بولس: مبادرة الحكم الذاتي المغربية تشكل الحل الوحيد الممكن لملف الصحراء

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من الرباط: جددت الولايات المتحدة التأكيد على أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية ليست مجرد خيار مطروح على طاولة الأمم المتحدة، بل تشكل الحل الوحيد الممكن لملف الصحراء.

هذا الموقف، الذي أبلغ به مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون الإفريقية، ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي إلى الصحراء، السبت، يتجاوز حدود التصريحات البروتوكولية، ليشكل إعلاناً سياسياً صريحاً يربط بين مغربية الصحراء وبين الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي.

ويكشف هذا الموقف الأميركي ، بحسب متابعين لملف الصحراء المغربية، عن رغبة واشنطن في تثبيت مسار الحل النهائي عبر الأمم المتحدة، من خلال دعم مباشر لجهود المبعوث الأممي، مع التأكيد على دور بعثة "المينورسو" في حفظ الأمن الميداني، باعتباره ركيزة لمواكبة الحل السياسي.
واعتبروا أن إعلان بولس يعكس الرؤية المغربية التي طالما شددت على أن قضية الصحراء ليست مجرد نزاع إقليمي، بل عنصر أساسي في منظومة الأمن والسلم بمنطقة الساحل والصحراء.

ويأتي هذا التصريح في توقيت دقيق، عشية مناقشات مجلس الأمن حول الصحراء، ليحمل دلالات واضحة، تفيد أن "واشنطن تمهد الأجواء الدبلوماسية وتوجه رسائل حاسمة إلى الأطراف المعنية، وفي مقدمتها الجزائر والبوليساريو، مفادها أن رهان الاستفتاء انتهى، وأن المجتمع الدولي يتجه نحو دعم الحكم الذاتي باعتباره الإطار الواقعي والعملي الوحيد".

من زاوية العلاقات المغربية-الأميركية، يعكس هذا الموقف استمرار الاعتراف الذي أعلن سنة 2020 بمغربية الصحراء، لكنه يذهب أبعد من ذلك حين يصف مبادرة الحكم الذاتي بالحل الأوحد. وهو ما يعزز موقع المغرب كشريك استراتيجي لواشنطن في ملفات الأمن ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، فضلاً عن الطاقات المتجددة والتحولات الاقتصادية.

وبهذا الموقف، تتحول قضية الصحراء، في الخطاب الأميركي ، إلى ورقة استراتيجية كبرى في بناء تحالفات واشنطن بالقارة الإفريقية، ويجد المغرب نفسه اليوم في موقع "الحليف الذي لا غنى عنه" في معادلات الاستقرار الإقليمي، في وقت تتصاعد فيه التهديدات الأمنية بالساحل وتتنافس فيه القوى الكبرى على النفوذ في شمال إفريقيا.

أخبار متعلقة :