القاهرة - سمر حسين - صحة
عيد الأضحى المبارك من أبرز المناسبات الدينية والاجتماعية التي يحتفي بها المسلمون في مختلف أنحاء العالم، وترافقه العديد من الطقوس والتقاليد التي تتجاوز الجانب الديني لتشمل المظاهر الاجتماعية والاحتفالات العائلية، ومن بين هذه التقاليد، تحظى الموائد العامرة بالنصيب الأكبر من اهتمام الأسر المصرية، حيث تكتمل فرحة العيد بتجمع العائلة حول أطباق تقليدية تتوارثها الأجيال.
وتتصدر «الفتة» قائمة هذه الأطباق، إذ تُعد وجبة رئيسية لا تكاد تخلو منها الموائد في أول أيام العيد، وتتكون الفتة المصرية من الأرز الأبيض، والخبز المحمص، وصلصة الطماطم والثوم، بالإضافة إلى اللحم المسلوق أو المشوي، وغالبًا ما تُطهى باستخدام كميات كبيرة من السمن والدهون الحيوانية، وعلى الرغم من مكانتها المميزة في الثقافة الغذائية، فإن لها جانبًا آخر لا يقل أهمية، يرتبط بتأثيراتها الصحية، خصوصًا على المرضى المصابين بأمراض مزمنة.
ممنوع من أكل الفتة.. دليل طبي كامل لمن يعانون من هذه الأمراض
أصدرت وزارة الصحة والسكان المصرية، تقرير سابق تحذر فيه من الإفراط في تناول الوجبات الدسمة خلال أيام العيد، على رأسها «الفتة»، مؤكدةً أنها قد تُسبب مضاعفات صحية خطيرة لبعض الفئات، خصوصًا مرضى الضغط والسكري والكلى والكبد والقلب.
وأوضحت الوزارة، أن وجبة الفتة تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المُشبعة والملح والنشويات، ما يجعلها غير ملائمة للعديد من المرضى، خاصةً إذا تم تناولها بشكل مفرط ودون رقابة طبية.
الفئات الأكثر عُرضة للخطر
مرضى ارتفاع ضغط الدم:
أكدت وزارة الصحة أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم هم من أكثر الفئات عُرضة للمضاعفات عند تناول الفتة، بسبب احتوائها على نسب عالية من الصوديوم «الملح» والدهون، التي تؤدي إلى احتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ، ما قد يتسبب في مضاعفات حادة مثل السكتات الدماغية أو الأزمات القلبية.
مرضى السكري:
أشارت الوزارة، إلى أن الفتة تُعد من الوجبات غير المناسبة لمرضى السكري، نظرًا لاحتوائها على كميات كبيرة من الكربوهيدرات لسريعة الامتصاص، مثل الأرز والخبز الأبيض، بالإضافة إلى الدهون الحيوانية، ما يُسهم في رفع مستويات السكر في الدم بشكل مفاجئ، ويزيد من خطر الإصابة بغيبوبة سكر أو مضاعفات على المدى البعيد.
مرضى الكبد:
نبهت «الصحة» إلى خطورة تناول الفتة من قبل مرضى الكبد، خاصةً في الحالات التي تعاني من ضعف في وظائف الكبد أو تليّف جزئي، موضحةً أن الدهون الزائدة والسمن البلدي يُرهقان الكبد ويُبطئان من قدرته على أداء وظائفه الحيوية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تراكم السموم في الجسم.
مرضى الكلى:
بحسب وزارة الصحة، فإن مرضى الكلى يجب أن يبتعدوا عن تناول الأطعمة الغنية بالملح والبروتين الحيواني، إذ أن الفتة تشكل عبئًا كبيرًا على الكلى الضعيفة، وتُعرض المريض لاحتمال ارتفاع نسبة اليوريا أو الكرياتينين في الدم، بالإضافة إلى خطر احتباس السوائل وتكوّن الحصوات.
مرضى القلب وارتفاع الكوليسترول:
وفيما يتعلق بمرضى القلب وارتفاع الكوليسترول، فقد أوضحت الوزارة أن السمن البلدي والدهون المشبعة المستخدمة في تحضير الفتة ترفع مستويات الكوليسترول الضار في الدم، ما يُزيد من احتمالية انسداد الشرايين والإصابة بأمراض الشريان التاجي.
نصائح بديلة للحفاظ على الصحة العامة
سعياً منها للحفاظ على الصحة العامة خلال فترة العيد، قدّمت وزارة الصحة مجموعة من النصائح البديلة للأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة، أبرزها:
الاعتدال في تناول اللحوم:
من الأفضل تناول كميات محدودة من اللحوم، لا تتجاوز 100 جرام في الوجبة الواحدة، ويفضل أن تكون مشوية أو مسلوقة دون دهون.
استبدال السمن بزيت نباتي صحي:
مثل زيت الزيتون أو زيت الذرة، لتقليل كمية الدهون المشبعة.
الإكثار من الخضروات الورقية:
مثل الجرجير والخس والبقدونس، التي تُساعد على تنظيم ضغط الدم وتقليل امتصاص الدهون.
تجنب الأرز الأبيض:
استبدله بالأرز البني أو الحبوب الكاملة، لما لها من قيمة غذائية أعلى، وتأثير أقل على مستوى السكر في الدم.
الابتعاد عن الخبز المحمص بالسمن:
استبدله بخبز مشوي أو مجفف بدون زيوت.