ابوظبي - سيف اليزيد - دينا جوني (دبي)
أكدت وزارة التربية والتعليم أن إدراج مادة الذكاء الاصطناعي في جميع الصفوف من رياض الأطفال حتى الثاني عشر، لن يكون مجرد تجربة تعليمية جديدة، بل مشروع وطني متكامل يخضع للمتابعة الدقيقة والتطوير المستمر. وأعلنت الوزارة عن تشكيل لجنة متخصصة تتولى متابعة تطبيق المادة بصورة منهجية سليمة، ودراسة نتائجها واستخلاص الدروس المستفادة، تمهيداً لتوسيع نطاقها مستقبلاً وتطوير آليات تدريسها، بما ينسجم مع أفضل الممارسات العالمية.
وقالت آمنة آل صالح، الوكيل المساعد لقطاع المناهج والتقييم بالإنابة، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إن الوزارة تتجه في المرحلة المقبلة إلى دمج الذكاء الاصطناعي بصورة أعمق في التعليم، مشيرة إلى أن التركيز الحالي ينصب على تعليم الطالب كيفية استخدام الأداة بشكل أخلاقي ومسؤول في حياته اليومية، بينما سيشهد المستقبل خطوات أكثر تقدماً في توظيف الذكاء الاصطناعي في عمليات التعليم والتعلّم.
وأضافت أن المادة، التي تدرَّس بواقع حصة أسبوعية لطلبة الحلقتين الأولى والثالثة، تركز على المشاريع والأنشطة العملية بدل الامتحانات التقليدية، بما يساعد الطلبة على اكتساب مهارات واقعية تعكس طبيعة المستقبل المهني والمعرفي. وأوضحت أن نحو ألف معلم سيتولون تدريس المادة في مختلف المدارس، وهو ما يعكس جدية التطبيق وشموليته.
تسريع الدمج
وتُعدّ دولة الإمارات من أوائل الدول التي تدمج الذكاء الاصطناعي كمادة دراسية إلزامية، في إطار توجهها الاستراتيجي نحو اقتصاد المعرفة. وأطلقت الوزارة المشروع بالشراكة مع جهات وطنية وعالمية متخصصة، مثل «بريسايت» التابعة لمجموعة «جي 42»، و«AI71»، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وكلية الإمارات للتطوير التربوي، وذلك بهدف تسريع إدماج التقنيات المتقدمة في البيئة التعليمية. وأشارت الوزارة إلى أن التجربة تمثل منصة لتطوير السياسات التعليمية الوطنية، من خلال ما توفره من دروس عملية حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، فضلاً عن مساهمتها في إثراء النقاش العالمي حول مستقبل المناهج ودور التكنولوجيا المتقدمة في بناء الإنسان.
محتوى تدريجي
يغطي المنهج سبعة مجالات رئيسية تشمل: المفاهيم الأساسية، البيانات والخوارزميات، استخدام البرمجيات، الوعي الأخلاقي، التطبيقات الواقعية، الابتكار وتصميم المشاريع، والسياسات والارتباط المجتمعي. وقد صُمّم المحتوى بما يلائم الخصوصيات العمرية للطلبة:
نموذج استباقي
يجسّد المشروع التزام الإمارات بترسيخ منظومة تعليمية مرنة وحديثة، قادرة على إعداد أجيال متمكنة من أدوات العصر. ومع وجود لجنة وطنية تتابع التنفيذ، وتوجه استراتيجي واضح لدمج الذكاء الاصطناعي في صميم التعليم، فإن التجربة الإماراتية مرشحة لأن تكون نموذجاً عالمياً يحتذى به في الجمع بين التكنولوجيا والإنسانية داخل الصفوف الدراسية. كما تعزز هذه الخطوة من موقع الدولة في المؤشرات الدولية الخاصة بجودة التعليم والابتكار والجاهزية الرقمية، وتكرّس حضورها كدولة سبّاقة في تحويل الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة تقنية إلى مكوّن أساسي في تشكيل مستقبل الأجيال.
أخبار متعلقة :