ابوظبي - سيف اليزيد - دينا جوني (أبوظبي)
أكد راشد الكعبي، رئيس مجلس الشباب في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن المجلس يعتزم خلال سنته الأولى إطلاق مبادرات حوارية لرصد تحديات طلبة الجامعات وتطلعاتهم، إلى جانب مبادرات نوعية تدعم مسيرتهم، مثل فرص العمل الجزئي لطلبة الدراسات العليا، وبرنامج «السفراء المبتعثين» لمتابعة الطلبة في الخارج. وأوضح الكعبي في لقاء مع «الاتحاد»، أن المجلس يولي اهتماماً خاصاً بالبحث والتطوير في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المستقبلية، فيما يُسهم أعضاؤه في تصميم رحلة الطالب الجامعية، من خلال تقديم تغذية راجعة مباشرة حول التحديات والفرص، ليصبح إشراك الشباب في صنع القرار ركيزة أساسية لتطوير سياسات التعليم العالي.
وقال: إن تركيز مجلس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للشباب، خلال عامه الأول، ينصبّ نحو تمكين الكفاءات الشابة العاملة في مختلف إدارات الوزارة، للمساهمة في بناء فهم أعمق للتحديات العملية اليومية، وتقديم مقترحات وحلول مبتكرة تسهم في تحسين الأداء المؤسسي، ورفع كفاءته.
رصد التحديات
وأضاف: إن المجلس يعتزم إطلاق مبادرات حوارية مع طلبة الجامعات، عبر تنظيم مناظرات ولقاءات مفتوحة؛ تهدف إلى الاستماع المباشر لآرائهم وتطلعاتهم، ورصد التحديات التي يواجهونها في مختلف مؤسسات التعليم العالي داخل الدولة. وستكون هذه المناظرات بمثابة قناة تفاعلية تربط بين الوزارة والطلبة، لضمان صياغة سياسات أكثر استجابة لاحتياجاتهم الفعلية، وتعزيز جسور التواصل بين صانعي القرار والجيل الشاب. وبهذا التوجه، يسعى المجلس إلى أن تكون السنة الأولى منصة لوضع الأسس الأولى لعمل مؤسسي منظم، يجمع بين تعزيز تمكين الشباب داخل الوزارة، والانفتاح على آراء طلبة الجامعات، بما يضمن تحقيق قيمة مضافة حقيقية لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي في الدولة.
وأشار إلى أن المجلس أطلق مجموعة من المبادرات النوعية، التي تركز على تطوير رحلة الطالب من القبول وحتى التخرج وربط مخرجات التعليم بمتطلبات سوق العمل. وتشمل المبادرات متابعة الطلبة المبتعثين، إطلاق برنامج «مرشد أكاديمي»، ومبادرة «السفراء المبتعثين»، إضافة إلى توفير فرص عمل جزئي لطلبة الدراسات العليا لدعم زملائهم في مرحلة البكالوريوس. كما يعمل المجلس على تعزيز التواصل مع الجامعات عبر الزيارات الميدانية والاستبانات، وإبراز قصص النجاح، بما يسهم في تمكين الطلبة أكاديمياً وبحثياً ومهنياً، ويدعم بناء جيل مؤهل قادر على المنافسة والإبداع.
خطة تشغيلية
أكد الكعبي حرص المجلس منذ تأسيسه على وضع خطة تشغيلية واضحة وخريطة طريق متكاملة تحدد أولوياته خلال المرحلة المقبلة، بما ينسجم مع رؤية الوزارة وأهدافها الاستراتيجية. وتقوم هذه الخطة على تعزيز رحلة الطالب منذ دخوله إلى المؤسسة الأكاديمية وحتى تخرجه، مع ضمان توفير الدعم والتوجيه المناسب في مختلف المراحل. كما تهدف إلى ربط مخرجات التعليم العالي باحتياجات سوق العمل، بما يعزز جاهزية الخريجين ويزودهم بالمهارات المطلوبة للقطاعات الحيوية. وتُولي الخطة اهتماماً خاصاً بالبحث والتطوير، مع التركيز على المجالات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات المستقبلية، إلى جانب تعزيز التعاون والشراكات مع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة لتبادل الخبرات، وتوسيع نطاق الاستفادة. كما تركّز على تعزيز قنوات التواصل مع الطلبة المبتعثين لضمان متابعة مسيرتهم الأكاديمية ودعمهم خلال فترة دراستهم. إضافة إلى ذلك، يعمل المجلس ضمن هذه الخطة على دعم الجهود الوطنية الرامية إلى تطوير السياسات والتشريعات التي تعزز حوكمة التعليم العالي وترفع كفاءته.
قرار الشباب
أوضح الكعبي، أن إشراك الشباب في عملية صنع القرار يعتبر أحد المحاور الأساسية لعمل المجلس، من خلال التعرف على آرائهم واقتراحاتهم بشكل منهجي، ونقلها إلى دوائر صنع القرار في الوزارة، بحيث تُترجم هذه الرؤى إلى سياسات عملية وقرارات ملموسة. كما يسهم أعضاء المجلس في تصميم رحلة الطالب الجامعية، عبر تقديم تغذية راجعة مباشرة حول التحديات والفرص، سواء داخل الوزارة أو في مؤسسات التعليم العالي. وبهذه الآلية، يصبح صوت الشباب جزءاً فاعلاً من عملية التطوير المؤسسي، بما يضمن أن تكون السياسات الجديدة منبثقة عن احتياجاتهم وتجاربهم، ويجعلهم شركاء حقيقيين في صياغة مستقبل التعليم العالي في الدولة.
أخبار متعلقة :