ابوظبي - سيف اليزيد - مريم بوخطامين (أبوظبي)
في خطوة تعكس روح الابتكار وريادة الشباب الإماراتي، نجحت الطالبتان تُقى محمد العبدولي وسارة حسن الكعبي، من كليات التقنية العليا، في تطوير مشروع SRMERS وهو نظام ذكي لإدارة مياه الأمطار والاستجابة للطوارئ، وهو ابتكار وطني واعد يهدف إلى تحويل تحديات الأمطار الغزيرة والفيضانات إلى فرص للأمان والاستدامة.
وانطلقت فكرة المشروع، بحسب الطالبة تُقى العبدولي، طالبة في تخصّص شبكات تكنولوجيا المعلومات من كليات التقنية العليا بالفجيرة، عقب موجة الأمطار الغزيرة جداً التي شهدتها الدولة، وقد دفعها ذلك مع زميلتها الطالبة سارة الكعبي، المتخصّصة في تكنولوجيا المعلومات والحوسبة السحابية، إلى ابتكار فكرة ومشروع تتم من خلاله الاستفادة من مياه الأمطار والكميات الكبيرة التي يتم رصدها، منوهة إلى أنهما بعد إنجاز هذا المشروع، الذي لاقى صدى واسعاً، بدأتا معاً مسيرة تطويره وتحويله من فكرة جامعية إلى نموذج ابتكاري متكامل.
ونوهت إلى أن فكرة المشروع تكمن في إرسال رسائل وبيانات يتم نقلها عبر شبكات الإنترنت كمراحل متتالية لحظة التنبؤ بالأمطار حتى مرحلة التخزين، وقد تمت الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والإنترنت، وتم العمل في المشروع وتجهيزه لمدة لا تقل عن 9 أشهر، وبعد حصوله على المركز الأول من بين مشاريع الكلية، تم عرضه على مسابقة بأكاديمية صناع التغيير، وتأهل للمرحلة التالية، والتي عرض فيها أكثر من 115 مشروعاً من جنسيات دولية.
المركز الأول
وقالت سارة الكعبي: إن المشروع حصل على المركز الأول بين مشاريع التخرج في كليات التقنية العليا، وهو ما شكّل نقطة انطلاق قوية، تبعتها المشاركة في عدد من المعارض والفعاليات الوطنية.
وقد عرضت الطالبتان فكرتهما أمام خبراء ورواد أعمال تلقوا المشروع بترحيب كبير، وأكدوا أهميته في دعم الأمن المائي والحد من أخطار الفيضانات، ناهيك ترشيح المشروع ضمن أفضل 100 مشروع في Changemakers Academy، الدولي، مما عزز مكانته كحل ابتكاري قابل للتطوير والتوسع.
تقنيات
وحول نظام المشروع أوضحت أنه يقوم على تقنيات ذكية للتنبؤ المبكر بالفيضانات، وإرسال تنبيهات فورية للجهات المعنية، إضافة إلى تشغيل المضخات تلقائياً لحماية الطرق والمنازل، وتحويلها نحو خزانات تجميع المياه، كما يتيح أيضاً حلولاً عملية لتخزين فائض المياه وإعادة استخدامها في الزراعة والري، مما يسهم في تعزيز الأمن المائي والغذائي للدولة.
وتسعى تُقى العبدولي وسارة الكعبي، خلال المرحلة المقبلة، إلى تطوير نسخة عملية متكاملة من النظام قابلة للتطبيق على مستويات مختلفة تشمل المنازل، والمزارع، والمدن، مع طموح أن يصبح مشروع SRMERS جزءاً من منظومة الاستدامة الوطنية في دولة الإمارات، ثم الانطلاق نحو أسواق عالمية في الدول التي تواجه التحديات ذاتها.
رؤية
وأكدت الطالبتان أن المشروع لا يُعد ابتكاراً تقنياً فقط، بل هو أيضاً رؤية مستقبلية تهدف إلى جعل الأمطار مصدراً للأمان بدلاً من أن يكون أحياناً سبباً لمخاطر، وتعزيز مكانة الإمارات كدولة رائدة في توظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسان والبيئة.
وأضافتا أنهما تفخران بكونهما شابتين إماراتيتين تسهمان في مسيرة المرأة الإماراتية في الابتكار وريادة الأعمال، وتسعيان إلى أن أن يكون مشروعهما نموذجاً مُلهِماً للشباب في تحويل أفكارهم إلى حلول عملية تخدم المجتمع وتبني مستقبلاً أفضل.
أخبار متعلقة :