تعرف على مرض اللاعب الإنجليزي ديفيد بيكهام.. وكيفية التعامل معه

القاهرة - سمر حسين - صحة

يفتح اضطرابُ الوسواس القهري «OCD»، بابا واسعا لفهم أعمق لما قد يواجهه الإنسان خلف مظاهر الحياة اليومية الهادئة، ويُعيد هذا الاضطراب التركيز على معاناة نفسية شديدة قد لا تبدو واضحة للمريض، لكنها تترك أثرا بالغا في تفاصيل السلوك والتفكير.

ويكشف عدد متزايد من الشخصيات العامة والمشاهير، عن تجاربهم مع هذا الاضطراب، في محاولة لكسر حاجز الوصمة المرتبطة بالأمراض النفسية، ومن أبرزهم لاعب كرة القدم الإنجليزي ديفيد بيكهام؛ إذ تحدث في لقاءات سابقة عن شعوره بالحاجة لترتيب الأشياء في خطوط مستقيمة أو في أزواج، وهو ما يعكس نمطا من أنماط الوسواس القهري المعروف بـ«وسواس التماثل والسعي للكمال».

كما يعاني المصابون من أفكار متكررة تفرض نفسها على العقل دون رغبة منهم، وتدفعهم إلى أداء سلوكيات قهرية بهدف التخفيف من حدة التوتر، ما قد يؤدي إلى إعاقة حقيقية في الحياة اليومية.

اضطراب الوسواس القهري

بحسب موقع «ويب طب» الطبي، يعتبر اضطراب الوسواس القهري حالة نفسية معقدة، تتمثل في وجود أفكار متكررة وملحة تهاجم المريض دون رغبته، وتسبب له قلقا شديدا، فيلجأ إلى سلوكيات قهرية للتخفيف من حدة هذه الأفكار.

وفي سياق متصل، أشار الدكتور وحيد مصطفى، استشاري الطب النفسي، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إلى أن اضطراب الوسواس القهري يُعد من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا، وينقسم إلى جزئين مترابطين:

أولا: الوساوس

وهي عبارة عن أفكار أو صور ذهنية تهاجم المريض بشكل متكرر، وتكون مزعجة ومقلقة، ولا يستطيع تجاهلها بسهولة، من أمثلتها:

  • الخوف من التلوث والجراثيم
  • الشك في إغلاق الأبواب أو الأجهزة
  • الخوف من إيذاء النفس أو الآخرين دون قصد

ثانيا: الأفعال القهرية

وهي التصرفات التي يفعلها المريض لتخفيف القلق الناتج عن الوساوس، وتتمثل في:

  • غسل اليدين بشكل مفرط
  • التحقق من الأبواب مراراً وتكرارا
  • ترتيب الأشياء بدقة مبالغ فيها

وأوضح الدكتور مصطفى، أن الأسباب المحتملة لهذا الاضطراب تتضمن:

  • عوامل وراثية
  • اختلالات كيميائية في المخ، لا سيما في مادة «السيروتونين»
  • ضغوط نفسية أو صدمات سابقة
  • أساليب تربية صارمة أو بيئة مليئة بالخوف والشعور بالذنب

أنواع الوسواس القهري المرتبطة بالنظافة

يُعد وسواس التلوث من أكثر الأنواع انتشارا، ويعاني فيه المصاب من الخوف المستمر من الجراثيم أو الأمراض، ما يدفعه إلى غسل اليدين بصورة مفرطة، أو استخدام مواد تنظيف قوية قد تضر بصحته أو ممتلكاته، وقد يتطور هذا النوع ليؤدي إلى عزلة اجتماعية أو رفض لمس الأشياء وحتى البقاء في المنزل.

أما النوع الآخر، فهو وسواس الكمال، وفيه لا يكتفي المريض بالتنظيف، بل يسعى لأن يكون كل شيء «مثاليا تماما»، وعند حدوث أي خلل بسيط يشعر بقلق شديد قد يعيق حياته اليومية.

العلاج

يُعد العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة «ERP» من أكثر الطرق فعالية في علاج الوسواس القهري، ويقوم هذا العلاج على تعريض المريض تدريجيا للمواقف التي تثير قلقه، دون السماح له بأداء السلوك القهري المعتاد، ما يساعده على إدراك أن القلق سيتلاشى مع الوقت دون الحاجة لهذه الأفعال.

وأكد الدكتور باتريك ماكجراث، أخصائي الصحة النفسية، أن الوسواس القهري يُقنع المريض بأن أداء الطقوس القهرية هو ما يحميه من وقوع الكوارث، لكن كلما واجه المريض مخاوفه وتجنّب تلك الطقوس، كلما قلّت سيطرة المرض عليه تدريجيًا.

ويُستخدم في بعض الحالات العلاج السلوكي المعرفي «CBT»، إلى جانب أدوية مضادة للاكتئاب، وفي حالات محدودة قد يجري اللجوء إلى تقنيات متقدمة، مثل التحفيز المغناطيسي أو الكهربائي للمخ.