الذئبة الحمراء.. مرض صامت يقضي على الجسد من الداخل

القاهرة - سمر حسين - صحة

في صمت قد يستمر سنوات، يتسلل مرض الذئبة الحمراء إلى الجسد ليهاجم مناعته ويحولها إلى سلاح ضده، وهذا المرض الذي غالبا ما يُساء فهمه أو يُخلط بينه وبين أمراض أخرى، يُعد من أخطر الأمراض المناعية الذاتية، لما له من قدرة على التأثير في أعضاء متعددة داخل الجسم، وعلى الرغم من تطور الوسائل الطبية الحديثة، فلا يزال التأخر في التشخيص يمثل خطورة كبيرة على حياة المصابين.

ما هو مرض الذئبة الحمراء؟

بحسب موقع «ويب طب» الطبي، تعرف الذئبة الحمراء أو الذئبة الحمامية الجهازية، بأنه اضطراب مناعي ذاتي يجعل الجهاز المناعي يهاجم أنسجة الجسم السليمة، ما يتسبب في التهابات مزمنة قد تؤثر في الجلد والمفاصل والكلى والقلب والدماغ.

أعراض متعددة ومتباينة

في هذا الصدد يشير الدكتور حسام الدين الطوخي، استشاري أمراض المناعة، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إلى أن الذئبة الحمراء تُعرف بتعدد أعراضها واختلاف شدتها من مريض إلى آخر، ومن أبرزها:

  • الطفح الجلدي، خاصة على الوجه على شكل فراشة.
  • آلام وتورم المفاصل.
  • تساقط الشعر.
  • الإرهاق المزمن.
  • ارتفاع الحرارة.
  • اضطرابات في الكلى والدم.
  • تقلبات نفسية كالاكتئاب والقلق.

ويضيف استشاري المناعة، إلى أن خطورة المرض تكمن في أن هذه الأعراض قد تتشابه مع أمراض أخرى، ما يصعب من مهمة التشخيص السريع.

هل الذئبة الحمراء مرض مميت؟

يؤكد «الطوخي»، أن المرض ليس مميتًا بذاته، ولكنه قد يُصبح خطرا عند إهمال المتابعة الطبية أو الانقطاع عن العلاج، مشيرا إلى أن المريض المصاب بالذئبة الحمراء مهدد بمضاعفات خطيرة مثل الفشل الكلوي أو تلف في عضلة القلب أو السكتة الدماغية، إذا لم يُتابع حالته بشكل منتظم ويخضع للعلاج المناسب.

مضاعفات الذئبة الحمراء

  • الفشل الكلوي نتيجة تلف مستمر في أنسجة الكلى.
  • التهاب عضلة القلب وتراكم السوائل حوله.
  • مشاكل تنفسية نتيجة التهاب الغشاء المحيط بالرئة.
  • تجلطات دموية تؤدي إلى السكتات.
  • فقر دم أو نقص في الصفائح الدموية.

من هم الأكثر عرضة للإصابة؟

النساء في سن الإنجاب هنّ الأكثر عرضة للإصابة بحسب ما أفاد به «الطوخي»، موضحًا أن العوامل الوراثية والهرمونية قد تُشكل دورًا في زيادة نسبة الإصابة، بجانب بعض العوامل البيئية كالتعرض الزائد لأشعة الشمس وبعض الفيروسات.

أهمية التشخيص المبكر

يشدد «الطوخي»، على أن التشخيص المبكر يمكن أن يُحدث فرقا كبيرًا في حياة المريض، فكلما تم اكتشاف المرض مبكرًا، كان التعامل معه أسهل وأقل خطرا، والعلاج يكون أكثر فعالية في السيطرة على الأعراض وتجنب المضاعفات.

طرق العلاج والسيطرة

  • استخدام الكورتيزون ومثبطات المناعة تحت إشراف طبي.
  • الأدوية البيولوجية في الحالات المتقدمة.
  • المتابعة المنتظمة لوظائف الكلى والقلب.
  • تغييرات في نمط الحياة، كالتغذية الصحية والابتعاد عن التوتر.