رائحة الجسم قد تكشف أمراضا خفية.. احذر تجاهل الإشارات المبكرة

القاهرة - سمر حسين - صحة

ليس من الغريب أن يشعر الإنسان برائحة جسدية غير مألوفة، خاصةً بعد بذل مجهود بدني أو في الأيام شديدة الحرارة، حيث يكون التعرق عاملا رئيسيا في ظهور هذه الروائح، لكن اللافت أن رائحة الجسم، والتي يظن كثيرون أنها مجرد إزعاج مؤقت أو أمر محرج، قد تكون في الواقع إشارة أولى على وجود اضطرابات صحية داخلية تتطلب تدخلا سريعًا.

وبينما يحاول البعض معالجة الأمر بمنتجات التجميل أو الاستحمام المتكرر، ويتجاهلون الإشارات التي قد تكون أجسادهم تحاول إرسالها، في صمت، إلا أن الرائحة قد تحمل في طياتها دلالات عن أمراض مثل السكري، واضطرابات الكبد، أو حتى أمراض الكلى.

تغير الرائحة ليس دائما بريئا

يؤكد الدكتور طارق عبدالحميد، استشاري الباطنة، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنّ رائحة الجسم قد تعكس مؤشرات دقيقة لحالة الجسم الصحية، إذ يقول إن الرائحة الكريهة التي لا تزول رغم الاستحمام، أو التي تتغير فجأة دون سبب واضح، لا ينبغي التعامل معها باعتبارها مسألة نظافة فقط، بل هي عرض قد يكون له جذور طبية معقدة.

رائحة الأمونيا.. علامة تحذيرية من الكلى

يشير إلى أن أكثر الروائح التي تستدعي القلق هي الرائحة الشبيهة بالأمونيا، فعندما تُصاب الكلى بخلل في وظائفها، يتراكم اليوريا في الجسم، ويبدأ في الخروج عبر الجلد والعرق، ما يعطي رائحة تشبه رائحة الأمونيا أو البول، وهذه علامة مبكرة للفشل الكلوي ويجب عدم إغفالها.

رائحة الفواكه.. ليست دائما طيبة

إذا لاحظ الشخص رائحة حلوة أو تشبه الفاكهة في عرقه أو نفسه، فقد يكون مصابا بارتفاع خطير في السكر، تحديدًا في حالة تُعرف باسم الحماض الكيتوني السكري DKA، ويضيف في هذه الحالة، يبدأ الجسم في تكسير الدهون لإنتاج الطاقة، ما ينتج عنه تراكم الكيتونات، وهي مواد حامضية لها رائحة مميزة وخطيرة.

رائحة العفن والسمك.. إشارات اضطراب التمثيل الغذائي

رائحة شبيهة بالعفن أو السمك قد تكون دلالة على حالات نادرة لكنها خطيرة، حيث أوضح الدكتور طارق عبد الحميد أنه في بعض الحالات النادرة، مثل متلازمة الثلاثي ميثيل أمين، لا يستطيع الجسم تكسير مركب معين في الغذاء، فيُخرج رائحة قوية جدا تُشبه السمك الفاسد، وهذا خلل جيني لكنه يمكن التحكم فيه بالنظام الغذائي.

الكبد والمعدة.. روائح تعكس الداخل

أما عن أمراض الكبد، فيقول أن أمراض الكبد، خاصةً المزمنة منها، تؤثر على قدرة الجسم على التخلص من السموم، ما يؤدي إلى ظهور رائحة نفاذة شبيهة بالعفن أو المواد الكيميائية، كما أن بعض التهابات المعدة والقولون تؤدي إلى رائحة كريهة تخرج من مسام الجلد، نتيجة تخمر الطعام والغازات.

ويشدد على أن التغيرات في رائحة الجسم يجب أن تُؤخذ بجدية إذا استمرت لأكثر من أسبوع، أو إذا كانت مصحوبة بأعراض مثل التعب العام، الحكة الجلدية، اصفرار العينين، فقدان الوزن، أو التهابات متكررة، فلا تتجاهلها، بل ابدأ بزيارة طبيب باطني وإجراء تحاليل وظائف الكبد والكلى، وسكر الدم.