«زكاة الفطر: ركيزة أساسية في تعزيز التكافل المجتمع»

الرياض - أميرة القحطاني - تعتبر زكاة الفطر من أهم العبادات التي تتجلى فيها قيم الرحمة والتكافل الاجتماعي،وقد حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان «زَكَاةُ الفِطْرِ وَدَوْرُهَا فِي التَّكَافُلِ المُجْتَمَعِيِّ»،تهدف الوزارة من خلال هذه الخطبة إلى توعية الجمهور حول أهمية الزكاة، وخصوصًا زكاة الفطر، ودورها في تعزيز الروابط الإنسانية بين الناس خاصة في أجواء شهر رمضان المبارك.

وجهت الوزارة، في توضيحها حول الخطبة، أهمية اغتنام ما تبقى من شهر رمضان والمبادرة لفعل الخير،يتطلب ذلك إقامتنا لما يناسب من العبادة والعمل الصالح،كما ستتناول الخطبة الثانية التنبيه لأهمية الرجوع إلى مصادر الفتوى الرسمية وتفادي الفوضى في الأمور الفتاوى، مما يساهم في توضيح مفاهيم الدين.

معاني رمضان وأثر الصيام

الحمد لله رب العالمين، بديع السماوات والأرض، وهادي الأنام، فقد قارب شهر رمضان على الانتهاء، وهو موسم من رحمة الله وبركاته،لا بد لنا أن نستشعر هذه اللحظات القيّمة ونقوم بعمل الخير والقرب إلى الله، لنعظّم أجر الصيام ونقبل بقلوبنا على طاعته،هل سنترك هذه الفرصة تمر دون الاغتنام من الفوائد الربانية التي تنطوي عليها كل فعل خيّر نبادر به في هذه اللحظات سيدون في صحائفنا، فلنجعل طاعاتنا متنوعة ومتنوعة، واستشعروا ألم الفراق قبل المغادرة.

تكافل المجتمع ودور الزكاة

أيها الناس، تذكروا أن زكاة الفطر عبادة جليلة شرعها الله لمساعدة الفقراء والمحتاجين،إنها جسر بين القادرين والمعسرين، وأداة لتحقيق التكافل في المجتمع،وعلينا أن نراعي مشاعر المحتاجين، فالعيب في عيد الفطر أن نجد شخصًا لا يجد ما يسره،من الضروري أن يتمتع الجميع بالعيد، ولا بد أن نحمي هؤلاء من موقف الحاجة والحرمان، خاصة في يوم عظيم كهذا،ينبغي أن نشعر بمعاناة الآخرين ونسعى جاهدين لسد احتياجاتهم.

أهمية زكاة الفطر في تحقيق السعادة

إن زكاة الفطر تلعب دورًا فعالًا في نشر السعادة وإدخال السرور إلى قلوب الفقراء والمحتاجين،إذ تساعد هذه الزكاة على توفير احتياجاتهم الأساسية، ما يخلق جواً من المحبة والتعاون،كما أن البذل والعطاء في هذه الليالي الجليلية يرتقي بالنفوس وينشر روح التضامن والترابط، مما يعكس الكرم الإسلامي الأصيل،فعن عبد الله بن عمر قال “فرض رسول الله زكاة الفطر طهرًا للصائم من اللغو والرفث”، فلنجعل من زكاتنا وسيلة لذلك الطهر السماوي.

ضرورة الرجوع إلى الفتوى الرسمية

عزيزتي الأمة، في ظل الفتنة وكثرة الآراء، فإن الحاجة للرجوع إلى الفتوى من مصادر رسمية باتت ضرورة ملحة،يجب أن نكون واعين للمعلومات التي نتلقاها، وأن نتفادى الفوضى التي تؤدي إلى ضياع الهوية الدينية والثقافية،إن اختلال المفاهيم وإصدار فتاوى دون علم يؤثر سلبًا على العلاقات ويزيد من الفتنة بين العباد،لذا، علينا أن نتمسك بمصادر موثوقة وأن نطلب العلم من أهله لنحمي أنفسنا من الضياع والتخبط.

ختاماً، يا أبناء الأمة، تجتمع قلوبنا في هذا الشهر الكريم على صعيد واحد، لنغتنم الفرص ونمارس الإيثار في العطاء،فلنكن حريصين على زكاة الفطر، فهي فريضة تعيد البسمة للأيتام والمحتاجين، وتعزز من معاني التكافل،نسأل الله أن يتقبل منا جميعًا ويجعلنا من عباده المقربين، وأن يعيننا على فعل الخير في كل الأوقات،تقبل الله طاعتكم ورزقكم البركة في أعماركم وأعمالكم.