ابوظبي - سيف اليزيد - موسكو (الاتحاد)
أكّد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، أن الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا الاتحادية يمثل منصة مهمة لتعزيز العلاقات بين الجانبين، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما فيها مهددات الأمن الإقليمي والعالمي.
جاء ذلك خلال الاجتماع الوزاري المشترك الثامن للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا الاتحادية، الذي عقد أمس، في مدينة سوتشي الروسية، برئاسة مشتركة بين وزير خارجية الكويت رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري عبدالله علي اليحيا، ووزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف، بحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون.
وقال البديوي: «إن الاجتماع يأتي في ظل ظروف يشوبها العديد من الأزمات التي تواجهها المنطقة والعالم، بما فيها التحديات السياسية والأمنية التي تؤثر على الأمن والاستقرار، وفي هذا السياق تؤكّد دول مجلس التعاون بأن السبيل الأمثل لحلّ كافة النزاعات والخلافات، هو من خلال المفاوضات والوسائل السلمية والدبلوماسية، وتغليب لغة الحوار واحترام سيادة القانون، بما ينسجم مع التشريعات الدولية التي تكفل المحافظة على الأمن والاستقرار وتحقيق المزيد من الرخاء والازدهار».
وعبر عن أمله في مواصلة تعزيز التعاون المشترك بين مجلس التعاون وروسيا في المجالات السياسية والتجارية والثقافية والتعليمية والزراعية والصحية ومجالات الطاقة، وذلك في إطار خطة العمل المشترك بين الجانبين (2023 - 2028)، مؤكداً أن الأمانة العامة لمجلس التعاون على أتم الاستعداد للتباحث مع الجانب الروسي حول أوجه التعاون الممكنة كافة، لاسيما وأن الأمانة العامة ستقوم بتقديم مقترحات التعاون في مجال السياحة ومجال الأمن السيبراني خلال الفترة القادمة.
بدوره، حذر وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، من أن التصرفات الإسرائيلية، وآخرها الهجوم على قطر، تستهدف تقويض الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حلول سلمية، ومنع إمكانية إقامة دولة فلسطينية.
وقال وزير الخارجية الروسي، خلال كلمته في افتتاح الاجتماع، إن «التوترات العسكرية والسياسية بالشرق الأوسط زادت بشكل حاد بعد هجوم إسرائيل على قطر»، كما اعتبر أن تصرفات إسرائيل تنم عن رغبتها في تقويض إمكانية إنشاء دولة فلسطينية.
وفي ختام الاجتماع، دان وزراء خارجية دول مجلس التعاون ووزير الخارجية الروسي في بيان مشترك، بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي ضد دولة قطر.
وأكد الوزراء أن هذا العدوان يمثل «انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية واعتداء على سيادة دولة قطر وتقويضاً متعمداً للجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».
وشددوا على أن مثل «هذه الأفعال تتطلب موقفاً دولياً واضحاً وحازماً يحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الأخلاقية والسياسية والقانونية ويؤدي إلى اتخاذ إجراءات فعالة لردع إسرائيل وإنهاء انتهاكاتها المتكررة لمبادئ السلام والأمن الدوليين».
ودعا الوزراء المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تولي مسؤولياتهم في إيقاف هذه الاعتداءات ومنع تكرارها مؤكدين أن استمرار هذا النهج سيفاقم التوترات في المنطقة ويقوض فرص تحقيق الأمن والاستقرار.
أخبار متعلقة :