«خط أحمر» حول المخالفات السلوكية والمهنية في المدارس

ابوظبي - سيف اليزيد - دينا جوني (أبوظبي) 

أصدرت وزارة التربية والتعليم، دليلاً جديداً شاملاً للمخالفات المهنية والسلوكية، يستهدف جميع الكوادر العاملة في المدارس الحكومية. وصنّفت الوزارة التجاوزات إلى أربعة مستويات، بحسب خطورتها وأثرها على الطلبة والبيئة التعليمية والمجتمع، بدءاً من المخالفات محدودة الأثر، وصولاً إلى المخالفات «شديدة الخطورة» التي تستوجب الفصل أو المساءلة القانونية. 
ووضعت «التربية» إطاراً واضحاً للتعامل مع مسألة الدروس الخصوصية، التي صنّفتها ضمن المخالفات شديدة الخطورة، وعلّمتها باللون الأحمر، سواء القيام بالتدريس من قبل المعلم أو تسهيل ذلك من قبل الكوادر والإدارة المدرسية. ولم يفُت الوزارة التركيز على موضوع قبول كوادر المدرسة الهدايا من الطلبة وأولياء أمورهم، وتصنيفها ضمن مخالفات المستوى الثاني. 

مخالفات شديدة الخطورة
أوضح الدليل أن أبرز المخالفات التي تندرج تحت المستوى الرابع، وتشمل قيام المعلم بتقديم الدروس الخصوصية لطلبة مدرسته أو استغلال موارد المدرسة وعلاقاته الوظيفية لأغراض ربحية، إضافة إلى تسهيل هذه الممارسات من قبل الإدارة. كما اعتبر التدخين داخل مباني المدرسة أو ساحاتها، وتداول بيانات الطلبة مع جهات غير مخوّلة، والتمييز بين أعضاء الكادر، ونشر الشائعات أو مقاطع الفيديو من المدرسة، من المخالفات التي تهدد البيئة التعليمية. وضمّت القائمة كذلك تشكيل علاقات غير لائقة مع الطلبة أو التواصل الإلكتروني المخلّ بالآداب، وأي سلوك لفظي أو فعلي ينمّ عن الشذوذ الجنسي أو التوجّه غير السوي.

مخالفات خطيرة
تشمل مخالفات المستوى الثالث التستّر على حالات الإيذاء النفسي أو الجسدي للطلبة، وإفشاء معلومات عن أولياء الأمور، والتلاعب في سجلات الحضور والغياب، والتهاون في مراقبة الامتحانات، أو القيام بممارسات تسهّل الغش، إلى جانب هدر الموارد المالية وتسجيل بيانات غير دقيقة في السجلات الأكاديمية بدافع المحسوبية أو العلاقات الشخصية.

مخالفات متوسطة وأولية
أورد الدليل أن مخالفات المستوى الثاني تشمل قبول الهدايا القيّمة من الطلبة وذويهم، والتهاون في تطبيق لائحة السلوك، والنوم أثناء العمل، والتأخر عن العمل من دون إذن، في حين اعتبر أن من مخالفات المستوى الأول التعدي على الصلاحيات الإدارية، وعدم احترام التسلسل الوظيفي، أو أي تصرف يعيق التعرّف على الموظف أثناء ساعات العمل.

إطار القيم والمبادئ
بيّن الدليل مفهوم السلوك المهني وأخلاقيات الوظيفة العامة، مؤكداً أن السلوك المهني يتمثل في أداء الموظف واجباته الوظيفية بأمانة ونزاهة وموضوعية، ضمن حدود الصلاحيات الموكلة إليه، وبحسن نية، بعيداً عن الإهمال أو مخالفة القانون أو الإضرار بمصلحة العمل، بما يحقق المصلحة العامة دون أي منفعة شخصية.
كما استعرض الدليل، القيم الأساسية التي يجب العمل في إطارها، وتشمل: المسؤولية والمحاسبة من خلال تحمّل المسؤولية عن الأقوال والأفعال ونتائج الأعمال، والشفافية عبر الوضوح في القرارات والتواصل مع الفريق والمجتمع، وروح الفريق الواحد بالعمل الجماعي مع الموظفين والشركاء، والتركيز على الأولويات.
وقالت الوزارة: إن هذا الدليل يأتي ليعكس أهمية العاملين في المدارس الحكومية ودورهم في بناء أجيال المستقبل، وليوضح مسؤولياتهم في الجوانب التربوية والمهنية والأخلاقية.

توضيح القواعد 
قالت الوزارة: إن الدليل يسهم في ترسيخ الثقافة المؤسسية في المدارس الحكومية على أسس مهنية وأخلاقية راسخة، وتوضيح القواعد السلوكية للعاملين، بما يعزز دورهم الرائد في بناء الطلبة، ورفع مستواهم العلمي والتربوي، وصولاً إلى مراتب عالمية، انسجاماً مع رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات.

أخبار متعلقة :