الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من دبي: في مشهد اعتبره كثيرون تجسيدًا صريحًا لـ"التحريض الديني"، نشرت فالنتينا غوميز، المرشحة اليمينية المتطرفة لعضوية الكونغرس الأميركي عن الحزب الجمهوري، مقطع فيديو تُشعل فيه نسخة من المصحف باستخدام قاذف لهب، قائلة إنها تسعى إلى "إنهاء الإسلام" في ولاية تكساس.
الفيديو الذي بثّته غوميز على منصة X (تويتر سابقًا)، أثار ردود فعل غاضبة، وسط اتهامات لها بـ"إشعال الكراهية" و"التحريض المباشر على العنف الديني"، خاصة في ظل حساسية المشهد الأميركي تجاه قضايا الحريات والمعتقدات.
غوميز، التي تخوض سباق الترشح لتمثيل الدائرة 31 في ولاية تكساس في انتخابات 2026، قالت في الفيديو:
"بناتكم سيتعرضن للاغتصاب، وأبناؤكم ستُقطع رؤوسهم، إن لم نقضِ على الإسلام مرة وللأبد".
وأضافت: "أميركا دولة مسيحية، وهؤلاء المسلمون الإرهابيون يمكنهم أن يذهبوا إلى أي من الدول الإسلامية الـ57. لا يوجد إلا إله واحد حقيقي، وهو إله إسرائيل".
وختمت الفيديو بعبارة: "أنا مدفوعة بقوة المسيح".
بحسب البيانات الرسمية، يُشكّل المسلمون نحو 1% فقط من سكان تكساس، إلا أن رسائل الكراهية التي تضمّنها الفيديو وُصفت بأنها "مقصودة لاستفزاز التوازن المجتمعي والتحريض العلني"، بحسب مراقبين.
ردود غاضبة: "هذه ليست سياسة، بل فتيل عنف"
التفاعل مع الفيديو كان واسعًا، إذ كتب بودكاستر يُدعى براين آلن على منصة X:
"هذه ليست سياسة. هذا تحريض صريح. عندما تبدأ المساجد بالاحتراق، تذكّروا: هذا الفيديو كان الفتيل، وحزب تكساس الجمهوري هو من قدّم لها الولاعة".
وعلّق مستخدم آخر:
"إنها مستعدة لفعل أي شيء من أجل الشهرة. أي شيء. لماذا يُسمح لشخص كهذا بالتحريض على الكراهية والقتل؟"
أما تعليق ثالث فقال:
"اخرجي من ولايتنا. لا مكان بيننا للكراهية أو لمن لا يؤمن بحقوق الإنسان الأساسية، مثل حرية المعتقد التي يضمنها التعديل الأول في الدستور الأميركي. تعلّمي الأساسيات قبل أن تترشحي للكونغرس".
ماضيها المثير: من تمثيل الإعدامات إلى مهاجمة المثليين
ما أثار الجدل أكثر، هو أن الفيديو الأخير لم يكن الأول من نوعه ضمن سلسلة محتوى صادم تنشره غوميز.
في كانون الأول (ديسمبر) 2024، ظهرت في فيديو وهي تنفّذ محاكاة لإعدام مهاجر، عبر إطلاق النار على دمية موضوعة على كرسي ومغطاة الرأس.
وقالت في ذلك الفيديو: "الأمر بسيط: الإعدام العلني لأي مهاجر غير شرعي يغتصب أو يقتل أميركيًا. لا يستحقون الترحيل، بل الإنهاء".
يُذكر أن غوميز مولودة في كولومبيا، وهاجرت إلى الولايات المتحدة في وقت سابق، ما جعل تصريحاتها المعادية للمهاجرين تثير استغرابًا واسعًا.
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو علّق على الفيديو عبر حسابه الرسمي، قائلًا:
"ليست فقط فاشية أميركية. إنها كولومبية أيضًا. ومهاجرة، لكنها تريد أن تطلق الكراهية ضد المهاجرين. معظم من يُقتلون في أميركا... يُقتلون على يد أميركيين".
سجّل من العنصرية وكراهية المثليين
غوميز نشرت في حزيران (يونيو) 2024، قبيل عطلة Juneteenth (التي تُحيي نهاية العبودية)، منشورًا دعت فيه الأميركيين من أصول إفريقية إلى مغادرة البلاد إذا "لم تعجبهم"، ووصفت العيد بأنه "الأكثر انحطاطًا" بين الأعياد الأميركية، وفق تعبيرها.
وفي شباط (فبراير) 2024، وخلال حملتها لمنصب وزير خارجية ولاية ميزوري، أحرقت باستخدام قاذف لهب مجموعة من الكتب الموجّهة للمراهقين حول قضايا مجتمع الميم، من بينها كتب تعليمية وتعريفية.
وفي أيار (مايو) 2024، ظهرت غوميز وهي تركض مرتدية سترة واقية من الرصاص في أحد أحياء دعم المثليين في ميزوري، قائلة:
"في أميركا، يمكنك أن تكون أي شيء تريده... لذا لا تكن ضعيفًا أو مثليًا".
وقد خرجت لاحقًا من الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ميزوري بعد أن حلّت في المركز السادس.
تحريض لكسب الأضواء؟
تُظهر سلسلة تصريحات وأفعال غوميز نمطًا واضحًا في استخدام الصدمة الإعلامية كأداة دعائية، وسط تعثر فرصها السياسية، إذ لم تحصد أي تقدم ملحوظ في السباقات السابقة، ما دفع مراقبين إلى اعتبار ما تقوم به "محاولات يائسة لحصد الانتباه"، حتى لو جاء على حساب خطاب الكراهية أو الحريات العامة.
ورغم إدانات واسعة، لم تصدر حتى الآن مواقف رسمية من الحزب الجمهوري في تكساس، ما عزز من الاتهامات الموجّهة إليه بـ"التساهل مع التحريض الديني" بحسب وصف معارضين على منصات التواصل.
في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تأثير الخطاب المتطرف على السلم الأهلي في الولايات المتحدة، تمثل تصريحات وأفعال فالنتينا غوميز تحدّيًا مباشرًا للقيم الدستورية الأميركية، وعلى رأسها حرية الدين والتعبير، في بلد يفترض أنه يقوم على مبدأ التعددية واحترام الاختلاف.
* أعدت "الخليج 365" التقرير عن صحيفة The Independent البريطانية: المصدر
أخبار متعلقة :