«الصحة الفلسطينية» تحذر من نقص خطير بوحدات الدم

ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد مراد (غزة، القاهرة)

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، من نقص خطير في وحدات الدم بمستشفيات القطاع، وسط تراجع حملات التبرع جراء تفشي سوء التغذية الناجم عن سياسة التجويع الإسرائيلية، موجهة نداءً عاجلاً للجهات المعنية بالتدخل وتعزيز أرصدة وحدات الدم.
وقالت الوزارة في بيان: «بنوك الدم في المستشفيات تُعاني من نقص حاد وخطير في وحدات الدم ومكوناته»، لافتة إلى أن نوعية الإصابات الخطيرة التي تصل للمستشفيات تتطلب وحدات إضافية من الدم لإنقاذ الحياة»، وأشارت إلى أن الاحتياج اليومي من وحدات الدم ومكوناته يزيد على 350 وحدة، لافتة إلى تراجع مصادر تعزيز أرصدة وحدات الدم ومكوناته بما فيها حملات التبرع المجتمعية نظراً لتفشي المجاعة وسوء التغذية.
وطالبت الوزارة كافة الجهات المعنية بضرورة التدخل لتعزيز أرصدة وحدات الدم ومكوناته في مستشفيات القطاع. 
وأوضح مسؤول الإعلام في المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، سليم عويس، أن الأوضاع الإنسانية في غزة بلغت مستوى خطيراً من التدهور، ولا يمكن التعامل معها عبر حلول مؤقتة أو قوافل محدودة، إذ تتطلب استجابة إنسانية طويلة الأمد تهدف إلى تلبية الاحتياجات الأساسية لأهالي القطاع، بما في ذلك الغذاء والمياه والوقود والرعاية الصحية.
وشدد عويس، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن غزة بحاجة إلى مساعدات إنسانية وإغاثية عاجلة وكافية تعزز صمود الأهالي على المدى الطويل، موضحاً أن كمية المساعدات التي دخلت القطاع في الفترة الأخيرة تظل متواضعة للغاية أمام الاحتياجات المتصاعدة.
وأشار إلى أن استمرار الأوضاع الحالية يسهم في اتساع دائرة الفقر والجوع والمرض، مما يمثل خطراً كبيراً على حياة مئات الآلاف من المدنيين، وبالأخص الفئات الضعيفة، مثل الأطفال والنساء وكبار السن، مؤكداً أن الحل الأمثل لمواجهة هذه الأوضاع المأساوية يتمثل في استجابة إنسانية شاملة وطويلة الأمد، بحيث تضمن توفير الغذاء والمياه والدواء والوقود بشكل مستدام.
وقال المسؤول الأممي، إن غزة في أشد الحاجة إلى منظومة إنسانية وإغاثية فاعلة ومستدامة، تضمن إيصال المساعدات بشكل مستمر إلى جميع مناطق القطاع، شمالاً وجنوباً، وقبل ذلك وقفاً فورياً لإطلاق النار، مما يمهد لمرحلة التعافي وإعادة الإعمار.
بدوره، شدد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، على أن هناك حاجة ملحة لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية في القطاع على المدى الطويل، بهدف توفير جميع المستلزمات التي يحتاجها الأهالي، سواء الغذائية أو الدوائية أو الصحية أو ما يتعلق بالمياه والطاقة.
وقال مهنا، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الاستجابة الإنسانية في غزة تواجه تحديات وعوائق جسيمة، في ظل استمرار الحصار المفروض على القطاع وتواصل العمليات العسكرية، مما تسبب في تدهور الأوضاع المعيشية بشكل بالغ السوء، لا سيما مع انتشار المجاعة والأمراض الخطيرة.
وأضاف أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لتحقيق استجابة إنسانية طويلة الأمد في غزة، من خلال إعادة فتح جميع المعابر لإدخال أكبر قدر ممكن من قوافل المساعدات، مؤكداً أن القانون الدولي الإنساني يُلزم إسرائيل بإدخال مختلف أنواع الدعم الإنساني والإغاثي إلى القطاع من دون أي عوائق.

إسرائيل تكثف قصف وتفجير المنازل والأبراج في غزة
كثفت القوات الإسرائيلية، قصفها على شمال القطاع، ومدينة غزة تحديداً، وواصلت تفجير ونسف المنازل والأبراج السكنية. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بإصابة عدد من الفلسطينيين بجروح مختلفة جراء استهداف الطائرات الإسرائيلية منزلاً في شارع الثورة بحي الرمال غربي مدينة غزة.
وأضاف، أن مسيرات الجيش الإسرائيلي استهدفت منازل في محيط حي اليرموك وسط مدينة غزة، كما أطلقت الآليات العسكرية الإسرائيلية نيرانها باتجاه منتظري المساعدات وسط القطاع.
وتواصل القوات الإسرائيلية استهداف الأبراج السكنية والمنازل وعمليات النسف والتفجير باستخدام «الروبوتات المفخخة» في الأحياء السكنية من مدينة غزة، بهدف إجبار الأهالي على النزوح القسري وتهجير أكبر عدد منهم إلى وسط القطاع وجنوبه. ووفقاً لوكالة «وفا»، قتل خلال اليومين الماضيين فقط 70 مواطناً في قطاع غزة.
في غضون ذلك، صرحت متحدثة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، أولغا تشيريفكو، أن إسرائيل فرضت حكماً بالإعدام على مدينة غزة، مشيرة إلى أنه لم يعد أمام الفلسطينيين سوى الاختيار بين مغادرة المدينة أو الموت.
وقالت تشيريفكو خلال مؤتمر صحافي عقدته أمس عبر اتصال مرئي من منطقة دير البلح جنوب قطاع غزة،  «حُكم على مدينة غزة بالإعدام، إما المغادرة أو الموت، أُمر مئات الآلاف من المدنيين المنهكين والمرهقين والمذعورين بالفرار إلى منطقة مكتظة»، في إشارة إلى إنذارات إسرائيل لتهجير سكان مدينة غزة والسيطرة عليها. كما شددت على ضرورة وقف العنف المروع في غزة، قائلة: «نحن بحاجة لقرارات عاجلة لتمهيد الطريق أمام سلام دائم قبل فوات الأوان، أصوات لإسكات القنابل، وأفعال لوقف إراقة الدماء».

أخبار متعلقة :