قاتل صامت يهدد حياتك.. تعرف على أعراض وعلاج ارتفاع ضغط الدم

القاهرة - سمر حسين - صحة

يتحول ارتفاع ضغط الدم من مجرد رقم على جهاز القياس إلى خطر صامت يُهدد أعضاء الجسم الحيوية، إذا لم تتم مراقبته بشكل منتظم والسيطرة عليه بالعلاج ونمط الحياة الصحي، ومع مرور الوقت، قد يتسبب في أمراض خطيرة مثل الجلطات القلبية والدماغية والفشل الكلوي وفقدان البصر، وفي تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أكد الدكتور علاء الغمراوي، استشاري القلب والأوعية الدموية، أن ارتفاع ضغط الدم يُعتبر أحد أخطر الأمراض المزمنة وأكثرها شيوعا، وغالبًا ما يُلقب بـ«القاتل الصامت» لأنه يتطور ببطء ودون أعراض واضحة في بداياته، لكنه يُحدث أضرارا خطيرة على مدى السنوات إذا لم تتم متابعته وعلاجه بالشكل المناسب.

احتشاء عضلة القلب

وأوضح الغمراوي، أن القلب أول ما يدفع ثمن ارتفاع الضغط لأن الدم يتدفق بقوة زائدة داخل الشرايين، ما يُجبر عضلة القلب على العمل أكثر من طاقتها، وهذا الجهد الزائد يؤدي تدريجيا إلى تضخم عضلة القلب، وانخفاض كفاءتها، ونقص كمية الدم والأكسجين الواصلة إليها، ومع مرور الوقت، قد يحدث احتشاء عضلة القلب أي نوبة قلبية حادة بسبب نقص التروية المفاجئ.

جلطات دماغية مهددة للحياة

وأشار إلى أن الدماغ يتأثر بشدة أيضًا، إذ يتسبب الضغط المرتفع في تلف الأوعية الدموية الدقيقة داخل المخ، وهذا التلف يؤدي إما إلى انسداد شرياني مسببًا جلطة دماغية إقفارية، أو إلى تمزق شرياني يسبب نزيفا دماغيا، وفي الحالتين، تكون النتائج مدمرة مثل فقدان الحركة أو الكلام أو حتى الوفاة.

الكلى هدف سهل للضغط المرتفع

وشدد الغمراوي على أن الكلى من أكثر الأعضاء هشاشة في مواجهة ضغط الدم المرتفع لأن الأوعية الدقيقة فيها مسؤولة عن ترشيح الدم وإزالة السموم، وعند تلف هذه الأوعية، تقل قدرة الكلى على العمل، ما يؤدي إلى قصور كلوي مزمن، وقد يصل المريض إلى مرحلة الغسيل الكلوي الدائم.

العين.. نافذة تتأذى في صمت

وأضاف أن شبكية العين تتأثر كذلك، إذ يؤدي ارتفاع الضغط إلى ما يُعرف بـ«اعتلال الشبكية المصاحب لارتفاع ضغط الدم»، وهي حالة تؤدي إلى زغللة، ضعف في النظر، وقد تصل إلى فقدان البصر الكامل إذا لم يتم التدخل في الوقت المناسب.

تصلب الشرايين.. الطريق إلى الجلطة

وبين الغمراوي أن الضغط المرتفع المزمن يسهم في تسريع عملية تصلب الشرايين، إذ تتراكم الدهون على جدران الأوعية الدموية، وتفقد مرونتها تدريجيًا، وهذا التصلب يؤدي إلى تضييق مجرى الدم وزيادة خطر الجلطات المفاجئة سواء في القلب أو الدماغ أو الأطراف.

تأثير نفسي وجسدي مستمر

واستكمل الغمراوي، أن الأعراض لا تقتصر على الجانب الجسدي فقط؛ بل تشمل الحالة النفسية كذلك، موضحًا أن المصابين غالبًا ما يعانون من الصداع المستمر، التعب العام، التوتر، ضيق التنفس، واضطرابات النوم، وقد تؤدي هذه الأعراض إلى ضعف التركيز وسوء الحالة المزاجية، ما يؤثر على جودة الحياة اليومية.

الضغط لا يهمل.. لكنه يراقب

ونوه إلى أن الخطر الأكبر يكمن في إهمال التشخيص، موضحا أن كثيرا من المرضى لا يشعرون بأي شيء إلا عند حدوث المضاعفات، وأكد أن قياس ضغط الدم بشكل منتظم، خصوصًا بعد سن الأربعين أو في حال وجود تاريخ عائلي، هو إجراء ضروري لاكتشاف المرض مبكرا.

العلاج ونمط الحياة

وشدد الدكتور علاء الغمراوي على أن العلاج لا يقتصر على الأدوية فقط؛ بل يجب أن يصاحبه نمط حياة صحي يشمل تقليل الملح، ممارسة ، الابتعاد عن التوتر، والنوم المنتظم، مؤكدا أهمية الالتزام بتوصيات الطبيب وعدم إيقاف العلاج من تلقاء النفس حتى في حال تحسن الأعراض.

أخبار متعلقة :