ابوظبي - سيف اليزيد - إبراهيم سليم (أبوظبي)
استضاف معالي الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، ضمن برنامج «بودكاست 100 موجه»، الذي تنظمه المؤسسة الاتحادية للشباب، معالي الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، للحديث حول عدد من القضايا التي تهم أطياف المجتمع الإماراتي بكل مكوناته.
كما تم الحديث حول عدد من القضايا كتجديد الخطاب الديني وأهمية الفتوى والزكاة، والتي لا بد أن تكون من المجتمع وإلى المجتمع، كما تم التطرق إلى عدد من المحاور الخاصة بالإعلام ومواجهة التطرف والتحولات الفكرية، واستغلال الدين من قبل المتطرفين، وكذلك الحديث عن الهيئة ودورها منذ النشأة والتطور الذي شهدته بدءاً من 2006 حتى 2025.
وأوضح معالي الدكتور عمر الدرعي أن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة هي مؤسسة اتحادية تشرف على المنظومة الدينية الكاملة في الدولة، بما في ذلك المساجد، ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، وشؤون الأوقاف، والزكاة. وأشار إلى أن الهيئة تدير حالياً أكثر من 5400 مسجد، و92 مركزاً قرآنياً، وتعمل على تنظيم شؤون الحج والعمرة. كما لفت إلى أن عام 2024 شهد انضمام صندوق الزكاة إلى مسؤوليات الهيئة، بهدف توحيد منصات تلقي وصرف الزكاة على المستوى الوطني.
وفي حديثه عن الفتوى، بيّن معاليه أنه تم تأسيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في عام 2017 لضمان استقلالية الفتوى وحوكمتها. وأكد أن المجلس يعمل على إصدار فتاوى تراعي السياق المحلي والتحديات المعاصرة في الدولة، مؤكداً أن الوطن هو الأمان والمستقبل، وهو الحضن لكل عنصر من عناصر الدولة، ولذا فإننا عندما نتحدث عن الفتوى في سياق الدولة الوطنية، فنحن نتحدث عن شيء يرجع إلى طبيعته، وقضية الفتوى في سياق الدولة الوطنية هي قضيه ضرورية.
ولا يمكن أن نتصور أن تكون الفتوى خارج نسق الدولة الوطنية، الفتوى في ضمن سياق الدولة الوطنية، تعني عدم استيراد فتاوى خارجية، ومعرفة النظام الذي تقوم عليه الدولة، وأن تكون هذه الفتوى قابلة للتطبيق.
وتحدث معالي رئيس الهيئة عن تحديث الخطاب الديني وتحدياته، والذي يعد وسيلة لإيصال سواء القرآن أو السنة النبوية، مؤكداً أن تحديث الخطاب الديني لا يمس جوهر النص، فالجوهر مقدس، وإنما يمس الوسائل، ذلك التراث الذي قام على تلك النصوص لا بد أن نعيد بث الروح فيه من جديد بما يتواءم مع لغتنا اليوم وخطابنا، والثابت الذي لا يتغير هو القيم كالرحمة والصدق والتسامح، ويتم التعبير عنها بلغة الأرقام مثلاً.
وأكد أن الإمارات جددت الخطاب الديني من تأسيس الدولة على أرضية صلبة، ولذا قامت عليه أسس الخطاب الديني، واستفادت دولة الإمارات من التشريعات والأنظمة والحوكمة، وهو نظام محكم، والهيئة لديها الآن لائحة للعاملين بالمساجد تنظم أعمالهم.
وأكد أن اليقظة الفكرية المتقدمة لدولة الإمارات نبذت كل الخطابات الإيديولوجية وصفرت التطرف وصفرت خطابات الكراهية، وصدور قانون لعدم التمييز والكراهية، وكل من جاءنا شهد بذلك، وهذا مكسب جيد عبر جهد مضنٍ وتراكم مؤسسي كبير، استفدنا فيه من تجارب الحكومة المتراكمة.
وتطرق معاليه إلى دور الإعلام المحوري في نشر الوعي الديني، مؤكداً ضرورة ملء الفضاء الإعلامي بالاعتدال لمواجهة الأفكار المتطرفة، وأن تكون الرسالة الإعلامية متكاملة مع خطب المنابر ومجالس الوعظ.
أخبار متعلقة :