ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد مراد (الخرطوم، أبوظبي)
شدد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الخرطوم، عدنان حزام، على أن السودان يشهد حالياً أزمة إنسانية خانقة، جراء استمرار النزاع المسلح منذ أكثر من عامين، مما أدى إلى تدمير المرافق والخدمات، وحرمان ملايين المدنيين من الأمن والغذاء والمياه والرعاية الصحية.
وكشف حزام، في تصريح لـ«الاتحاد»، عن أن النزاع المستمر ألحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية، إذ أصبح نحو 80% من المرافق الصحية خارج الخدمة، وتعمل النسبة الباقية من المرافق الصحية بقدرات محدودة للغاية.
وأشار إلى أن بعض المناطق والولايات تُعاني تفشياً حاداً لوباء «الكوليرا»، خصوصاً في إقليم دارفور، موضحاً أنه منذ إعلان وزارة الصحة السودانية عن الوباء قبل عام، سُجلت أكثر من 100 ألف حالة اشتباه بالإصابة، إلى جانب 1500 حالة وفاة، وهو ما يمثل تهديداً خطيراً للسكان، في ظل ضعف الإمكانيات المتاحة لعلاج المرضى واحتواء المرض.
وأفاد حزام بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل على دعم قطاع الرعاية الصحية باعتباره أولوية قصوى لإنقاذ الأرواح، وكذلك دعم هيئة المياه لتسهيل وصول السكان إلى المياه النظيفة، وهو ما يلعب دوراً محورياً في تعزيز الصحة العامة ومكافحة وباء الكوليرا، مشيراً إلى دعم الصليب الأحمر للمرافق الصحية ومراكز العزل وعلاج الكوليرا، وتمكن من خلال هذه التدخلات من علاج نحو 7100 حالة.
ولفت إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قدمت دعماً لثلاثة تجمعات للنازحين في مدينة «الطويلة» شمال الفاشر، واستهدفت تدخلاتها أكثر من 82 ألف نازح، وشمل الدعم توفير مواد النظافة، وتحسين الحصول على مياه شرب نظيفة وآمنة، وتنفيذ أنشطة للتوعية الصحية لمنع انتشار المرض.
وقال المتحدث باسم للجنة الدولية للصليب الأحمر، إن الوضع الغذائي في السودان يبعث على القلق الشديد، إذ تواجه البلاد حالياً انعداماً واسع النطاق في الأمن الغذائي، نتيجة استمرار النزاع المسلح، إضافة إلى القيود المفروضة على حركة الوصول إلى بعض المناطق، والصعوبات التي يواجهها المزارعون في الوصول إلى أراضيهم، لا سيما أن 70% من السكان يعتمدون على الزراعة والثروة الحيوانية. وأضاف: أن استمرار النزاع المسلح يحول دون وصول المزارعين إلى الأراضي الزراعية في مناطق عديدة، خصوصاً المتأثرة بالصراع، مما أثّر على البرامج الداعمة للمزارعين والمبادرات المخصصة لدعم الزراعة، لافتاً إلى أن القيود المفروضة على طرق توريد المواد الغذائية أدت إلى حرمان ملايين المدنيين من الإمدادات الحيوية، مما أجبر أعداداً متزايدة من السكان على النزوح بحثاً عن المأوى والغذاء.
أخبار متعلقة :