جائزة أبوظبي: 5 مجالس تجمع المكرمين لسرد قصصهم الملهمة

ابوظبي - سيف اليزيد - هدى الطنيجي (أبوظبي)

تواصل جائزة أبوظبي تنظيم الجلسات التوعوية الخاصة بالتعريف بالجائزة ضمن دورتها الثانية عشرة، بالتعاون مع مجالس أبوظبي بمكتب شؤون المواطنين والمجتمع في ديوان الرئاسة.
يأتي ذلك احتفاءً بالذكرى العشرين لانطلاقها، وتماشياً مع عام المجتمع في دولة الإمارات، حيث تهدف الجلسات إلى تعريف الجمهور بجائزة أبوظبي وأهدافها، وبيان قيمها ورسالتها، التي تؤكد أهمية إبراز الشخصيات التي تملك رؤية واضحة، والتزاماً راسخاً بقيمها، وقدرة على تجاوز التحديات لتكون أعمالهم الخيّرة مصدر إلهام للآخرين، ذلك إلى جانب دعوة الأفراد من المواطنين والمقيمين لترشيح أشخاص أسهموا في خدمة مجتمع الإمارات. 
وتعكس هذه الخطوة جوهر جائزة أبوظبي، التي تُقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بهدف تكريم الأفراد الملهمين الذين يسهمون بإخلاص وإيثار في خدمة المجتمع.

وقالت أمل العامري، عضو اللجنة المنظمة لجائزة أبوظبي: أطلقت جائزة أبوظبي سلسلة من الجلسات التوعوية بالتعاون مع مجالس أبوظبي بمكتب شؤون المواطنين والمجتمع في ديوان الرئاسة، والتي جاءت بعدد من المجالس في أبوظبي، ومدينة العين ومنطقة الظفرة لتعزيز ثقافة العطاء والمسؤولية المشتركة بين أفراد المجتمع، خاصة أن الجلسات التوعية تشهد حضور المكرمين ممن لهم الدور الكبير في تحفيز الآخرين على الانخراط في العمل التطوعي وخدمة المجتمع، وتقديم نماذج يحتذى بها، وتعزيز روح المشاركة المجتمعية، ودعوة الجميع نحو ترشيح أصحاب الأعمال الخيرة الذين لجهودهم وأعمالهم أثر إيجابي ملموس في حياة الآخرين، ولتبقى الجائزة منصة للاحتفاء بالملهمين في الدولة.
وأضافت أمل أن الجلسات تم تنظيمها لتعريف الجمهور بالجائزة، بحضور عدد من المكرمين في دوراتها السابقة لمشاركة قصصهم الملهمة وأثرها في المجتمع ضمن مجالات مختلفة منها في مجال الصحة، التعليم، تمكين الشباب، الثقافة، والتنمية المجتمعية وغيرها. وقد تميزت هذه الشخصيات بتفانيها وجهودها الدؤوبة في خدمة المجتمع، وهو ما أهلهم للتكريم. أنهم أشخاص سعوا بكل إخلاص وعزيمة لمواجهة التحديات، ما جعل من أعمالهم نموذجاً يحتذى به في العطاء والالتزام لخدمة الآخرين.
وذكرت أنه قد نُظمت 5 جلسات، منها في مجلس الصاروج، ومجلس الطوية في مدينة العين بحضور فاطمة الكعبي، وذيبان المهيري مكرمي جائزة أبوظبي في دورتها التاسعة وكانت لمشاركتهم الفاعلة دور حيوي. كما أقيمت جلسات أخرى في كل من مجلس الهواشم، ومجلس السمحة، وبتاريخ 8 أكتوبر ستقام جلسة في مجلس مدينة زايد، منطقة الظفرة.

المشاركة الإيجابية
قالت فرح هاشم القيسية المكرمة بجائزة أبوظبي في دورتها التاسعة: إن الجلسات التوعوية التي انطلقت على هامش الدورة الثانية عشرة من جائزة أبوظبي تأتي لبيان أهمية ترشيح أفراد المجتمع للأشخاص الملهمين من مختلف المجالات، ممن تركوا الأثر الطيب، ويسهمون في خدمة المجتمع، لتعزيز قيم التعاون والمشاركة الإيجابية في بناء مستقبل أفضل، وزيادة مساهمتهم الفاعلة في التغيير الإيجابي. 
وأكدت أن تكريمها بجائزة أبوظبي هو تقدير لإنجازات المكرمين لما بذلوه بإيثار وتفان، وما له أثر على بيئتهم المجتمعية ليحدثوا فارقاً إيجابياً، مشيرة إلى أن التكريم بهذه الجائزة المرموقة يُعد حافزاً، مشيرة إلى أن الجائزة تفتح أمام المكرمين آفاقاً أوسع لمزيد من العطاء والإبداع.
ودعت فرح الجميع إلى ترشيح أفراد المجتمع الملهمين ممن لهم بصمة مؤثرة في مختلف مجالات الحياة، على سبيل المثال في الرعاية الصحية والعمل التطوعي والابتكار العلمي وصون التراث وحماية البيئة ودعم وتمكين أصحاب الهمم، بما يجسد قيم العطاء والتلاحم التي تميّز مجتمع الإمارات.
وكانت فرح قد نشأت وهي تعاني التلعثم في النطق، ما جعلها تواجه تحديات واسعة، أبرزها الخجل من التحدث والانعزال عن الآخرين، ولكن مع مرور الوقت استطاعت تجاوز هذه الصعوبات، وسعت بوعي وفاعلية إلى تغيير النظرة النمطية المرتبطة بالتلعثم، معتبرة إياه مجرد لكنةٌ أخرى.
وأطلقت فرح منصة «المتأتئين في الإمارات» عام 2013، والتي كانت تُعد آنذاك أول منصة من نوعها تُعنى بمصابي التأتأة، حيث وفرت لهم مساحة للتواصل والدعم المتبادل مع من يشاركونهم التحدي ذاته، وهدفت المبادرة غير الربحية إلى تمكين المتلعثمين وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي حول التلعثم وسبل التعامل مع المصابين به.
واتبعت فرح طرق متعددة لنشر التوعية في المجتمع بهذا الاضطراب، ومنها استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والمشاركة في ندوات وجلسات نقاش على مستوى الدولة للتحدث عن تجربتها مع الاضطراب.كما شاركت فرح عام 2016 في فيلم وثائقي بعنوان «مجرد لكنة أخرى»، وعُرض الفيلم ضمن فئة الأفلام القصيرة في مهرجان «كان» السينمائي في فرنسا، حيث تناول اضطراب التلعثم، وأثره على المصابين به، وتعزيز مستويات الثقة لديهم، وتعزيز الوعي حوله في المجتمع.

نبذة عن جائزة أبوظبي
جائزة أبوظبي هي مبادرة حكومية تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. انطلقت الجائزة عام 2005 بهدف تكريم الأفراد الملهمين الذين كرسوا وقتهم وجهدهم في مساندة الآخرين من دون مقابل، بينما يساهمون في تنمية مجتمع دولة الإمارات. 
وتُرحّب الجائزة بمشاركة الأفراد من جميع أنحاء دولة الإمارات، حيث تُتيح لأفراد المجتمع ترشيح أولئك الأشخاص الملهمين بغض النظر عن العمر أو الجنسية أو المهنة. ويشمل ذلك مواطني الدولة والمقيمين وحتى غير المقيمين الذين كان لأعمالهم الخيّرة أثر إيجابي في دولة الإمارات. فترشيح واحد فقط قد يؤهل الشخص لنيل الجائزة.
وتحتفي جائزة أبوظبي على مدى العشرين عاماً الماضية بمبادئ الخير والعطاء في المجتمع، وقد كرمت حتى الآن 100 شخصية من 18 جنسية مختلفة، خلال 11 دورة.

أخبار متعلقة :