أطعمة يومية تغني عن أدوية التخسيس.. استمر عليها

القاهرة - سمر حسين - صحة

تزايد في الآونة الأخيرة الحديث عن أدوية التخسيس التي تعتمد على تحفيز إفراز هرمون GLP-1، وهو الهرمون الذي يمنح الجسم الإحساس بالشبع، ويُسهم في خفض الشهية، غير أن المفاجأة التي كشفت عنها أبحاث علمية عديدة، وتؤكدها تجارب على أرض الواقع، تكمن في أن أطعمة بسيطة متوفرة في كل بيت، يمكنها أن تؤدي التأثير نفسه الذي تحدثه هذه الأدوية باهظة الثمن، وربما بفعالية تفوقها على المدى البعيد. 

الألياف.. سلاح طبيعي لمحاربة الجوع

أكد الدكتور أحمد علام، استشاري التغذية العلاجية، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الألياف القابلة للذوبان تساعد بشكل كبير في تعزيز إفراز هرمون GLP-1، وهي موجودة بوفرة في البقوليات مثل العدس والفاصوليا، وكذلك في الخضروات الورقية والشوفان، وأوضح أن هذه الألياف تخضع لعملية تخمير داخل الأمعاء، تنتج خلالها أحماض دهنية قصيرة السلسلة تعمل على تحفيز هذا الهرمون المسؤول عن الإحساس بالشبع.

طبق سلطة يغني عن الدواء

وأضاف أن الأغلبية لا تعي القوة الكامنة في بعض الأطعمة البسيطة، مشيرًا إلى أن طبقا من السلطة يحتوي على الخضروات الورقية مثل الجرجير والسبانخ مع ملعقة صغيرة من بذور الكتان، قد يُسهم في رفع مستويات هرمون GLP-1 في الجسم، مضيفا: «نحن لا نتحدث عن طعام فحسب، بل عن مكونات تعمل بذكاء داخل الجسم، تُشعر الإنسان بالشبع، وتقلل من شهيته، دون أي تدخل دوائي أو أعراض جانبية».

وأوضح أن هذه العناصر لا تملك فقط قيمة غذائية، بل أيضا دورا فسيولوجيا فعالا يُعيد ضبط إشارات الجوع والامتلاء في الدماغ.

الدهون الصحية.. ترفع هرمون الشبع

أشار علام إلى أن الدهون، ورغم سمعتها السيئة، يمكن أن تكون حليفا قويا في معركة فقدان الوزن إذا جرى اختيار النوع الصحيح منها، موضحا أن الدهون الأحادية غير المشبعة الموجودة في زيت الزيتون، والأفوكادو، والمكسرات، ترفع إفراز هرمونات الشبع، وهي دهون ذكية، تشتغل لصالح الجسم إذا أُحسن استخدامها.

ونوه بأن القاعدة الذهبية في تناول الدهون تكمن في الكمية وطريقة الطهي، فالتسخين الزائد أو القلي يُفقِد هذه الزيوت خصائصها الفعالة، ويحولها إلى عبء على الجسم.

توقيت الطعام يحسم المعادلة

وعن ترتيب مكونات الوجبة، أكد علام أن الجسم يتفاعل بشكل مختلف تبعا لما نبدأ به الوجبة، قائلا: عندما نبدأ بالبروتين أو الخضروات قبل تناول النشويات، يفرز الجسم الهرمونات المسؤولة عن الشبع بكثافة أعلى، وهذه الحيلة الصغيرة تحدث فرقا كبيرا في كمية الطعام التي نستهلكها.

ونصح بأن يبدأ الفرد إفطاره ببيضة مسلوقة أو طبق شوربة خفيفة، على أن تأتي النشويات في نهاية الوجبة، وهو ما يقلل من الشهية بشكل ملحوظ.

كما شدد على أهمية توقيت الإفطار، لافتا إلى أن إفراز GLP-1 يبلغ ذروته في الصباح، ما يجعل تناول وجبة مبكرة خطوة ذكية في رحلة السيطرة على الجوع.

النوم والحركة شركاء في التخسيس

ولم يغفل استشاري التغذية العلاجية، عن دور نمط الحياة، مشددا على أن التغذية وحدها لا تكفي، إذ يقول إن النوم الجيد والنشاط البدني المنتظم يعززان من تأثير الأكل الصحي، ولا يمكن أن نراهن على الغذاء وحده ونتجاهل باقي مكونات نمط الحياة.

وأضاف أن الجسم يتعامل مع الصحة كوحدة متكاملة، وإذا اختل عنصر واحد، تعطلت المنظومة بأكملها، داعيا إلى التوازن بين الأكل والحركة والنوم.