ابوظبي - سيف اليزيد - سامي عبد الرؤوف (دبي)
انطلقت أمس «الثلاثاء»، فعاليات قمة الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية (EHS AI Summit)، التي تنظمها مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ضمن فعاليات المعرض العالمي للصحة والتكنولوجيا الصحية، بمركز دبي التجاري العالمي.
وتناقش القمة على مدى يومين، 6 محاور رئيسة، أبرزها توسيع نطاق تطبيق الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، وتنمية المواهب، وبناء القدرات الوطنية في الذكاء الاصطناعي.
ويشارك في القمة التي تنعقد تحت شعار «تسريع تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية»، أكثر من 30 من القادة العالميين في الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية، ليقدموا رؤيتهم حول استكشاف الحلول المتطورة التي تعزز سلامة المرضى والكفاءة والثقة، وأطر الحوكمة للذكاء الاصطناعي المستدام.
وتركز القمة على أحدث التطورات في الصحة الرقمية، وحوكمة الذكاء الاصطناعي، والتحليلات التنبؤية، واستشراف مستقبل الأنظمة الصحية المستدامة، بمشاركة نخبة من الخبراء والقادة وصناع القرار.
وتسلط القمة الضوء، على موضوع حوكمة الذكاء الاصطناعي باعتبارها الركيزة الأساسية للاعتماد المسؤول والآمن والأخلاقي لهذه التقنيات في الأنظمة الصحية.
وتتضمن القمة، جلسات حوارية وورش عمل تفاعلية لمناقشة محاور استراتيجية، بما في ذلك أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، والذكاء الاصطناعي المسؤول، والتحليلات التنبؤية في الصحة العامة، واستشراف مستقبل الأنظمة الصحية المستدامة.
وتستعرض القمة، تجربة دولة الإمارات الرائدة والمبتكرة في تسخير الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، ومن أبرزها المشاريع التقنية المبتكرة.
الصحة الرقمية
وقالت مباركة إبراهيم، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي، المدير التنفيذي لقطاع المعلومات بالإنابة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية: إن «هذه القمة تمثل محطة استراتيجية في مسيرة المؤسسة نحو تعزيز ريادة دولة الإمارات في مجال الصحة الرقمية».
وأكدت أن الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة، وضعت دولتنا في طليعة مسيرة التقدم الإنساني، ومن بينها دفع عجلة الابتكار في قطاع الرعاية الصحية.
وأشارت إلى أن مشاركة المؤسسة في هذا الحدث العالمي تعكس التزامها بترسيخ مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار في الرعاية الصحية، وتسريع وتيرة التحول نحو أنظمة صحية ذكية تقودها القيم الإنسانية وتدعمها المعرفة، بهدف إحداث أثر مستدام في صحة الإنسان وجودة حياته.
وأكدت حرص المؤسسة على تبني أحدث التقنيات الذكية التي تسهم في تطوير خدمات صحية متكاملة ورفع كفاءة القطاع، بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة والاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031.
وقالت: «ننظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه منظومة متكاملة ورافعة استراتيجية قادرة على الارتقاء بجودة الرعاية وتسريع التشخيص وتخصيص العلاج وتحقيق كفاءة تشغيلية غير مسبوقة، مع الالتزام المطلق بأعلى معايير أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وحوكمة البيانات».
وأضافت: «قصة الرعاية الصحية يعاد كتابتها أمام أعيننا لما أحدثه استخدام الذكاء الاصطناعي من فرق وتحور، حيث تحوّل النموذج التقليدي من (التشخيص والعلاج) إلى (التنبؤ والوقاية)، وفي قلب هذا التحوّل يقف القطاع الصحي في دولتنا، ويشارك بقوة في قيادة هذا التحول إقليمياً وعالمياً».
مرتكزات مستقبلية
قالت مباركة إبراهيم، إن مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية تعمل على مواءمة جهودها مع «الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031»، لضمان أن يكون اعتماد الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية آمناً، مسؤولاً، وقابلاً للتوسع.
وبينت أن رؤية المؤسسة تركّز على ثلاثة محاور رئيسة هي: دمج الذكاء الاصطناعي في الصحة والعافية، بناء كوادر وطنية مهيأة لعصر الذكاء الاصطناعي، وضمان أن يكون هذا الذكاء الاصطناعي موثوقاً وآمناً. ثم تحدثت عن بعض الاتجاهات العالمية البارزة في الذكاء الاصطناعي وانعكاساتها على قطاع الصحة. وذكرت أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يشهد نمواً هائلاً، حيث يستكشف 85 % من قادة القطاع الصحي إمكاناته أو يستخدمونه بالفعل. وما بدأ بإنتاج النصوص أصبح اليوم يصمم الجزيئات، ويُسرّع الأبحاث، ويخصّص العلاجات على نطاق واسع. ولفتت إلى أن الذكاء الاصطناعي العملي انتقل من مرحلة التجربة إلى الممارسة اليومية، حيث يتم توثيق أكثر من 5 ملايين زيارة طبية شهرياً عبر تقنيات مدعومة بهذا النوع من الذكاء.
وفي سياق متصل، وضمن مشاركتها في المعرض استعرضت مؤسسة الإمارات الصحية، 6 مشاريع مدعومة بالذكاء الاصطناعي، معروضة على منصتها بالمعرض.
قصة نجاح
يمثل نظام «غياث لإدارة الطوارئ والأزمات»، نقلة نوعية في مجال الاستعداد المؤسسي والجاهزية لمواجهة الأزمات، ويعد أحد أبرز المشاريع التي قدمتها المؤسسة خلال الحدث.
ويُعد «غياث» منظومة إلكترونية متكاملة صُممت لإدارة الأزمات والطوارئ، بما يضمن رفع جاهزية المؤسسة، ومرافقها الصحية لمواجهة أي طارئ، ومراقبة العمليات الحيوية والموارد بشكل لحظي، وضمان استمرارية الأعمال، وإدارة المخاطر على مستوى المؤسسة، وفق أعلى المعايير الوطنية والدولية. ويتميز النظام بكونه منصة ذكية وموحّدة تحقق التكامل مع الأنظمة الداخلية للمؤسسة ومع الشركاء الاستراتيجيين، من خلال لوحة تحكم مركزية تعرض مؤشرات فورية لحالة الموارد الحيوية، وتوفر إحصاءات ورؤى واضحة حول جاهزية المرافق، إلى جانب تقارير وبيانات موجزة لصناع القرار، بما يسهم في تعزيز الاستباقية والمرونة المؤسسية.
وأوضحت المؤسسة أن النظام يمكّن من تنفيذ خطط الطوارئ والاستجابة الفاعلة للأزمات والخروج منها بسرعة وكفاءة، مع قدرة عالية على التعافي وخسائر محدودة. كما يدعم التخطيط المتكامل لإدارة استمرارية الأعمال وإدارة المخاطر، بما يعزز من استدامة الخدمات الصحية وجودتها.
وكشفت المؤسسة، أن نظام «غياث» شهد في الآونة الأخيرة تحديثات مهمة وعمليات تكامل جديدة، أحدثت تحولاً جوهرياً في إدارة الطوارئ والأزمات.
ومن أبرز هذه التحديثات إدخال ميزة التحقق الآلي للموارد الصحية من نقاط الاتصال في مختلف الإدارات، مما يتيح الحصول على بيانات حية ودقيقة، تعزز اتخاذ القرارات الصائبة. كما تم تزويد النظام بخصائص الذكاء الاصطناعي للتنبؤ والتوقع المستقبلي، من خلال أدوات تشمل روبوت المحادثة الذكي، وخطط تخفيف آثار تحليل تأثير الأعمال (BIA)، بالإضافة إلى التنبؤ بالطلب على وحدات الدم، وهو ما انعكس على تحسين إدارة الموارد، وتبسيط الإجراءات، وضمان تقديم الرعاية في الوقت المناسب.
وشملت التحديثات أيضاً تطوير التقرير الشهري للمخزون الاستراتيجي باستخدام صيغ جديدة تتيح الحفاظ على مستويات المخزون طوال العام، إلى جانب التكامل مع الإسعاف الوطني للإخطار بحالات الإصابات الجماعية حتى إغلاق الحالة، الأمر الذي يضمن سرعة الاستجابة والتوثيق الكامل للحالات. كما تم ربط النظام بغرف التحكم في جميع المستشفيات لتوفير تنبيهات مباشرة ومتابعة دقيقة للأحداث، مع تسجيل البيانات بشكل شامل داخل النظام.
وفي إطار التعاون مع الجهات الوطنية، تم تفعيل لوحة متابعة للأمراض المعدية، خصوصاً الأمراض الحيوانية المصدر، بالتكامل مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث (NCEMA) ووزارة التغير المناخي والبيئة، بما يتيح إشعاراً مبكراً لمرافق المؤسسة، ويعزز المتابعة مع الصحة العامة. كما أضيفت خاصية تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتنبيه لمرضى الربو أثناء تقلبات الطقس، ما يسهم في تحسين جودة حياتهم.
وأكدت المؤسسة أن نظام «غياث» بتحديثاته الجديدة أصبح منصة متطورة قادرة على مواكبة التحديات، وتلبية متطلبات السلامة المجتمعية.
أخبار متعلقة :