الرياض - أميرة القحطاني - تعتبر ليلة القدر من أعظم الليالي المباركة، وهي تحدث في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، وقد تم تسليط الضوء عليها بشكل خاص في القرآن الكريم،يأتي الاهتمام بها نتيجة لما تحمله من فضائل وأهمية كبيرة، حيث يُعتقد أن العبادة فيها تعادل عبادة أكثر من ألف شهر،يتطلع المسلمون إلى إحياء هذه الليلة بعباداتهم، ويستعدون لاستقباله بقلوب مليئة بالتضرع والدعاء،في هذا البحث، سنناقش أبرز الجوانب المتعلقة بليلة القدر، من الحكمة الإلهية لإخفائها إلى فضلها ودعائها،
حكمة إخفاء ليلة القدر
إن إخفاء ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان يحمل حكمة إلهية رفيعة، ذلك ما أكده الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية،الغرض من إخفائها هو دفع المسلمين إلى الاجتهاد في العبادة والسعي نحو نيل الرضا الإلهي طوال ليالي العشر، بدلاً من الاقتصار على ليلة واحدة،هذا الأمر يعزز في نفوس المسلمين الإحساس بالطمع في إدراك فضلها والخوف من فواتها، مما يعود بالنفع على علاقتهم بربهم ويقوي إيمانهم.
الدعاء المأثور في ليلة القدر
يعتبر الدعاء من أبرز صور العبادة التي يجب على المسلمين إحياؤها في ليلة القدر، حيث ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي ﷺ عن الدعاء الذي ينبغي أن تقوله إن أدركت تلك الليلة،أجابها النبي ﷺ بقوله “قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”،هذا للدعاء يُعتبر مفتاحاً للمغفرة والرحمة الإلهية، ويعكس توجيه النبي ﷺ للمؤمنين بأفضل طرق التقرب إلى الله.
علامات ليلة القدر
تشير عدة علامات إلى ليلة القدر، وهي من الأمور التي يستخدمها العلماء كمؤشرات على إدراك هذه الليلة المباركة،من أبرز هذه العلامات هو أن الشمس تشرق في صبيحتها بلا شعاع، كما أشار إلى ذلك حديث أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه،هذه العلامات تعزز من شعور المؤمنين بأهمية هذه اللحظة ويحثهم على استغلالها في الطاعات والدعوات.
فضل ليلة القدر
ليلة القدر تحمل مكانة مميزة في الإسلام، إذ تعتبر أفضل من ألف شهر، مما يعني أن العبادة فيها تعادل عبادة تمتد لأكثر من 83 سنة،هذا ما يؤكد عليه القرآن الكريم في قوله “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ”،بالإضافة إلى ذلك، تتنزل الملائكة في هذه الليلة، مما يزيد من شرفها ومكانتها،النبي ﷺ أكد أيضاً أن من قام هذه الليلة إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، مما يبرز الرحمة التي تحيط بالمؤمنين في هذه الليلة،كما أنها تُعد ليلة سلامٍ حتى مطلع الفجر، كما جاء في وصفها بالقرآن.
في ختام الحديث عن ليلة القدر، نجد أنها تمثل فرصة عظيمة للمؤمنين ليتقربوا إلى الله بما يفضله من عبادة ودعاء، ويحثهم الدين على استغلال هذه الليالي المباركة لتحقيق المنفعة الروحية،رحمة الله تشمل كل من يسعى إلى نيل فضلها، لذا ينبغي للمسلمين الانتباه والإجتهاد في عبادتهم في هذه الأوقات المباركة، طلبًا لمغفرة الله ونيل رضوانه،ليلة القدر هي تجسيد لسماحة الله ورحمته، وتعتبر دعوة مفتوحة لكل مؤمن للتوجه إلى خالقه من أجل مغفرة الذنوب وتحقيق السلام الداخلي،بذلك، تظل هذه الليالي محور اهتمام المسلمين في كل أنحاء العالم، حيث يتطلع الجميع لنيل بركتها وخيراتها،