ابوظبي - سيف اليزيد - في عالم تتسارع فيه وتيرة التغيّر البيئي والاجتماعي، لم يعد التقدم التكنولوجي وتطوير البنية التحتية كافيين لتحقيق التحول المنشود في إدارة النفايات وحماية البيئة، دون مشاركة حيوية من أفراد المجتمع، والتي تشكل عاملاً أساسياً في تحقيق نتائج نوعية ملموسة الأثر، والارتقاء بالنموذج التقليدي لإدارة النفايات إلى اقتصاد دائري مستدام، وهو ما أكدته توصيات ونتائج الفعاليات العالمية الكبرى مثل «قمة مستقبل الطاقة» ومؤتمر الأطراف لتغير المناخ «كوب 28».
تتمحور رؤية مجموعة تدوير الاستراتيجية حول تحويل النفايات من عبء بيئي إلى مورد اقتصادي قيم، وتمهيد الطريق نحو مستقبل بيئي أكثر استدامة. نؤمن أن ذلك لا يتحقق إلا عبر النهوض بدور المجتمع بكافة فئاته وشرائحه، ابتداءً من الأطفال والشباب من طلاب المدارس والجامعات، والأسر والمجتمعات المحلية، وصولاً إلى الموظفين والشركات التي تدير الأنشطة الاقتصادية في كافة القطاعات، ومع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2025 «عام المجتمع»، تتجسد أمامنا فرصة جوهرية للتأكيد على أهمية دور أفراد المجتمع في دفع عجلة التغيير الإيجابي. تُظهر الدراسات العالمية أن حملات التوعية يمكن أن ترفع معدلات التدوير بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20% خلال عام واحد فقط (WRAP UK)، وقد نجحت حملات التوعية التي أطلقتها هيئة كهرباء ومياه دبي في الوصول إلى أكثر من 2.5 مليون شخص في عام 2023.
وفي الشارقة، كان لمبادرات مجموعة «بيئة» المجتمعية دور محوري في زيادة معدل تحويل نفايات عن المكبات ليتجاوز 75%.
نعمل في تدوير على بناء صلات وثيقة مع أفراد مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة من مواطنين ومقيمين، وتحفيز تفاعلهم، وهممهم لتحمل المسؤولية المجتمعية التي تقع على عاتقنا جميعاً دون استثناء، من خلال حثهم على تبني الممارسات البيئية المسؤولة في أنشطة الحياة اليومية كفرز النفايات والتخلص الآمن منها، للحد من أثرها البيئي، وتبني سلوكيات الترشيد في الاستهلاك بتقليل الهدر والحفاظ على الموارد وإعادة استخدامها، كما نحرص أيضاً على تمكين دورهم كشركاء فاعلين في منظومة إدارة النفايات، وحماية البيئة، بتشجيع انخراطهم في مبادراتنا البيئية المجتمعية، التي من شأنها تقليل الاعتماد على المكبات للتخلص من النفايات، بما يعزز كفاءة أداء عملياتنا في تدوير النفايات وتسخيرها واستخلاص الموارد القيمة منها وإعادة استخدامها.
لا يقتصر أثر هذه البرامج والمبادرات على تعزيز انتشار ممارسات إعادة التدوير والإدارة المستدامة للنفايات، إذ تُحدث تحولاً ثقافياً عميقاً، يعمم السلوك البيئي الواعي بين أفراد المجتمع، ليس بدافع الامتثال للقوانين والسياسات الحكومية والإجراءات التنظيمية وحسب، بل انطلاقاً من الوعي الأخلاقي الراسخ وقيم المسؤولية والوحدة المجتمعية.
إن تمكين دور المجتمع وتعزيز مشاركته محرك أساسي نحو التحول المستدام، وهي بوابة لخلق الفرص وإلهام الابتكار البيئي، ونهج استباقي لاستشراف مستقبل أكثر أماناً ونظافة واستدامة للأجيال القادمة.
حملات توعية رقمية ومبادرات مجتمعية
ومن جهودنا العملية في هذا الإطار، حملات التوعية الرقمية، وتنظيم ورش العمل مع مجالس الشباب المحلية، وإطلاقنا برامج «سفراء الاستدامة»، وبرامج فرز النفايات في المدارس بالتعاون مع المؤسسات التعليمية، التي تستهدف الطلبة وتعلمهم مبادئ الاستدامة البيئية منذ الصغر.
كما أطلقنا مبادرات مجتمعية تحفيزية مثل «مكافآت تدوير»، و«آلات البيع العكسي»، التي تشجع الأفراد على إعادة التدوير مقابل نقاط رقمية وجوائز، وحملات تنظيف الأحياء بمشاركة السكان، والبرامج التطوعية، ومبادرات تقودها الأسر والمجتمعات المحلية كجزء من التزامهم البيئي. علاوة على ذلك، نكرس مساعينا في مجموعة تدوير لاستكشاف آفاق الفرص الاقتصادية الخضراء، من خلال بناء وتوثيق الشراكات المؤسسية، لتمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة الواعدة التي تركز على إعادة التدوير والخدمات البيئية، وتحفيز رواد الأعمال على الابتكار في هذا القطاع الحيوي، بما يتماشى مع مستهدفات «مئوية الإمارات 2071» ورؤية الدولة لبناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والاستدامة.
مجموعة تدوير تُرسي مفهوم الاستدامة وتعزّز حضورها المجتمعي بجائزة عالمية
أسابيع قليلة كانت كفيلة بإحداث تغيير ملموس في وعي الطلاب تجاه البيئة. هذا ما أثبتته حملة «دورنا من أجل مستقبل مستدام لدولة الإمارات»، التي أطلقتها مجموعة تدوير، حاملة معها روح المبادرة والمسؤولية المجتمعية، والتي حازت جائزة غوف ميديا «GovMedia» العالمية تقديراً لهذا الإنجاز المميز.
انطلقت أنشطة الحملة بالتزامن مع احتفالات عيد الاتحاد الـ 53، وشهدت مشاركة حيوية من 2.500 طالب وطالبة من تسع مدارس على مستوى الدولة، انخرطوا في ورش تدريبية ومسابقات تفاعلية هدفت إلى ترسيخ مفاهيم الاستدامة وتعزيز الوعي بأهمية إدارة النفايات. ولم تقتصر آثار المبادرة على البيئة المدرسية، بل تجاوزتها إلى المجتمع الرقمي، حيث حصدت الحملة تفاعلاً واسعاً بعد تعاون ناجح مع عدد من صُنّاع المحتوى المحليين، الذين أسهموا في إيصال الرسائل البيئية إلى جمهور أوسع، مسجّلين أكثر من 3.3 مليون مشاهدة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وتمثل الجائزة اعترافاً بدور مجموعة تدوير بالمساهمة في رفد المستقبل بأجيال واعية ومسؤولة، خاصة أن العمل البيئي لم يعد ترفاً أو خياراً، بل بات جزءاً أساسياً من بناء مجتمع مستدام.
وقد شكّل دمج الحملة للجهود التعليمية مع منشورات المنصات الرقمية، نموذجاً مبتكراً للتواصل بغرض التوعية البيئية، وتعزيز التفاعل المجتمعي، إذ يعكس روح الابتكار والتجديد التي تقودها مجموعة تدوير في مختلف مبادراتها المجتمعية.
يذكر أن GovMedia Awards هي منصة تكريمية تحتفي بالتميز الحكومي الرقمي والإعلامي في آسيا والمحيط الهادئ، وتتيح للفائزين فرصاً لتسليط الضوء على إنجازاتهم، وتعزيز تأثيرهم المحلي والدولي.
مداخلات الفريق عكست التزام المجموعة بأرقى المعايير البيئية وتطبيق أفضل الممارسات
تلقّت مجموعة تدوير رسالة شكر وتقدير من دائرة الطاقة في أبوظبي، إلى جانب مكافأة رمزية، تقديراً لمساهمة فريق «أبطال الطاقة» الممثل عن تدوير، وكفاءة أدائهم واحترافيتهم في ورش العمل التدريبية المتعلقة بتعزيز كفاءة الطاقة والمياه، التي نظمتها الدائرة في إطار جهودها لدعم تنفيذ استراتيجية كفاءة الطاقة والمياه 2030، والتي تهدف إلى خفض استهلاك الموارد في المباني الحكومية، والمساهمة في تحقيق أهداف دولة الإمارات في مجال حماية البيئة وخفض الانبعاثات، لتعزيز الاستدامة، وتحقيق الحياد المناخي.
هدفت الورش التدريبية، إلى ترجمة السياسات إلى خطوات عملية قابلة للتطبيق في المباني الحكومية، مع التركيز على أهمية السلوك الواعي لتحقيق أثر بيئي إيجابي طويل المدى. وقد أظهرت مشاركة فريق مجموعة تدوير جهودها الحثيثة، في دعم توجهات الحكومة نحو ترسيخ الممارسات المستدامة.
وقد تألف فريق «أبطال الطاقة» لمجموعة تدوير المشارك في الورش من، أحمد كمال، عائشة العبري، ميرة القبيسي، وهاني أحمد سلامة، الذين أظهروا تفاعلاً حيوياً جاداً وقدّموا مداخلات قيمة عكست التزام المجموعة بأرقى المعايير البيئية وتطبيق أفضل الممارسات في ترشيد استهلاك الطاقة والمياه. كما نالت الموظفة عائشة العبري، إشادة خاصة من فريق دائرة الطاقة على العرض التقديمي الذي قدّمته باللغة العربية، الذي سلط الضوء على التحديات والحلول المقترحة في مجال كفاءة الطاقة، وذلك لتميز أسلوب التقديم وجاذبية الأفكار المطروحة في مضمون العرض، والعناصر الفنية الإبداعية المدمجة التي عززت فعالية استيعاب رسائله الرئيسية. تعكس هذه المشاركة الناجحة مدى التزام «تدوير» بتعزيز الشراكات المؤسسية الفاعلة، ودعم السياسات الوطنية الهادفة إلى تحقيق الاستدامة، وترسيخ ثقافة ترشيد استهلاك الطاقة والمياه على مستوى فرق العمل، بما يدعم أهداف إمارة أبوظبي ودولة الإمارات بريادة الاستدامة البيئية، وتمهد الطريق نحو مستقبل آمن ونظيف للأجيال القادمة».
مجموعة تدوير تفوز بجائزة التميّز في التقارير المالية النظامية
أحرزت مجموعة «تدوير» إنجازاً جديداً يضاف إلى سجلها الحافل بالتميّز المؤسسي، حيث فاز فريق الشؤون المالية بجائزة التميّز في التقارير المالية النظامية، ضمن فعاليات مؤتمر «القابضة» (ADQ) المالي للسنة المالية 2025.
تندرج هذه الجائزة، ضمن التوجهات الاستراتيجية لـ «القابضة» (ADQ)، الشركة الأم، التي تضع معايير صارمة للحوكمة والسياسات المالية على مستوى محفظتها الاستثمارية.
تعدّ التقارير المالية النظامية عنصراً محورياً في الحوكمة الرشيدة، إذ تُمكّن الجهات الرقابية والمستثمرين والشركاء من الاطلاع على الأداء المالي الحقيقي للمؤسسة. وتعكس الجائزة مدى التزام مجموعة تدوير بتقديم تقارير دقيقة وشاملة، وفقاً لأعلى معايير الشفافية والامتثال التنظيمي. كما تعزّز مصداقية الأداء المالي للمجموعة، والثقة مع أصحاب المصلحة، وهو تجسيد لقيم المساءلة والمحاسبة التي تمثل إحدى الركائز الأساسية في ثقافتها المؤسسية.
ويشكّل هذا التكريم، محطة جديدة في مسار التميز المستدام الذي تسير عليه «تدوير» ضمن مسيرة التحوّل المؤسسي، والتي شملت تطوير البنية المالية، وتعزيز آليات الإفصاح، ورفع كفاءة الامتثال المالي. كما يؤكد فوز فريق الشؤون المالية للمجموعة قدرته على مواكبة المتطلبات التنظيمية المعقدة، ليرسخ بذلك مكانة «تدوير» كمؤسسة موثوقة في أدائها المالي والتشغيلي، وتميزها في تطوير نموذج مالي متكامل يدعم رؤيتها نحو الاستدامة والريادة التشغيلية على مستوى المنطقة.
تُعد «القابضة» (ADQ) واحدة من أبرز الشركات الاستثمارية الحكومية في إمارة أبوظبي، وتضطلع بدور فاعل في تمكين النمو المستدام وتعزيز التنافسية عبر مجموعة من القطاعات الحيوية. ومن خلال مؤتمرها المالي السنوي، تكرّم «القابضة» الأداء المتميّز لشركاتها التابعة في مختلف المجالات، بما فيها الحوكمة، التحوّل المؤسسي، والابتكار المالي.
أخبار متعلقة :