الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من الرياض: في خطوة وُصفت بأنها "منجز تاريخي" و"نقطة تحول مفصلية"، وقّعت المملكة العربية السعودية وباكستان اتفاقية دفاع استراتيجي مشترك، تتضمن بنداً صريحاً يعتبر أي هجوم مسلح خارجي على إحدى الدولتين هجوماً على كليهما، مما يرتقي بالعلاقة الممتدة لسبعين عاماً من "شراكة استراتيجية" إلى مستوى "تحالف دفاعي".
هذه الاتفاقية، التي وقعها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني، لا تأتي من فراغ، بل هي التتويج الرسمي لعقود من التعاون العسكري الوثيق. لكنها اليوم تكتسب أهمية مضاعفة "على وقع ما تعيشه المنطقة"، بحسب الأوساط السعودية والباكستانية، حيث تهدف إلى تعزيز قدرات "الردع المشترك" وتكامل القدرات الدفاعية لمواجهة أي تهديد يطال أمن البلدين.
وتضع الاتفاقية إطاراً عملياً واضحاً لهذا التحالف، يشمل تعزيز التعاون في مجال التدريب العسكري، الإنتاج الدفاعي المشترك، وتنظيم تمرينات جوية وبحرية وبرية دورية بين القوات المسلحة للبلدين.
وتؤكد وكالة الأنباء السعودية "واس" أن هذه الشراكة العميقة تستند إلى التزام قيادتي البلدين بنهج سياسي معتدل ومنفتح، وتنسيق مستمر في المحافل الدولية، وهو ما شكّل على مدى 70 عاماً بعداً فاعلاً في نمو العلاقة الثنائية. واليوم، تهدف هذه الاتفاقية إلى الارتقاء بهذا التنسيق إلى أعلى مستوياته، للمساهمة في تحقيق الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي.