الأمم المتحدة: خفض الإنفاق رغم تزايد النزوح

ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد مراد (أبوظبي، الخرطوم)

أظهرت نسخة من ميزانية مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أمس، أنها تعتزم تقليص ميزانيتها، رغم استمرار تزايد النزوح نتيجة أزمات مثل الحرب في السودان.
وأظهرت الوثيقة أن المفوضية، تخطط لإغلاق مكتبها بمنطقة جنوب القارة الأفريقية، وإلغاء نحو 4000 وظيفة، إذ ستوفر لها التخفيضات 8.5 مليار دولار لإنفاقها في 2026، انخفاضاً من 10.2 مليار دولار في 2025.
قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في الخرطوم، ليني كينزلي، إن السودان يشهد واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، في ظل تفاقم تداعيات الجوع والنزوح، وبلغ الوضع في بعض المناطق حدّ الكارثة، خاصة في «الفاشر» شمال دارفور، و«كادوقلي» جنوب كردفان.
وأضافت كينزلي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن ملايين السودانيين يعيشون محاصرين مع طرق مقطوعة وإمدادات محدودة للغاية، مما يجعل وصول المساعدات الإنسانية عبر الوكالات الأممية، مثل برنامج الأغذية العالمي، شبه مستحيل، موضحة أن بعض المناطق تشهد حالات وفاة بسبب الجوع، وتظهر ملامح المجاعة بشكل واضح، ويضطر الناس إلى اتخاذ تدابير قاسية للبقاء على قيد الحياة.
وحذرت من خطورة تفاقم الأزمة الغذائية في العديد من المناطق السودانية، إذ يواجه نحو 25 مليون شخص خطر الجوع الحاد، بينهم 8 ملايين شخص يُعانون مستويات طارئة من الجوع، لافتة إلى أن نحو مليوني شخص يعيشون حالة مجاعة أو معرضون لخطرها، وهذه الأعداد تمثل الأعلى عالمياً من حيث حجم المعاناة الإنسانية في مثل هذه الظروف القاسية.
وأوضحت المسؤولة الأممية أن برنامج الأغذية العالمي لديه الغذاء المتوافر والوسائل والشاحنات القادرة على إيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضرراً، لكن استمرار النزاع المسلح يظل عقبة كبرى تحول من دون إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في هذه المناطق.
ولفتت إلى أن برنامج الأغذية العالمي استطاع رغم التحديات الجسيمة، توسيع نطاق استجابته هذا العام ليقدم الدعم لنحو 4 ملايين شخص شهرياً في المتوسط. ومع ذلك، يبقى هذا الرقم محدوداً إذا ما قورن بحجم الأزمة، ويعود السبب الرئيس في هذا العجز إلى النقص الكبير في التمويل، إذ لا تتوافر الموارد الكافية لتغطية احتياجات جميع المتضررين، موضحة أن البرنامج يضطر إلى تركيز جهوده على الفئات الأكثر تضرراً.

أخبار متعلقة :