الإمارات.. نهجٌ إنسانيٌّ متواصلٌ من ميانمار إلى أفغانستان

ابوظبي - سيف اليزيد - من ميانمار إلى أفغانستان، ومروراً بألبانيا شكّلت مشاركة قيادة العمليات المشتركة، وفرق البحث والإنقاذ الإماراتي الفاعلة في نجدة وإغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية، علامة فارقة، جسّدت نهج الإمارات الإنساني والحضاري والأخلاقي.
ساعات قليلة فقط فصلت بين اختتام مشاركة الفرق الإماراتية المتخصّصة في ألبانيا، لتأتي توجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ليغادر اليوم الأربعاء فريقٌ من قيادة العمليات المشتركة، وفريق البحث والإنقاذ الإماراتي أرض الدولة، متجهين إلى أفغانستان، لبدء مهام البحث والإنقاذ ومساندة المتضررين جراء الزلزال الذي ضرب المناطق الشرقية من البلاد.
وبدأ الفريق فور وصوله في تنفيذ عمليات التقييم الميداني بالتنسيق مع السلطات المحلية، بما يضمن تعزيز كفاءة جهود البحث والإنقاذ، وتوسيع نطاق الاستجابة، وتوفير الدعم اللوجستي والإغاثي للمناطق المتضررة، والعمل على إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح وانتشال الناجين من تحت الأنقاض.
وتتزامن جهود فريق البحث والإنقاذ الإماراتي مع إرسال الدولة عبر ذراعها الإنساني، هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مساعدات إنسانية عاجلة تضم مواد إغاثية أساسية ومستلزمات طبية وخيام إيواء، بهدف دعم المتضررين والجرحى والمصابين، والتخفيف من آثار الكارثة على العائلات المنكوبة.
وكانت أفغانستان قد أعلنت ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب ولايتي كونار وننغرهار إلى أكثر من 1000قتيل، و2800 مصاب.

ألبانيا
حظيت جهود فريق الإنقاذ الإماراتي في إخماد حرائق الغابات في جمهورية ألبانيا، بإشادة كبيرة وتكريم من قبل الحكومة الألبانية، التي أعربت عن تقديرها لجهود القوات الوطنية والمتطوعين في تعزيز الأمن ومواجهة الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية.
وكان الفريق قد باشر مهامه في 12 أغسطس الماضي بالمناطق المتضررة، التي شملت غابات قرامش وبالولي ومنطقة فلورة الساحلية وغيرها، حيث أمضى عدة أسابيع مدعوماً بالكوادر البشرية المؤهلة لمثل هذه العمليات وبطائرات ومعدات ومواد مكافحة الحرائق اللازمة.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع محمد الشريف، إن الفريق قام خلال هذه المهمة بـ700 عملية إسقاط مائي بما يوازي نحو 1300 طن مياه ومواد إطفاء عبر 28 طلعة جوية.
وأكد أن مساهمات الفريق البارزة في العمليات الإغاثية والإنسانية، تجسّد متانة العلاقات الثنائية بين البلدين ودور الإمارات الريادي في العمل الإنساني الدولي.

ميانمار
أرسلت دولة الإمارات، في 31 مارس الماضي، وبشكل عاجل فريق البحث والإنقاذ الإماراتي التابع لشرطة أبوظبي والحرس الوطني وقيادة العمليات المشتركة لدعم جهود البحث والإنقاذ للمتأثرين من آثار الزلزال، الذي ضرب جمهورية اتحاد ميانمار بقوة 7.7 درجة مخلفاً وراءه دماراً هائلاً وفقداً موجعاً للأرواح.
ونفّذ فريق البحث والإنقاذ الإماراتي خلال مهمته عمليات بحث وإنقاذ في 6 مواقع متضررة من الزلزال، الذي نجم عنه آلاف الضحايا والمفقودين والجرحى، وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة في ميانمار والفرق الدولية.
وكرّمت حكومة جمهورية اتحاد ميانمار، فريق الإمارات للبحث والإنقاذ، وذلك تقديراً للجهود الكبيرة التي بذلها خلال تنفيذه المهام الإنسانية والإغاثية في المناطق المتضررة.
وأشاد معالي وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة ميانمار، ونائب وزير الشؤون الداخلية خلال التكريم، بالدور الإنساني البارز لدولة الإمارات، وما تقدمه من دعم فعّال وسريع للدول المتأثرة بالكوارث الطبيعية، مؤكداً أن حضور الفريق الإماراتي أسهم بشكل ملموس في إنقاذ الأرواح والتخفيف من معاناة المتضررين.
وإلى جانب مهمة فريق البحث والإنقاذ، أرسلت دولة الإمارات في نهاية مارس الماضي مساعدات إنسانية عاجلة إلى جمهورية ميانمار لدعمها في مواجهة تداعيات الزلزال، تضمّنت أكثر من 200 طن من المواد الغذائية، ومستلزمات الإيواء، والمساعدات الطبية، كما أرسلت في وقت لاحق أكثر من 167 طناً مترياً من المواد الإغاثية الأساسية، بما في ذلك الأغطية البلاستيكية، والتجهيزات المعيشية الضرورية، لتوفير الدعم لما يقارب 80 ألف شخص من المتضررين جرّاء الزلزال.
وكانت الإمارات قد قدمت خلال يناير الماضي مساعدات لجمهورية تشاد الصديقة تضمنت 30 ألف سلة غذائية وأكثر من 20 ألفاً من الأغطية، وذلك للتخفيف من تداعيات الفيضانات التي شهدتها عدة مناطق في البلاد، كما قدمت دولة الإمارات 700 طن من الإمدادات الغذائية العاجلة إلى المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت عدة مناطق في الصومال.
وأعلنت دولة الإمارات في الأول من سبتمبر الجاري عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لـ960 أسرة تضررت من السيول التي اجتاحت مناطق الساحل الغربي لليمن. وتواصل دولة الإمارات جهودها في إغاثة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة وإيصال مختلف أشكال المساعدات الإنسانية والإغاثية لهم عبر البر والبحر والجو.

أخبار متعلقة :