طبيب يكشف تأثير «الفيب» على الصحة: يسبب مشكلات صحية خطيرة

القاهرة - سمر حسين - صحة

شهدت السنوات الأخيرة انتشارا واسعا لـ«الفيب» أو السجائر الإلكترونية، خاصة بين أوساط الشباب والمراهقين، حتى أصبحت ظاهرة ملحوظة، ويُروج لـ«الفيب» غالبًا كبديل «أقل ضررًا»، من التدخين التقليدي، إذ يعتمد على تسخين سائل يحتوي عادة على النيكوتين ونكهات صناعية بدلًا من حرق التبغ، ما يؤدي إلى إنتاج بخار يُستنشق بدلًا من الدخان.

لكن مع تزايد الإقبال على الفيب، بدأت تظهر مخاوف صحية جديدة حول تأثيراته على الجسم، خصوصًا مع احتواء بخاره على مواد كيميائية قد تسبب أضرارا للرئتين والقلب والجهاز العصبي، وتشير الدراسات إلى أن النيكوتين الموجود في الفيب يسبب الإدمان، كما قد يؤثر سلبًا على نمو الدماغ لدى المراهقين ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان، إضافة إلى وجود قلق من أنّ الفيب قد يكون بوابة لإدمان النيكوتين لدى غير المدخنين، أو حتى العودة للتدخين التقليدي بين من حاولوا الإقلاع.

وبالتزامن مع إحياء الذكرى السنوية للاحتفال باليوم العالمي لمنع تعاطي التبغ أو التدخين بصفة عامة، أطلقت مؤسسة «الوطن» حملة توعوية للإقلاع عن التدخين الإلكتروني والتي جاءت باسم «ماتموتش نفسك بالبطيء»؛ تهدف لنشر الوعي للمدخنين وتقديم الإرشادات اللازمة لحثهم على التوقف عن تلك العادة السيئة، حفاظًا على الصحة العامة، ومحاولة حمايتهم من الإصابة بالأمراض المزمنة التي قد تتم الإصابة بها نتيجة التدخين المستمر، والتي يأتي على رأسها سرطان الرئة والساركويد.

الفيب وانتشاره بين الشباب

قالت الدكتورة سارة سعيد، استشاري أمراض الحساسية والمناعة، أنّ السجائر الإلكترونية أو «الفيب» جهاز إلكتروني يُستخدم لتسخين سائل، ويحتوي غالبًا على النيكوتين ونكهات صناعية، ليتم استنشاق البخار بدل الدخان التقليدي، وانتشرت هذه الأجهزة مؤخرًا بين الشباب، وغالبًا ما يُروج لها كبديل أقل ضررًا من السجائر العادية.

الأضرار الصحية للفيب 

الفيب ليس آمنًا كما يعتقد البعض، حيث يحتوي على مواد كيميائية قد تسبب التهابات رئوية، حساسية بالجهاز التنفسي، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والمناعة الضعيفة، كما تشير إلى أن بعض الدراسات تربط الفيب بمشكلات في الرئة مثل مرض EVALI، إضافة إلى احتمال حدوث مضاعفات خطيرة لدى مرضى الحساسية أو أصحاب المناعة الضعيفة.

هل الفيب أقل ضررًا من السجائر التقليدية؟ 

تشير تقارير الصحة العالمية إلى أن الفيب قد يكون أقل ضررًا من السجائر التقليدية لأنه لا ينتج القطران أو أول أكسيد الكربون، لكن لا يعني ذلك أنه آمن تمامًا، فهناك مواد كيميائية في البخار قد تكون سامة أو مسرطنة على المدى الطويل، وتؤكد سعيد أن غياب الاحتراق لا يلغي المخاطر، خاصة مع الاستخدام المستمر أو لدى الفئات الحساسة، كما أن بعض الدراسات الحديثة أظهرت أن الفيب قد يؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى تأثيراته السلبية على الجهاز العصبي بسبب احتوائه على النيكوتين، ويجب الانتباه إلى أنّ بعض السوائل المستخدمة في الفيب تحتوي على مواد غير معروفة التأثير، ما يزيد من خطورة الاستعمال العشوائي.

ورغم أن بعض الأشخاص يلجأون للفيب بهدف الإقلاع عن التدخين، إلا أنّ الأطباء ينصحون بالحذر وعدم الاعتماد عليه كحل آمن، خاصة مع غياب دراسات كافية حول تأثيراته على المدى البعيد، ما يجعل المخاطر قائمة ويستدعي المزيد من الوعي والانتباه.

انتشار الفيب بين الشباب والمراهقين 

تلاحظ دكتورة سارة سعيد أن التسويق الجذاب والنكهات المتنوعة ساهمت في زيادة إقبال الشباب على الفيب، ما يرفع معدلات الإدمان ويشكل بوابة محتملة للانتقال إلى التدخين التقليدي.

الفيب والإقلاع عن التدخين 

رغم وجود بعض الأدلة على أن الفيب قد يساعد بعض المدخنين على الإقلاع، إلا أن منظمة الصحة العالمية تحذر من اعتباره وسيلة آمنة أو فعالة للإقلاع، وتوصي بالاعتماد على بدائل علاجية معتمدة طبيًا.