ابوظبي - سيف اليزيد - نيويورك (الاتحاد)
اعتبرت دولة الإمارات أن فاعلية الأمم المتحدة رهن بإرادة المجتمع الدولي، خاصة الدول الكبرى، مشيرة إلى أن الأزمات من غزة لأوكرانيا وقضايا المناخ والتنمية تحاصر المنظمة وتضعها أمام اختبار صعب، جاء ذلك فيما احتفلت الأمم المتحدة بالذكرى السنوية الـ 80 لتأسيسها، حيث اعتبر الأمين العام أنطونيو غوتيريش أن مبادئ الأمم المتحدة تتعرض للهجوم أكثر من أي وقت مضى، وأن السلام المسعى الأكثر شجاعة وعملية وضرورة على الإطلاق.
وقال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، في رسالة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس» أمس: «ونحن نحيي الذكرى الـ 80 لقيام الأمم المتحدة، نجد الأزمات من غزة إلى أوكرانيا وقضايا المناخ والتنمية تحاصر المنظمة وتضعها أمام اختبار صعب».
وأضاف: «وتبقى فاعلية هذا المنبر رهناً بإرادة المجتمع الدولي، خاصة الدول الكبرى، فيما تظل مساحة ضرورية للحوار والبحث عن حلول تعزز السلم والأمن الدوليين».
إلى ذلك، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، على ضرورة العمل لتقوية المنظومة الأممية والدفاع عنها، محذراً من أن مبادئ الأمم المتحدة تتعرض للهجوم أكثر من أي وقت مضى.
جاء ذلك في اجتماع رفيع المستوى عقدته الجمعية العامة للاحتفال بالذكرى الـ 80 لتأسيس الأمم المتحدة، حيث تضمنت الفعالية فقرة لتكريم الموظفين الأمميين الأوائل الذين عانوا ويلات الحرب لخدمة البشرية ببناء منظمة استثنائية تجتمع فيها كل الدول لحل المشاكل التي يتعذر على أي دولة حلها بمفردها.
وأكد غوتيريش أثناء الاجتماع أن تعزيز المنظومة الأممية هو هدف أجندة 2030 للتنمية المستدامة وميثاق المستقبل ومبادرة (الأمم المتحدة 80).
وأضاف أن الاختبارات التي ستمر بها الأمم المتحدة خلال الـ 80 عاماً المقبلة ستكون مألوفة وجديدة على حد سواء، منبهاً إلى أن المعركة ضد الجوع والفقر ستستمر، بالإضافة إلى الفوضى المناخية وعسكرة الفضاء الخارجي.
ووجّه الأمين العام رسالة أمام الجمعية العامة بأن «السلام هو المسعى الأكثر شجاعة وعملية وضرورة على الإطلاق»، داعياً إلى العمل لتحقيق وعد السلام.
من جانبها، قالت رئيسة الجمعية العامة في دورتها الـ 80 أنالينا بيرلوك، إن «اليوم ليس مناسبة للاحتفال، بل لتذكر الدروس الصعبة واستجماع الشجاعة مرة أخرى لإيجاد الأمل بدلاً من الاستسلام».
وأضافت بيرلوك أن الأوقات الحالية تبدو حالكة مرة أخرى، بينما يقف العالم عند مفترق طرق، مستشهدة بعواقب حرب غزة واستمرار الحرب في أوكرانيا والعنف في السودان والعصابات في هايتي ونشر الكراهية، والفيضانات والجفاف في سائر أنحاء العالم.
وسلطت الضوء على نشأة المنظومة الأممية في وقت كان العالم يتوق فيه إلى الأمل ليجتمع «قادة شجعان»، ويقدموا هذا الأمل عبر ميثاق الأمم المتحدة.
وقالت رئيسة الجمعية: «عند توقيعه في 26 يونيو 1945 كان الميثاق أكثر من مجرد إعلان سياسي آخر، وكان وعداً من القادة إلى شعوبهم، ومن الدول إلى بعضها البعض أن البشرية تعلمت من أحلك فصولها».
وبينت أن «الميثاق لم يكن وعداً بتقديم الجنة للبشر، ولكن بعدم تكرار الانجرار أبداً إلى الجحيم من قبل قوى الكراهية والطموح الجامح».
وفي السياق، أكدت بيآتا مينل رايزنجر، وزيرة خارجية النمسا، أهمية دور منظمة الأمم المتحدة، داعية إلى إصلاح المنظومة الأممية، بما يضمن جاهزيتها لمتطلبات المستقبل.
وأكدت رايزنجر أن «التعاون والتضامن وحدهما كفيلان بتحقيق الأمن».
وثمّنت الوزيرة ماينل رايزنجر الدور المحوري لمنظمة الأمم المتحدة، مشددة على «سيادة قوة القانون وليس حق الأقوى على المستوى الدولي»، وأوضحت أن هذه الرؤية تقف وراء ترشح النمسا لعضوية مجلس الأمن الدولي للفترة 2027 - 2028.
وقالت: «نريد أن نتحمل المسؤولية مجدداً ونساهم بفعالية في بناء الأمن».
أخبار متعلقة :