعاية شاملة للطفل المصاب، وأضافت «بلقاس»، أنه في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى تدخلات علاجية مثل العلاج بالليزر لتحسين مظهر الجلد، ولكن يجب تقييم كل حالة على حدة.