نــدوة لـ«ترينــدز» تؤكــد أهميـة الاتصــال الحكومي في مواجهة الأزمات الغذائية

ابوظبي - سيف اليزيد - أبوظبي (الاتحاد)
يواصل مركز تريندز للبحوث والاستشارات مشاركته في النسخة الـ14 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، باعتباره شريكاً استراتيجياً، حيث شهدت منصة «تريندز» إقبالاً كبيراً من كبار الشخصيات والمسؤولين والأكاديميين والإعلاميين، وزار المنصة سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، وتعرف على طبيعة مشاركة المركز وفعالياته العلمية والبحثية التي ينظمها في المنتدى.


بينما كرّم طارق سعيد علاي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، مركز تريندز للبحوث والاستشارات، باعتباره شريكاً استراتيجياً للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، وذلك للعام الثالث على التوالي، حيث يدعم المركز المنتدى بمجموعة من الفعاليات العلمية والبحثية والدراسات المتعلقة بالابتكار والأمن الغذائي.

 

تمكين المجتمعات

وفي سياق متّصل، عقد «تريندز» ندوة «الاتصال الحكومي كأداة لتمكين المجتمعات من مواجهة الأزمات الغذائية»، ضمن مساهمته في المنتدى، وأكد المشاركون أهمية أدوات الاتصال الحكومي والإعلام الفعّال في قيادة المجتمعات نحو التكيّف والاستجابة الذكية ورفع الوعي العام بالتحديات الغذائية، إلى جانب تنسيق الجهود الوطنية لمكافحة الفقر الغذائي، وتعزيز الإنتاج المحلي المستدام كخط دفاع أول ضد تقلبات السوق العالمي.
وأوضح المتخصصون، في الندوة التي أدارها، علي عبدالله آل علي، مدير مكتب «تريندز» في دبي، أن الاتصال الحكومي أصبح عنصراً مركزياً في تمكين المجتمعات من فهم المخاطر الغذائية والتحرك لمواجهتها، عبر تبني خطاب اتصالي قائم على الشفافية والاستباقية، ودعم السياسات الوطنية لمكافحة الفقر الغذائي، وتغيير قواعد بناء الرسائل المجتمعية وقت الأزمات.

الأمن الغذائي المستدام

واستهلت مناقشات الندوة هاجر بخيت الكتبي، مديرة إدارة الاتصال الحكومي في وزارة التغير المناخي والبيئة، قائلة إن دمج التكنولوجيا والإعلام لتعزيز الأمن الغذائي في دولة الإمارات ليس خياراً، بل ضرورة استراتيجية وحتمية للمستقبل، حيث أدركت قيادة الدولة مبكراً أن مواجهة تحديات الأمن الغذائي تتطلب قفزات تكنولوجية غير مسبوقة لإيجاد حلول لتحديات نقص المياه والتربة والمناخ الحار، مبينة أن تبني المجتمع والشركاء لهذا النهج مرهون بفعالية الرسائل الاتصالية وقدرتها على تحويل الابتكار الزراعي إلى ثقافة مجتمعية، ما ينعكس على كامل القطاع وتعزيز الأمن الغذائي المستدام.
وأشارت الكتبي إلى أن مبادرة «الابتكار الزراعي للمناخ» التي أطلقتها دولة الإمارات بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، لم تكن مجرد شراكة لتمويل المشاريع، بل كانت أداة اتصال استراتيجية نجحت في بناء سردية عالمية جديدة حول أهمية الابتكار الزراعي لمواجهة تغير المناخ، كما بلغ هذا النهج ذروته خلال مؤتمر الأطراف COP28، حيث تحوّل إلى أضخم منصة اتصال حكومي تروّج للاستدامة.
وأضافت، أنه من خلال عدد من المبادرات وورش العمل الذي علمت الطلاب وأفراد المجتمع كيفية الزراعة، نجحت دولة الإمارات في تحويل التكنولوجيا من مفهوم معقد إلى ممارسة، يمكن تبنيها في المنازل والمدارس، مما خلق حالة مجتمعية فريدة يشعر فيها الفرد بأنه شريك في تحقيق رؤية وطنية كبرى.

سرعة الاستجابة الاتصالية

أكد بدر حسن الشحي، مدير إدارة الاتصال والمشاركة المجتمعية في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، أن الشفافية الحكومية وسرعة الاستجابة الاتصالية عنصران حاسمان في بناء الثقة العامة خلال الأزمات، ففي ظل الانتشار السريع للمعلومات عبر مختلف الوسائط، تبرز الشفافية الحكومية كضرورة حتمية، إذ يؤدي التعتيم أو الصمت إلى فقدان الثقة والسمعة، وتفشي الشائعات، خاصة في حالات الأزمات والمشكلات والتحديات التي تتطلب تفاعلاً سريعاً.
وأوضح الشحي أن جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية في أبوظبي، وعلى مستوى الدولة تعمل بتنسيق عالٍ وتناغم، وذلك للاستجابة الفعالة للأزمات، مع الالتزام بمبادئ الاتصال الفعّال في الطوارئ، بينما تتبنى هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية نهجاً استباقياً في إدارة الأزمات، حيث تشتمل خطة الاتصال الخاصة بها على آليات للتعامل مع جميع الأزمات المتعلقة بالقطاع الزراعي والغذائي، ويأتي على رأسها الشفافية وسلاسة ووضوح المعلومات، وتنسيق الرسائل مع الجهات الحكومية ذات الصلة.

وبيّن بدر الشحي أن أزمة «كوفيد-19» تعتبر تجربة محورية أظهرت قدرتنا على تجسيد مبادئنا وتعزيز قيمة الشفافية.

أخبار متعلقة :