القاهرة - سمر حسين - صحة
لتقليل التكاليف، يلجأ عدد كبير من مستخدمي عقار مونجارو، أو حقن التخسيس الشهيرة، لاستخراج جرعات إضافية من أقلام الحقن المستخدمة لهذا الدواء المخصص لفقدان الوزن، وهي حيلة لتقليل التكاليف، حذر منها الخبراء بشدة، مؤكدين أنها قد تكون قاتلة.
فالأجهزة المملوءة مسبقًا مصممة لتقديم كمية ثابتة من الدواء مرة واحدة في الأسبوع، عادةً على مدار أربعة أسابيع، ومع ذلك قام بعض المرضى بمشاركة نصائح على وسائل التواصل الاجتماعي يدعون فيها أن كمية صغيرة من الدواء تبقى في القلم بعد الحقنة الأخيرة ويمكن استرجاعها، إذ أُطلق على هذه الكمية المتبقية اسم «الجرعة الذهبية»، حيث يُقترح أنه يمكن سحب السائل المتبقي باستخدام محقنة وإبرة، واستخدامه لحقنة إضافية.
ومن الواضح أن الدافع وراء ذلك هو التوفير المالي، من خلال الحصول على خمس جرعات من كل قلم.
مخاطر مميتة عند استخدام الجرعة الذهبية
ونقلًا عن موقع MailOnline، حذّر متخصصون في الأدوية من أن هذه الحيلة تنطوي على مخاطر خطيرة وقد تكون مميتة، إذ قالت البروفيسورة بيني وورد، خبيرة في الصيدلة من كلية كينجز لندن: «الناس يطلعون على هذه النصائح في المنتديات الإلكترونية، ويشعرون بالإغراء لتجربتها لتوفير المال، لكنها خطيرة للغاية، لأنهم يعرضون أنفسهم لخطر آثار جانبية خطيرة نتيجة تناول جرعة زائدة عند القيام بذلك بالإضافة إلى احتمال الإصابة بعدوى مهددة للحياة».
وتابعت البروفيسرة: «هذه الحقن تحتوي على كمية زائدة طفيفة لضمان تسليم الجرعة الموصى بها بالكامل في كل مرة لكن عندما تسحب هذا السائل باستخدام محقنة منفصلة وتستخدمه كجرعة خامسة، فإنك تُعرض نفسك لخطر شديد للإصابة بعدوى، فالأقلام تكون معقمة عند صرفها، لكن بعد استخدامها، فإنها لم تعد كذلك، وهذا يعني أن استخدام السائل المتبقي للحقن تحت الجلد قد يُدخل بكتيريا ضارة، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث خُراج -تجمع مؤلم للقيح- وإذا تُرك دون علاج، فقد يتطور إلى تعفن الدم، وهي حالة تهدد الحياة حيث تبدأ أعضاء الجسم في التوقف عن العمل».
خطر آخر مرتبط بـ «الجرعة الذهبية»
بحسب الطبيبة، عند استخدام محقنتك الخاصة، يصعب قياس الكمية الدقيقة، وقد ينتهي بك الأمر إلى أخذ أكثر مما ينبغي، وقد يؤدي ذلك إلى آثار جانبية تتراوح بين مشكلات في الجهاز الهضمي مثل الإسهال والقيء إلى مضاعفات أكثر خطورة مثل التهاب البنكرياس».
واحدة من أخطر الآثار الجانبية المحتملة لأدوية GLP-1 هي التهاب البنكرياس الحاد، وهو التهاب مفاجئ في البنكرياس يُعتبر حالة طبية طارئة، فواحد من كل خمسة حالات تقريبًا يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مع معدل وفيات يصل إلى 30%.
والتهاب البنكرياس الحاد يكون خطرًا خاصًا عند تناول جرعة زائدة، لأنه قد يُحفز إفراز إنزيمات هضمية ضارة تُسبب تلف البنكرياس، وتشمل الأعراض ألمًا شديدًا ومفاجئًا في البطن غالبًا ما يمتد إلى الظهر بالإضافة إلى الحمى، الغثيان، وتسارع ضربات القلب: «كلما كانت الجرعة أكبر، كان خطر التهاب البنكرياس أكبر».
ومن جانبه حذر الطبيب العام أليكسيس ميسيك من أن محاولة استخدام جرعة خامسة من أقلام مونجارو قد تؤدي إما إلى تلقي كمية زائدة أو أقل من الدواء، وكلاهما يشكل خطرًا: «الجرعة الناقصة قد تقلل من فعالية العلاج، بينما الجرعة الزائدة تزيد من احتمالية حدوث آثار جانبية مثل الغثيان، القيء، الإسهال أو الإمساك، وتزداد احتمالية هذه الآثار الجانبية عندما لا يكون جسمك قد تكيّف بعد مع الدواء، ولهذا تبدأ جرعات مونجارو منخفضة وتزداد تدريجيًا».
مخاطر حقن فقدان الوزن
حقن فقدان الوزن المعروفة أيضًا بمثبطات GLP-1 تعمل عن طريق تقليد هرمون رئيسي في الجسم يُعرف باسم -1 (GLP-1)، والذي يُنتج طبيعيًا من الأمعاء بعد تناول الطعام، ويساعد هذا الهرمون الجسم على إنتاج المزيد من الأنسولين، ويقلل نسبة السكر في الدم، ويُبطئ من عملية الهضم، كما يساعد في السيطرة على مستويات السكر في الدم ففي الواقع، طُورت هذه الأدوية في الأصل لعلاج مرض السكري، ثم استخدمت لاحقًا خارج نطاق الترخيص لفقدان الوزن.
وأظهرت الدراسات، أن هذه الحقن تساعد المرضى على فقدان ما يصل إلى خمس وزنهم خلال عام تقريبًا، ولكن ارتبطت الأدوية بعدد من الآثار الجانبية الخطيرة، مثل الغثيان، الصداع، التهاب المفاصل، وحتى العمى وتزداد هذه المخاطر مع الجرعات الأقوى.
الدكتورة أليسون كايف، مسؤولة السلامة في هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA)، صرحت لصحيفة iPaper: «تتم الموافقة على الأدوية وفقًا لإرشادات صارمة للجرعة، ولكن عدم الالتزام بهذه الإرشادات، مثل التلاعب بأقلام الحقن المعبأة مسبقًا، قد يُلحق الضرر بصحتك أو يُسبب إصابة شخصية.ينبغي للناس اتباع تعليمات الجرعة المقدمة من أخصائي الرعاية الصحية عند وصف أدوية فقدان الوزن، واستخدامها وفقًا لما هو مذكور في النشرة الدوائية».