وعي يتخطى الرقابة معاناة غزة تتسلل للإعلام الإسرائيلي

رغم الرقابة المشددة والإنكار الرسمي، بدأت شواهد جديدة تكشف أن بشاعة المعاناة في غزة لم تعد قابلة للتجاهل، إذ تسللت قصص الأطفال الجوعى وصور الخراب إلى الإعلام الإسرائيلي نفسه، بعدما كان لعقود مقتصرًا على رواية البطولة الوطنية والخسائر العسكرية. وهذا التحول المحدود يعكس، من جهة، إدراكًا متأخرًا لدى بعض الصحفيين الإسرائيليين بضرورة كشف جانب من الحقيقة، ومن جهة أخرى، حجم الضغوط العالمية التي جعلت الرأي العام الإسرائيلي في مواجهة مرآة لم يكن يرغب برؤيتها.

التغطية الإعلامية

وعلى مدى عامين من الحرب، ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على سردية واحدة: بطولات الجيش، معاناة عائلات الرهائن، وخسائر الجنود. أما غزة، فكانت حاضرة بقدر ضئيل، وغالبًا من زاوية عسكرية. لكن في الأشهر الأخيرة ظهرت صور صادمة لأطفال يعانون من سوء التغذية، وتقارير عن المجاعة والدمار اليومي.

وهذا التغير جاء في وقت تواجه فيه إسرائيل انتقادات غير مسبوقة في المحافل الدولية بسبب حصارها لغزة، وتزايد الاحتجاجات التي لم تُغيّر سياسات الحكومة بعد، لكنها أضعفت القدرة على إخفاء حجم الكارثة.

7 أكتوبر

ولا يزال هجوم 7 أكتوبر 2023 حاضرًا في وعي الإسرائيليين باعتباره الأسوأ في تاريخهم. قُتل فيه نحو 1200 شخص وأُخذ 251 رهينة. هذه الصدمة جعلت الإعلام المحلي يتمحور حول صورة الضحية الإسرائيلية، بينما تراجعت أي محاولة لعرض الجانب الفلسطيني.

لكن مع مرور الوقت، بدأت بعض الأصوات تنتقد هذا الانحياز، مثل الصحفي رافيف دراكر، الذي أقر بأن المعاناة في غزة جرى تغييبها عمدًا أو تناولها فقط من منظور فاعليتها في ضرب حماس.

منع وتكميم

ومنعت إسرائيل دخول الصحفيين الدوليين إلى غزة منذ بداية الحرب، باستثناء جولات محدودة تحت إشراف الجيش. ووفق لجنة حماية الصحفيين، فإن هذا النزاع هو الأكثر دموية بحق الإعلاميين، حيث قُتل ما لا يقل عن 189 صحفيًا فلسطينيًا بنيران إسرائيلية.

وهذا الحصار الإعلامي جعل الرواية الإسرائيلية المهيمنة بلا منافسة داخل حدودها، لكنه لم يمنع تسرب المشاهد عبر وسائل التواصل أو وكالات الأنباء العالمية، وهو ما فرض على بعض القنوات الإسرائيلية التعامل مع صور يصعب إنكارها.

أصوات معارضة

ولم تمر محاولات بعض الإعلاميين لكسر الصمت دون ثمن. فقد واجهت المذيعة يونيت ليفي هجومًا واسعًا من قنوات ومحللين مقربين من نتنياهو، بعدما وصفت التعتيم الإعلامي على المجاعة بأنه «فشل أخلاقي». وُصفت ليفي بأنها «متحدثة باسم حماس»، في مشهد يعكس هشاشة مساحة النقد داخل إسرائيل.

بالمقابل، لا يزال الإعلام اليميني يصف الفلسطينيين جميعًا بأنهم «مقاتلون»، ويدعو لمزيد من القوة العسكرية، ما يكرس الاستقطاب الحاد بين تيارات الإعلام الإسرائيلي نفسه.

الكلفة الإنسانية

وفي سياق متصل لبشاعة انتهاكات إسرائيل أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني منذ اندلاع الحرب، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى إصابة 162 ألفًا. ورغم تشكيك إسرائيل في هذه الأرقام، إلا أنها لم تقدم بديلًا رسميًا. وفي الأسابيع الأخيرة، قُتل 13 فلسطينيًا، بينهم ستة أطفال، في غارات استهدفت مدارس ومباني سكنية، وسط إنكار الجيش استهداف المدنيين.

ورغم هذه الكلفة الفادحة، مضى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في التصعيد، متعهدًا بإنهاء العمليات في مدينة غزة باعتبارها «المعقل الأخير».

الخطاب الإعلامي

وبينما يواصل نتنياهو خطاب القوة، تظهر في الإعلام الإسرائيلي مقالات وتقارير تكشف عن انقسام داخلي: هل يحقق استمرار الحرب أهدافها، أم أنه يورط إسرائيل أخلاقيًا وسياسيًا أمام العالم؟

صحيفة هآرتس مثلًا ما زالت تمثل صوتًا نقديًا يذكّر بمعاناة الفلسطينيين، على عكس القنوات الرسمية التي تفرط في الرقابة.

دلالات التحول

لذا فإن عرض مشاهد المجاعة والدمار في الإعلام الإسرائيلي، ولو بشكل جزئي، يعني أن دائرة الوعي آخذة في التوسع، وأن الصورة أحادية البعد لم تعد ممكنة بالكامل.

هذه التحولات تعكس:

• ضغوط الرأي العام العالمي وتراجع صورة إسرائيل الدولية.

• إدراك بعض الإعلاميين أن تغييب الجانب الآخر يقوّض المهنية.

• بداية تسلل الأسئلة الأخلاقية إلى داخل المجتمع الإسرائيلي رغم محاولات كبحها.

أبرز مظاهر التحول الإعلامي الإسرائيلي تجاه معاناة غزة:

• تغير في الخطاب الإعلامي.

• ضغوط دولية

• انقسام داخلي

• ردود فعل عنيفة.

• الرقابة العسكرية مستمرة

• تأثير محدود على السياسات

• شرخ في الوعي الإسرائيلي


كانت هذه تفاصيل خبر وعي يتخطى الرقابة معاناة غزة تتسلل للإعلام الإسرائيلي لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الوطن أون لاين وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :