ابوظبي - سيف اليزيد - إبراهيم سليم (أبوظبي)
تختتم، اليوم، في العاصمة أبوظبي فعاليات المؤتمر الدولي «التنبؤ بالطقس: التقدم، التحديات، وآفاق المستقبل» في ظل الذكاء الاصطناعي، الذي ينظمه المركز الوطني للأرصاد برعاية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وشهد المؤتمر على مدار اليومين الماضيين استعراض العديد من أوراق العمل، قدمها نخبة من الخبراء في التنبؤات الجوية، وخبراء في الذكاء الاصطناعي، حيث تمت مناقشة واستعراض 33 ورقة بحثية في اليوم الأول، إضافة إلى 16 في اليوم الثاني، ويتم اليوم استكمال بقية البحوث وأوراق العمل المقدمة.
ويهدف المؤتمر إلى استعراض أحدث التطورات في استخدام الذكاء الاصطناعي على البيانات البيئية، وتعزيز قدرة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية على تطوير خدماتها الوطنية في مجالات التنبؤ بالطقس والمناخ والهيدرولوجيا والبيئة البحرية، إلى جانب تحسين دقة التحذيرات والقرارات المبنية على البيانات البيئية. كما يسعى المؤتمر إلى توضيح الفرص والمخاطر والتحديات المرتبطة بتطبيق هذه التقنيات الحديثة، بما في ذلك تطوير الملاحظات البيئية غير التقليدية وتسريع نشر قدرات التنبؤ البيئي وبناء القدرات، لتمكين الدول الأقل نمواً والدول الجزرية الصغيرة من تقديم خدمات أرصادية دقيقة وفعّالة لمجتمعاتها.
وفي هذا الإطار استضاف المؤتمر نخبة من القادة البارزين من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)، والمركز الأوروبي للتنبؤات متوسطة المدى (ECMWF)، والمنظمة الأوروبية لاستغلال الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية (EUMETSAT). كما شارك فيه أكاديميون من جامعات مرموقة، مثل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وجامعة خليفة، وكلية أبوظبي التقنية، وجامعة شيكاغو للابتكار بالولايات المتحدة الأميركية.
ويهدف المؤتمر إلى إرساء أسس التعاون بين القطاعين العام والخاص لتوظيف الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام، مع التركيز على ضمان استفادة خدمات الأرصاد الجوية في بلدان الجنوب العالمي من هذه التطورات، بما يعزز قدرتها على حماية مجتمعاتها.
وأكد الدكتور عبدالله المندوس، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومدير عام المركز الوطني للأرصاد، رئيس المؤتمر، أهمية المؤتمر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، الذي يبحث استخدامات الذكاء الاصطناعي في التنبؤات الجوية، وقال: في هذا المؤتمر نناقش التقدم والتحديات وآفاق المستقبل، ولدينا مراكز للتنبؤات المتقدمة وحواسب آلية متطورة، إضافة إلى الأقمار الاصطناعية التي تساعد على زيادة كمية المعلومات في مجال الأرصاد الجوية.
وأشار المندوس إلى أنه بالنسبة إلى الطقس، وخاصة في الغلاف الجوي، من المعروف أنه غير مستقر، وأي تغيير مهما كان بسيطاً يؤدي إلى تغير في التنبؤات الجوية... كما أن هناك كثيراً من المناطق في العالم تنقصها معلومات جوية، نظراً لقلة إمكانياتها، كما أن الحالات الجوية المتطرفة تسبب تغيراً في التنبؤات، كما أن ظاهرة التغير المناخي تعمل على التغير في التنبؤات أيضاً.
تنبؤات جوية دقيقة
وحول آفاق المستقبل، فإن المؤتمر يبحث عن الخروج بنتيجة لعمل هجين بين التنبؤات الفيزيائية وتنبؤات الذكاء الاصطناعي، والاستعانة بالمعلومات المتحصل عليها من التنبؤات ومحطات الطقس والأقمار الاصطناعية، وكل ما يتم قراءته تصب في مصلحة الذكاء الاصطناعي، وكذلك التعاون الدولي. وهذه تعد إحدى مسؤوليات ومهام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بالتعاون مع المؤسسات الدولية والمؤسسات الحكومية في جمع البيانات، وما ينتج عن ذلك. ومن خلال الكونجرس للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيتم توجيه نداء لجميع عناصر القطاع الصناعي للتعاون والاستفادة من الذكاء الاصطناعي للوصول إلى تنبؤات جوية دقيقة، في الطقس والمناخ والبيئة
أخبار متعلقة :