ابوظبي - سيف اليزيد - آمنة الكتبي (دبي)
عززت دولة الإمارات موقعها الريادي في قطاع الفضاء، من خلال تطوير واستخدام أحدث تقنيات الاستشعار عن بُعد، والتي وفرت بيانات وصوراً عالية الدقة، ساهمت في الاستزادة المعرفية في القطاعات الحيوية، حيث تمثل الأقمار الاصطناعية، وفي مقدمتها «محمد بن زايد سات»، و«الاتحاد سات»، خطوة استراتيجية في إنتاج وتحليل المعلومات الفضائية، بما يخدم خطط التنمية المستدامة، ويعزز مكانة الدولة عالمياً.
ويُمثل الاستشعار عن بُعد، منظومة تقنية متطورة تتيح جمع المعلومات والصور من الفضاء، حول سطح الأرض والغلاف الجوي وتحليلها، لتوفير بيانات دقيقة تدعم متخذي القرار في مجالات متعددة تشمل الزراعة وإدارة المياه والتخطيط العمراني وحماية البيئة والاستجابة للكوارث الطبيعية، وأصبح لهذه التقنيات في الإمارات دور محوري في بناء قاعدة بيانات وطنية متكاملة، تعتمد عليها الجهات الحكومية في صياغة السياسات والخطط المستقبلية، استناداً إلى معلومات آنية وموثوقة.
ويُعد القمر الاصطناعي، محمد بن زايد سات، الذي أطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء، أحد أكثر الأقمار الاصطناعية تطوراً في مجال تصوير الأرض، إذ يتميز بقدرة تصويرية تتيح التقاط صور عالية الجودة، يمكن استخدامها في مراقبة التغيّرات البيئية وتتبع نمو المدن ورصد تأثيرات التغير المناخي، بالإضافة إلى تقديم خدمات متقدمة للجهات الوطنية، مثل مراقبة السواحل ورصد تحركات السفن ومتابعة مشاريع البنية التحتية، ودعم الجهود الإنسانية في حالات الكوارث، عبر تزويد فرق الطوارئ بخرائط دقيقة للمناطق المتضررة. كما يشكل القمر الاتحاد سات خطوة مكملة في منظومة الفضاء الإماراتية، إذ يركز على توفير بيانات دقيقة تعزز الأمن الغذائي والمائي، من خلال رصد الأراضي الزراعية، وقياس معدلات الغطاء النباتي بما يساعد على تحسين الإنتاجية الزراعية، وتوزيع الموارد المائية بكفاءة، كما يساهم في دعم مشاريع الطاقة المتجددة، عبر تحديد المواقع المثلى لإنشاء محطات الطاقة الشمسية أو الرياح، إلى جانب مراقبة التغيّرات في البيئة البحرية وحماية السواحل من التآكل والتلوث.
بنية تحتية فضائية متطورة
تستند هذه الإنجازات إلى بنية تحتية فضائية متطورة تشمل مراكز التحكم ومحطات استقبال البيانات ومنظومات التحليل الرقمي، إضافة إلى الكوادر الوطنية المؤهلة التي تم تدريبها على أعلى المستويات في مجال تقنيات الأقمار الصناعية، وتحليل الصور الفضائية، مما يعزز قدرة الدولة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج ومعالجة البيانات.
كما تحرص دولة الإمارات على توسيع شراكاتها الدولية في قطاع الفضاء، بما يتيح تبادل الخبرات والوصول إلى أحدث الابتكارات في تقنيات الاستشعار عن بعد، من خلال التعاون مع وكالات فضاء عالمية وشركات تكنولوجيا متقدمة، لتطوير حلول جديدة، تلبّي متطلبات الدولة في المجالات البيئية والاقتصادية. ويلعب برنامج الإمارات للأقمار الاصطناعية دوراً رائداً ومحورياً في تحقيق أهداف الدولة، فيما يتعلق بمجال علوم الفضاء وقطاع التكنولوجيا، وتتمحور استراتيجية المركز حول الابتكارات العلمية، والتقدم التكنولوجي، بوصفها أدوات مهمة لدعم مسيرة التقدم القائمة على المعرفة في إطار تحقيق هذا الهدف الوطني. وبات الاستثمار في قطاع الفضاء في دولة الإمارات، ركيزة أساسية نحو المستقبل، حيث تبنّت الدولة نهجاً استراتيجياً لتطوير تقنيات الاستشعار عن بعد، وتعزيز استقلاليتها في هذا المجال من خلال مجموعة من الأقمار الاصطناعية المتقدمة.
أخبار متعلقة :