ابوظبي - سيف اليزيد - حوار: (سامي عبدالرؤوف)
أكد ستيفن أندرسون مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي بدولة الإمارات، وممثل البرنامج لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة شريك راسخ في مكافحة الجوع على المستوى العالمي، ويتجلى ذلك في الأزمات الإنسانية.
وقال في حوار مع «الاتحاد»: من خلال شراكاتها الاستراتيجية، ونهجها المبتكر، وبرامج بناء القدرات، ودعمها المالي، تؤكد الإمارات التزاماً واضحاً بإنقاذ الأرواح وبناء مجتمعات قادرة على الصمود، كما تجسّد ريادتها في الجهود الخيرية نموذجاً لتقديم الإغاثة العاجلة والحلول المستدامة».
وأعلن انه منذ بداية هذا العام وحتى الآن، أرسل مستودع الأمم المتحدة للاستجابة للحالات الإنسانية في دبي الذي يديره برنامج الأغذية العالمي 264 شحنة، دعمت 77 دولة شهدت حالات طوارئ خلال العام الجاري، مشيراً إلى أنه بلغ وزن هذه الشحنات 3 ملايين كيلوجرام بقيمة تجاوزت 18 مليون دولار.
وفيما يلي نص الحوار:
أشار ستيفن أندرسون مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي بدولة الإمارات وممثل البرنامج لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي، إلى أن رؤية دولة الإمارات للعمل الإنساني، قائمة على التضامن والأمل لصالح المجتمعات الأكثر ضعفاً، وتُعزّز شراكاتها الاستراتيجية مع المنظمات الدولية، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي، أثر جهودها، بما يضمن إيصال المساعدات بكفاءة وفاعلية إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها.
وأضاف أن دولة الإمارات قدمت في عام 2024، ما يقارب 60 مليون دولار دعماً لعمليات برنامج الأغذية العالمي في كل من غزة والسودان، وتشاد وجنوب السودان وسوريا، موضحاً أن البرنامج يعمل بشكل وثيق مع مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، التي نجحت في عام 2024 في تقديم مليار وجبة للمجتمعات الأكثر ضعفاً في مناطق مثل غزة وتشاد وسوريا، وقد أسهم البرنامج في هذا الإنجاز الكبير عبر توفير ما لا يقل عن 300 مليون وجبة».
وقال: «تعد الإمارات لاعباً رئيسياً في تعزيز الجهود الإنسانية العالمية ودعم التعاون الإقليمي، حيث تجمع بين الربط الاستراتيجي والقيادة الإنسانية الفاعلة».
وأضاف: «انطلاقاً من مدينة دبي، يمكن لبرنامج الأغذية العالمي الوصول إلى ما يقرب من ثلث الأشخاص الذين يخدمهم، والبالغ عددهم 120 مليون شخص، في غضون أربع إلى ست ساعات فقط، ما يسلط الضوء على الدور الحيوي لدولة الإمارات في دعم الأمن الغذائي العالمي.
وتابع: «إلى جانب البنية التحتية، تدعم دولة الإمارات العربية المتحدة برنامج الأغذية العالمي بمساهمات عينية، بما في ذلك عمليات النقل الجوي، ومساحة الشحن، وخدمات النقل المجانية».
الخطة المستقبلية
وعن إمكانية التوسع مستقبلاً لدور برنامج الأغذية انطلاقاً من الإمارات، كشف أندرسون عن أن البرنامج يعتزم توسيع نطاق استخدامه لمرافق دبي الإنسانية في مجالات الشحن الجوي والنقل البحري والبري، بما يسهم في تسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة بالنزاعات والكوارث الطبيعية بشكل أكثر كفاءة.
وذكر أنه بالإضافة إلى الاستجابة الطارئة المنقذة للحياة، يسعى برنامج الأغذية العالمي إلى الاستفادة من دبي كمنصة استراتيجية لدعم برامجه طويلة الأجل، بما في ذلك برامج التغذية المدرسية، والتدخلات التغذوية الطارئة، والمبادرات الهادفة إلى تعزيز صمود أصحاب الحيازات الصغيرة وتحسين سبل عيشهم.
الدعم اللوجستي
بالنسبة للدعم اللوجستي الذي يحصل عليه البرنامج من قبل دولة الإمارات بصفة عامة، وحكومة دبي بصفة خاصة، أكد أندرسون: تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة شريكاً رئيسياً لبرنامج الأغذية العالمي لأكثر من عقدين، مستضيفةً مقره في دبي ومحوّلةً المدينة إلى أحد أهم مراكز اللوجستيات العالمية للبرنامج. وبفضل بنيتها التحتية المتطورة وموقعها الجغرافي المركزي، تمكّن الإمارات البرنامج من التحرك بسرعة وكفاءة لتقديم المساعدات الإنسانية في أي مكان حول العالم. وتعتبر دولة الإمارات مركزاً إقليمياً مفيداً للتعاون متعدد الأطراف، حيث تجمع بين الربط الاستراتيجي والقيادة الإنسانية الفاعلة.
وعن المساعدات التي تم إرسالها انطلاقاً من الإمارات منذ بداية العام وحتى الآن، ذكر ستيفن أندرسون مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي بدولة الإمارات وممثل البرنامج لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي، أنه منذ بداية هذا العام وحتى الآن، أرسل مستودع الأمم المتحدة للاستجابة للحالات الإنسانية الذي يديره برنامج الأغذية العالمي 264 شحنة. وقال: «وقد دعّمت هذه الشحنات، التي بلغ وزنها 3 ملايين كيلوجرام بقيمة تجاوزت 18 مليون دولار، 77 دولة شهدت حالات طوارئ خلال العام».
وبشأن كمية المواد الغذائية والإنسانية التي تم إيصالها العام الماضي، أجاب: «في عام 2024، تمكّن مستودع الأمم المتحدة للاستجابة للحالات الإنسانية في دبي، الذي يديره برنامج الأغذية العالمي، من إدارة شحنات إنسانية بقيمة 40 مليون دولار أميركي، لخدمة 22 شريكاً».
وقال: شملت هذه المساعدات، مواد غذائية وعناصر الإغاثة الرئيسي، مثل الملاجئ الجاهزة، وأدوات النظافة، وخيام العائلات ووحدات التخزين المتنقلة ووحدات الحاويات ومولدات الديزل، وتم توصيل تلك المساعدات إلى 65 دولة وإقليماً، بحمولة قدرها 1.908.5 طن متري من المساعدات الإنسانية».
وأضاف: «كما قام المركز العالمي للأسطول التابع لبرنامج الأغذية العالمي بتسليم 115 شاحنة متخصّصة، وتجهيز 670 مركبة خفيفة ومدرعة، منها 150 مركبة مخصّصة لشركاء الأمم المتحدة».
غزة
قال ستيفن أندرسون مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي بدولة الإمارات وممثل البرنامج لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي: «بالنسبة إلى غزة، ومنذ بداية الأزمة في 2023، نفّذ البرنامج عبر مستودع الأمم المتحدة للاستجابة للحالات الإنسانية في دبي، 67 شحنة بقيمة 8.7 مليون دولار لـ14 شريكاً، تضمّنت هذه الشحنات مولدات كهرباء، وحدات تخزين متنقلة، مركبات مدرعة، ومساعدات غذائية حيوية».
أما في السودان، فقد شحن برنامج الأغذية العالمي من ميناء جبل علي أكثر من 14.000 طن متري من دقيق القمح، تكفي لإطعام 1.4 مليون شخص لمدة ثلاثة أشهر.
وحول طبيعة ونوعية المواد الغائية التي تم إرسالها، أوضح أن برنامج الأغذية العالمي لا يقوم بشراء المواد الغذائية من دبي، بل يقوم بتوفير السلع الغذائية الأساسية محلياً وإقليمياً في المناطق التي يعمل فيها، ثم يُرسلها من مراكز البرنامج اللوجستية المنتشرة حول العالم لدعم السكان المتأثرين بالنزاعات والنزوح وانعدام الأمن الغذائي.
وقال: «تحتوي هذه الشحنات على مواد غذائية أساسية مثل دقيق القمح، الأرز، العدس، الزيت النباتي، السكر والملح، بالإضافة إلى البسكويت عالي الطاقة والأغذية التكميلية الجاهزة للاستخدام لتلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة، خصوصاً لدى الأطفال والفئات الأخرى الأكثر ضعفاً، يتم تعبئة هذه المواد في سلال غذائية موحدة، مصممة خصيصاً لتناسب العادات الغذائية المحلية والمتطلبات الغذائية».
شراكة قوية
حول أبرز نتائج هذا التعاون مع دولة الإمارات منذ بداية العام الجاري، أفاد ستيفن أندرسون: أن برنامج الأغذية العالمي أقام شراكة قوية وتعاونية مع القطاع الخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يُعد محركاً رئيسياً للتأثير الإنساني خلال عام 2025.
وذكر أنه منذ بداية العام، قام البرنامج بشراء مواد غذائية وسلع وخدمات بقيمة تتجاوز29 مليون دولار أميركي من موردين يتخذون من دولة الإمارات مقراً لهم، ما يسلّط الضوء على الدور الحيوي الذي يؤديه برنامج الأغذية العالمي في تعزيز القطاع الخاص في دعم العمليات الإنسانية العالمية مما يثري الاقتصاد المحلي والشركات الخاصة.
وتطرق ستيفن أندرسون إلى أن الشراكة القائمة تهدف إلى دعم إيصال المساعدات الغذائية لأكثر من 1.5 مليون شخص خلال عام 2025.
وقال: «كما كان للمتبرعين الأفراد في دولة الإمارات دور محوري في دعم جهود برنامج الأغذية العالمي، ولا سيما في المناطق التي يصعب الوصول إليها». وذكر أنه منذ بداية العام، قام البرنامج بشراء مواد غذائية وسلع وخدمات بقيمة تتجاوز29 مليون دولار أميركي من موردين يتخذون من دولة الإمارات مقراً لهم، ما يسلّط الضوء على الدور الحيوي الذي يؤديه برنامج الأغذية العالمي في تعزيز القطاع الخاص في دعم العمليات الإنسانية العالمية، مما يثري الاقتصاد المحلي والشركات الخاصة.
أخبار متعلقة :