سعيد المنصوري لـ«الاتحاد»: «محمد بن راشد للفضاء» قدم 75 دراسة حول الكوارث والأزمات في 2024

ابوظبي - سيف اليزيد - آمنة الكتبي (دبي)
أكد المهندس سعيد المنصوري، مدير إدارة الاستشعار «عن بُعد» في مركز محمد بن راشد للفضاء، أهمية تحليل الصور الفضائية لمواجهة تحديات التغير المناخي، موضحاً أن فريقاً من الباحثين يعملون على الدمج بين استراتيجية المركز واستخدام قدرات الاستشعار عن بُعد بدقة عالية، مع نظم تحليلية مدعومة بالذكاء، موضحاً أن مهندسي القسم أنجزوا 6 تطبيقات ذكية للجهات الحكومية، من شأنها توظيف التقنيات الهندسية الحديثة المتمثلة في معالجة الصور وتحليلها.

وقال المنصوري لـ«الاتحاد»: «قدم مركز محمد بن راشد للفضاء أكثر 75 دراسة حول الكوارث والأزمات خلال العام الماضي، لإيجاد حلول نحو تحقيق الاستدامة، ومواجهة التغيرات المناخية، لتذليل التحديات البيئية، خاصة ما يتعلق منها بارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث يشكّل ذلك تهديداً كبيراً للمناطق الساحلية، ما يسبب فيضانات شديدة، ويلحق أضراراً بالبنية التحتية، ونزوح المجتمعات، وخسائر في الأرواح، الأمر الذي يتطلب مواجهته، والعمل على إيجاد حلول مستقبلية له».
وحول جودة الصور، قال المنصوري: «إن من أهم الأدوات التي طوروها بمركز محمد بن راشد للفضاء، أداة لتحسين جودة الصور الفضائية، إذ إنه في بعض الأحيان تكون إشارات القمر الصناعي ضعيفة، ما يؤثر على جودة الصور، ولكن بعد تطوير هذه الأداة استطاعوا تحسين جودة الصور، من حيث توزيع الألوان والتناسق فيما بينها من خلال تطبيق معادلات هندسية ورياضية معينة».
وأضاف: «بدأ مركز محمد بن راشد للفضاء الذي تأسّس في عام 2006 في تطوير قدراته بمجال الفضاء واضطلع بمهام بناء وتطوير وتشغيل العديد من الأقمار الصناعية لرصد الأرض وتقديم خدمات التصوير وتحليلها ودراستها علاوة على توليد البيانات ذات الصلة لصالح المجتمعات العلمية ومراكز البحث حول العالم.
وقال المنصوري: «إن المركز يزوّد الشركاء والمتعاملين بأرشيف مفهرس من صور الأقمار الاصطناعية عالية الجودة»، موضحاً أن هذا الأرشيف يتيح وصولاً سهلاً وسريعاً إلى صور الأقمار الاصطناعية التفصيلية وذات الجودة العالية من ناحية النوعية والوضوح والدقة، بما يلبي الاحتياجات الخاصة بأنشطة ومشاريع المتعاملين.
وأضاف: «بعد دراسة وتحديد احتياجات كل متعامل، يشرع فريق من الأخصائيين في المركز بإنشاء حساب خاص به، والذي يمكنه من الوصول إلى صور الأقمار الاصطناعية المؤرشفة كافة».
وبيّن المنصوري أن الصور الفضائية هي عبارة عن مجموعة من صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة لمنطقة معينة على امتداد عدة أيام أو أشهر، والتي يجري بعد ذلك تجميعها على شكل مجموعة موحدة من البيانات، يلتزم مركز محمد بن راشد للفضاء بأهداف حماية البيئة والمحافظة على كوكب الأرض، ويوفر المركز خدمات صور الأقمار الاصطناعية البيئية لصالح الحكومات والمؤسسات العالمية المتخصّصة بدراسة بيئة الأرض، بما يشمل مراقبة جودة المياه، ومستويات التلوث الساحلي وتلوث البحار، وظاهرة «المد الأحمر» الضارة، وبالإضافة لذلك، يساعد مركز محمد بن راشد للفضاء في مجالات التخطيط العمراني المستدام، ومراقبة التغيرات البيئية، إلى جانب توقع الظواهر الجوية الطبيعية مثل العواصف الرملية والضباب الكثيف والغيوم المنخفضة.
وأوضح المنصوري أن المركز يزوّد المنظمات الحكومية العالمية بصور عالية الدقة، بهدف دعم جهودها المبذولة للتصدي للأزمات وإدارة الكوارث العالمية، وتفيد صور الأقمار الاصطناعية الخاصة بالمركز في تقديم معلومات عالية القيمة، والتي تشمل تقييم الأضرار الناجمة عن الكوارث، بالإضافة لمساعدة المنظمات في إيجاد الحلول الكفيلة بالتخفيف من آثار الفيضانات والزلازل وغيرها من الكوارث الطبيعية.
وأضاف: «تساعد هذه الصور الحكومات ومنظمات القطاع الخاص من مختلف أنحاء العالم في مراقبة التغيرات البيئية، بالإضافة إلى دورها في جهود الإغاثة خلال الكوارث البيئية، وغيرها من الخدمات بالغة الأهمية، كما تم إطلاق منصة علمية توفر عدداً من الدراسات التحليلية عن الظواهر الطبيعية والبشرية، ومدى تأثيرها على موارد البيئة في الإمارات»، موضحاً أن المنصة هي الأولى من نوعها في المنطقة التي تركز على دراسة البيئة بشكل معمّق، مبنية على أنظمة الاستشعار عن بُعد، ومعالجة الصور ونظم المعلومات الجغرافية والذكاء الاصطناعي.

أخبار متعلقة :